رئيس التحرير
عصام كامل

"بحوث الإسكان" يرفض إنشاء العاصمة الإدارية.. ويطالب بتحويلها لسياحية

الدكتورة ماجدة متولى
الدكتورة ماجدة متولى أستاذ التخطيط العمراني

حذرت الدكتورة ماجدة متولى، أستاذ التخطيط العمراني بالمركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، من اتجاه الحكومة لإقامة عاصمة إدارية جديدة على طريق القاهرة/ السويس، مؤكدة على أن إنشاء عاصمة إدارية جديدة قريبة من القاهرة لن يحل مشاكل القاهرة المتعددة والتي يجب أن يكون لها أولوية في برنامج الحكومة.


وقالت إن المدينة المقترحة سوف تشكل عبئًا جديدًا على القاهرة، مثلما شكلت المدن الجديدة حول إقليم القاهرة الكبرى عبئًا عليها على عكس المخطط لها، فلا العاملون في المدن الجديدة يقطنون بها ولا سكان المدن الجديدة يعملون بها؛ لذلك تضاعفت الرحلات اليومية من وإلى المدن الجديدة وأصبحت الطرق الإقليمية تعانى من ازدحام شديد في ساعات الذروة يماثل ازدحام شبكات الطرق داخل المدن، علمًا بأن المدن الجديدة لم يكتمل نموها بعد ونسبة الإشغال بالمدن الجديدة حاليًا أقل من 10% من طاقتها الاستيعابية بعد التوسعات.

وأضافت: في الوقت الذي توجه الدولة استثماراتها إلى إقامة البنية الأساسية لتوسعات المدن الجديدة، تقلصت استثمارات الدولة والقطاع الخاص داخل إقليم القاهرة الكبرى وتُركت أحياؤها العريقة تعانى من الإهمال وانعدام الصيانة والازدحام والتلوث البيئى، كما أن استثمارات الدولة والقطاع الخاص في جنوب مصر محدودة للغاية؛ ما أدى إلى هجرة أهل الصعيد إلى إقليم القاهرة، وخاصة إلى المناطق العشوائية بحثًا وراء فرص عمل.

وأكدت ماجدة على أن فشل تجربة نقل العاصمة إلى مدينة السادات ثم إلى القاهرة الجديدة، عبرة يجب دراستها جيدًا حيث أسباب الفشل مازالت موجودة، مشيرة إلى أن أهم مشكلة تواجه القاهرة هي المركزية الشديدة للإدارة وحلها لا يكون بنقل المشاكل من موقع إلى موقع جديد، فالهروب من المشاكل لا يحلها وإنما بمواجهتها لنعيد إلى القاهرة رونقها وثقلها التاريخى كعاصمة سياسية للأمة العربية والأفريقية وعاصمة للفنون.

وقالت إن المنطقة التي تشير لها الحكومة لإنشاء العاصمة الإدارية واعدة ولها مقومات متعددة مثل إقامة المنتجعات السياحية العالمية وإنتاج الطاقات المتجددة، ولكن يجب أن تخطط هذه المدينة بحيث تكون مستقلة تمامًا عن القاهرة وتكون مدينة متكاملة مرتبطة، كما أعلن بمشروع تنمية محور قناة السويس، ويجب أن تكون المدينة الجديدة جاذبة للشركات العالمية توفر البنية الأساسية والبيئة المثالية للاستثمار لرجال الأعمال لممارسة الأعمال بالأساليب الحديثة وبكفاءة عالية، وقد تضم إلى جانب المنتجعات السياحية مناطق للتجارة العالمية والصناعات غير الملوثة للبيئة ومركز عالمى للخدمات اللوﭽيستية ومناطق التخزين، وتشمل مناطق للسكن الراقى الذي يوفر جودة الحياة لكافة الفئات العاملة بالمدينة.
الجريدة الرسمية