رئيس التحرير
عصام كامل

العقوبات الاقتصادية على موسكو تشعل «حرب التفاح» بين روسيا والاتحاد الأوربي.. وزير الزراعة الألماني: علينا تناول التفاح 5 مرات يوميًا.. وبولندا ترفع شعار «تناول تفاحة لمواجهة بوتين»

الاتحاد الاوربى
الاتحاد الاوربى

عرف العالم منذ القدم الحروب بين الشعوب والقبائل، ومع تطور الإنسانية عرفنا الحروب العالمية، وأخذت الحروب منحى جديدًا خلال الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا.


وبعد تفتيت الاتحاد السوفييتى انفردت أمريكا بحكم العالم، وخلال 20 عاما من الهيمنة الأمريكة، أعاد الدب الروسى بناء نفسه من جديد، وجسد التدخل العسكري في أوكرانيا خلال أزمة القرم إعادة جديدة لصحوة موسكو في الحضور الدولى.

وهو الأمر الذي رفضته الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوروبين، انتقلت الحرب إلى نوع جديد من الحروب، وهى الحرب الاقتصادية وفرض العقوبات على روسيا.

وردًا على هذه العقوبات فرضت روسيا حظرا يقضي بمنع استيراد لحوم البقر والخنزير بكل أنواعها، ولحوم الدواجن ومنتجاتها من المواد المدخّنة والمرتديلا، والحليب وجميع مشتقاته، بما فيها الأجبان، والأسماك والخضار والدرنيات والفاكهة والمُكسَّرات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي ودول أخرى.


حرب التفاح

وفى أول رد فعل على الخسائر الألمانية نتيجة الحظر الروسى، حث وزير الزراعة الألماني كريستيان شميت الأوروبيين، على تناول المزيد من الفاكهة والخضراوات للتغلب على تأثير القيود الروسية على واردات الغذاء من الغرب.

ويسعى وزير الزراعة الألماني للبحث عن أسواق بديلة لمنتجات زراعية مثل التفاح الألماني في مناطق مثل أمريكا الجنوبية والصين.

وحث شميت الأوروبيين على تناول الفاكهة "كل صباح.. خمس مرات في اليوم.. بلا توقف وقال في حوار مع محطة إذاعة ألمانية "فلتأكلوا! عليكم أن تأكلوا.. يجب على أن أكل.. يجب أن نأكل جميعا".

وحسب قوله فإن "روسيا ليست الدولة الوحيدة في العالم التي تحتاج للتفاح" حسبما ذكرت وكالة أنباء رويترز.

وقال شميت في المقابلة مع دويتشلاند فونك "لا يمكن أن نتباكى على حقيقة أن هناك الكثير من الفاكهة ثم لا نأكل الفاكهة."

وتواجه أوربا اضطرابا في أسواق الغذاء بسبب القيود على الواردات التي فرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلا أن شميت قال إن الوضع تحت السيطرة.

تفاحة إضافية أسبوعيا

فيما طالب النمسا مواطنيها زيادة استهلاكهم من الخضراوات والفواكه المنتجة محليا لتقليل خسائر المزارعين النمساويين، جراء حظر روسيا استيراد مواد غذائية من الاتحاد الأوربي.

وقال وزير الزراعة النمساوي، أندره روبرشتر، في أغسطس الماضى، في تصريحات لمحطة «أو 1» الإذاعية النمساوية: «إذا تناول كل فرد تفاحة إضافية في استهلاكه الأسبوعي، فإننا سنتمكن حينها من التغلب على خسائر السوق في قطاع الخضراوات والفاكهة».

وطالب الوزير المستشفيات وقطاع الفنادق والمطاعم الكبيرة، بإعطاء الأولوية للمواد الغذائية المحلية.

تجدر الإشارة إلى أن بولندا رفعت أخيرا شعار «تناول تفاحة في مواجهة بوتين!» كرد فعل على العقوبات التي فرضتها موسكو ضد دول أوربية على خلفية الأزمة الأوكرانية.


معارضة للعقوبات

من جانبه عارض رئيس وزراء النمسا، المستشار فيرنر فايمن، فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا الاتحادية بسبب النزاع الروسي الأوكراني لتأثيرها بالسلب على اقتصاد النمسا، وهو الموقف الذي تؤيده كل من إيطاليا، المجر، وقبرص.

وقال المستشار فايمن، إن العقوبات أدت إلى خسارة بنك «رايفايزن» نحو 4 مليارات يورو نتيجة خسائر لحقت بالبنك الروسي التابع للبنك الأم، بعد تراجع أرباحه نتيجة العقوبات الاقتصادية.

كما أشار في ذات السياق إلى خسائر مادية لحقت ببنوك نمساوية أخرى بسبب العقوبات الاقتصادية، لافتا إلى بنوك "ارستة بنك"، "فولكس بنك"، و"هيبو بنك"، بالإضافة إلى الخسائر التي تكبدتها النمسا عقب وقف روسيا للصادرات الأوربية.
الجريدة الرسمية