ليه تسرق بالليل لما ممكن تثبت بالنهار
خلال الفترة الأخيرة كثرت الشكاوى وزاد الغضب وارتفع الدعاء من تجاوزات عدد من ضباط الشرطة بسبب إهمالهم لعملهم، وزير الداخلية نفسه استشعر حالة الخطر خلال الأيام الماضية، وخلال تفقده أحد أقسام الشرطة بالمنوفية قالها صريحة وواضحة موجهًا حديثه لرجال الشرطة:"لا تفسدوا العلاقة مع الشعب إحنا ما صدقنا العلاقة عادت كما كانت مع المواطنين، لا تكرروا أحداث 25 يناير".
هذه الواقعة لا يجب أن تمر مرور الكرام وما ذكره الوزير يجب أن يتم أخذه على محمل الجد لا الهزل فهذه مؤامرة جديدة لإفساد العلاقة بين الشرطة والشعب وللأسف الشديد يشارك فيها قيادات كبري في وزارة الداخلية وذلك من خلال إهمال البحث الجنائي وتعمد إهانة المواطنين وعدم التحقيق في شكواهم وتجاهل محاضرهم ووضعها في الأدراج ورفع شعار كل مواطن يحمي نفسه فالشرطة لديها مسئوليات أهم وعمليات جسيمة، الداخلية مشغولة بمحاربة الإرهاب ومطاردة أعضاء الجماعة الإرهابية وللأسف هذه الإسطوانة أصبحت على لسان القيادات بالداخلية قبل صغار الضباط والأمناء، مما ينعكس بالسلب على العلاقة بين الشرطة والمواطنين وبدأت تظهر على السطح الشروخ بين الطرفين بعد أن تم علاجها عقب ثورة 30 يونيو.
لا يوجد أحد ضد مطاردة كل من تربص بالوطن ولا أحد يرفض القبض على عناصر الجماعة الإرهابية وتقديمهم لمحاكمة عاجلة لعودة الانضباط إلى الشارع المصري.. لكن أن تترك الشرطة اللصوص وقطاع الطريق يقومون بمطاردة المواطنين على الملأ دون حساب فهذا هو الخطر، فالبحث الجنائي ليس رفاهية وأن قرار تنفيذه من عدمه يترك لمسئول سواء كان رتبة صغيرة أو كبيرة فهذه قضية أمن قومي وواجب وطني ويجب ألا تكون مطاردة الإرهابيين شماعة لإهمال الأمن في الشارع.
خلال الفترة الأخيرة زادت حالات اختطاف المواطنين والأطفال ومساومة أهاليهم للحصول على فدية، والجيزة مليئة بهذه الحالات كما أن اللصوص وقطاع الطرق بشوارع الهرم وفيصل والمهندسين أصبحوا يعملون في وضح النهار ويرفعون شعار "ليه تسرق بالليل لما ممكن تثبت بالنهار" بينما مدير المباحث الجنائية ورجاله يغطون في نوم عميق ويرفعون شعار "للمواطن رب يحميه".
حكي لي أحد ضباط البحث الجنائي ويعمل بالجيزة أن مدير المباحث الجنائية بالمحافظة طلب من الضباط التركيز فقط في مطاردة أعضاء الجماعة الإرهابية والعمل ليل نهار على تتبع عناصرها.. ويؤكد هذا المسئول أن هذه السياسة الجديدة تعليمات عليا.. فهل تعمد إهمال شكوي المواطنين وعدم مطاردة اللصوص أصبحت سياسة عليا؟ أشك في هذا.. فهذه مؤامرة يشارك فيها للأسف بعض قيادات الداخلية.. حرام عليكم كفايه شخير بقي !.
Essamrady77@yahoo.com