رئيس التحرير
عصام كامل

" نازحي العراق ".. من نيران داعش إلى أنغام الموسيقى

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كانت ومازالت الثقافة بأنواعها من فنون وآداب وموسيقى ومسرح، هي السبيل الوحيد للقضاء على التطرف والإرهاب وقتل الأفكار الرجعية الهادمة للحضارات وتقف عائقا أمام مسيرة التقدم والنمو، وكثيرا ما تغيب أوجاع العالم ومتاعبه وضجيجه وتستبدله بالهدوء والسكينة.


" داعش " تلك الجماعة الإرهابية التي لا تعرف طريق سوى القتل وسفك الدماء، وطالت نيرانها الأخضر واليابس تحت ستار الدين، وهو أبعد كل البعد عن أفعالها، طرحت كثيرين قتلى، وصمت آذانها عن صراخ الأطفال وجالت تقتل وتدمر وتحرق، دون رادع أو متصدي، فلم يجد أهل العراق سبيلا سوي الهروب من بطش تلك الجماعة اللانسانية.

" نازحي العراق " خرجوا يجرون أوجاع القهر والظلم لا قوت لهم ولا كسوة، فقد تركوا كل ما يملكون ونجوا بأنفسهم، فمن منطلق إنساني بحت، اهتدى تفكير جماعة " آمارجي " للفنون الإبداعية بالاشتراك وحملة " غوث "، لإقامة حفل خيري في قاعة كبيرة وسط بغداد، بالمركز الثقافي النفطي، حضرها مثقفون وصحفيون وناشطون عراقيون، لصالح النازحين العراقيين الذين تركوا منازلهم بحثًا عن الأمان، وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين بأكثر من مليون و٦٠٠ ألف.

وشهدت الحفلة فقرات موسيقية، ويعد الحفل الحدث الترفيهي ببغداد منذ أشهر طويلة، إذ طوت الأزمات السياسية والأمنية فعاليات ثقافية عراقية، بسبب القلق، وسيادة مشاعر الخوف من أن البلاد على وشك السقوط في الهاوية، ولأمد طويل.

وكسرت الأنغام التي أطلقها كريم وصفي، قائد الفرقة السيمفونية، وسامي نسيم، قائد فرقة بغداد للعود، وعازفين عراقيين آخرين، الصمت الذي ساد أرجاء البلاد منذ فترة طويلة، وعادت الحياة من جديد إلى صالات خائفة.
الجريدة الرسمية