"غزة"...الكحل في العين الرمدة خسارة
لا تحيد الجماعات الإرهابية عن نهج الإفك والتضليل، "تكذب الكذبة وتصدقها" ثم تروج لها باعتبارها الحقيقة. هذا ما حدث من جماعة الإخوان المحظورة طوال 80 سنة، وهو نفسه ما حدث من إفك "حزب الله" وقائده حسن نصر الله، حين احتفل في عام 2006 بالانتصار، رغم أن إسرائيل ما تركت مكانا سليما في جنوب لبنان، ووصلت بالقصف إلى العاصمة بيروت، وبعد فترة اعترف نصر الله نفسه، بأنه لو كان يعرف حجم الخسائر والدمار، ما أمر مليشياته بخطف جنديين إسرائيليين!.
يتكرر "الغباء" نفسه، حين خطفت "حماس" الإرهابية 3 مستوطنين، فردت إسرائيل بحرب لا تبقي ولا تذر، وقدرت خسائر "غزة" بنحو "2137 شهيدًا و11100 جريح وتدمير آلاف المنازل وعشرات المساجد والمدارس والمؤسسات الرسمية"، في حين لم تخسر إسرائيل سوى عشرات الضحايا، ومع هذا احتفلت "حماس" الإرهابية بالانتصار، فأي إفك هذا؟!.
المهم أن جهود مصر أثمرت اتفاقا لهدنة طويلة مع استمرار إدارة المفاوضات بين الطرفين، لإيجاد حل للقضية الفلسطينية برمتها، وكذلك استضافة مؤتمر مانحين لإعادة إعمار "غزة"، وهذا يحتاج إلى جهد مضاعف ويستهلك الكثير من وقت مسئولينا، فيما مصر وشعبها أحق بكل هذا من حركة إرهابية استباحت حدودنا بآلاف الأنفاق وسرقت مواردنا ونشرت الإرهاب في سيناء، بعد اتفاقها مع "المعزول" مرسي وجماعته على استيطانها لتصبح وطنا بديلا.
يدرك ملايين المصريين أن "غزة" أصبحت موبوءة وعنوانا للعمالة والإرهاب منذ ابتليت بسيطرة "حماس"، وبالتالي لا تستحق العون والدعم، فتقديم الخير لغير المستحق يضيع، مثلما لا يفيد الكحل في عين أصابها الرمد، و"غزة" تحت سيطرة "حماس" ينطبق عليها المثل "الكحل في العين الرمدة خسارة". وهذا واقع لا تجنيا على جماعة إرهابية مسلحة تقتل وتخرب وتنشر الفوضى طلبا لملايين قطر وتركيا، ولننظر ماذا فعلت "حماس" منذ أن وضعت الحرب أوزارها.
أطل قادتها بعد اختفاء اقترب من الشهرين خوفا من القصف الإسرائيلي، وراحوا يتحدثون عن انتصار مزعوم وفشل العدوان، مع وعد بتحرير فلسطين في القريب!!
وجه خالد مشعل وإسماعيل هنية الشكر إلى مصر على دورها في إنهاء الحرب، لكنه شكر "خجول" خشية غضب التنظيم الدولي للإخوان وقطر وتركيا. واتبعا الشكر بضرورة فتح معبر "رفح" من الجهة المصرية متجاهلين أنهم "رأس الحربة" في المؤامرة علينا، عن طريق الأنفاق وتدريب الإرهابيين وإمدادهم بالسلاح وتخطيط الجرائم والمشاركة في تنفيذها.
أنهت "حماس" قبل ثلاثة أيام شهر العسل مع "فتح" لتقويض مصالحة فلسطينية تمت برعاية مصرية، حيث اتهمت "فتح" باستدعاء بعض كوادرها إلى الأمن الفلسطيني. وعليه حشدت "حماس" أنصارها بالقرب من مقر الرئيس محمود عباس، في خطوة مستفزة للسلطة الرسمية، فاضطرت "فتح" إلى إدانة "تجاوزات حماس التي تمثل عقبة خطيرة أمام نجاح المصالحة". واتهمتها أيضا بإطلاق الرصاص على العشرات من أعضاء "فتح"، مع فرضت "الإقامة الجبرية على المئات في منازلهم في ظل القصف الإسرائيلي"، وتابعت بأن "حماس" استولت على المساعدات الغذائية والدوائية التي دخلت عبر المعابر سواء من الضفة الغربية أو من الدول العربية وقامت إما بتوزيعها على جماعتها فقط أو بيعها في السوق السوداء".
رفض قادة "حماس" تسليم القطاع إلى السلطة الفلسطينية والحكومة الجديدة، حتى تباشر عملها، لأنهم حينها سيفقدون سيطرتهم على "غزة". كما امتنعوا عن تسليم معبر "رفح" إلى الحرس الرئاسي، حتى لا يخسروا "منجم ذهب" يدر عليهم أموالا طائلة.
وأخيرا فإن "حماس" لن تخرج من "بيت طاعة" قطر وتركيا والتنظيم الدولي للإخوان، إذ أوعزوا لقادة "حماس" بأن تولي أردوغان رئاسة تركيا سيفسح المجال لاحتضان جميع العمليات المالية المشبوهة التي تديرها الحركة. كما أن التمويل القطري لن يتوقف ما بقيت سيطرة "حماس" على "غزة" كي تظل "شوكة" في خاصرة مصر... إذن الحل أن توقف مصر دعمها لغزة مع إنشاء منطقة عازلة تكف عنا الشر والأذى.