بلسم الحكمة..ووقود الفتنة
بين مايرطب النفوس ويوغر الصدور بَوْن شاسع..هو بَوْن بين الثلج والنار..بون بين من يحمل مشعلاً يضئ الطرقات المظلمة،ومن يحمله ليشعل البلاد ناراً لن تهدأ إلى أن يرث الله الأرض وماعليها.
ومابين الثلج والنارأتحدث،وعينى وقلبى على الوطن.
أنا الآن فى حفل تكريم نيافة الأنبا باخوميوس بمناسبة العيد الحادى والأربعين لسيامته أسقفاً لمطرانية البحيرة بكنيسة مارمرقص بدمنهورالثلاثاء الماضى،أسمع قداسة "البابا تواضروس" وهو يؤكد على ضرورة توحيدصفوف جميع القوى الوطنية من أجل ترسيخ ديموقراطية حقيقية تعبر عن كل أطياف المجتمع،بدون إقصاء لأى فصيل،مطالباً الشعب المصرى بتحمل مسئوليته من أجل الخروج بالبلاد من أزمتها
فى نفس التوقيت أقرأ مقالاًبجريدة الشرق الأوسط للدكتور مأمون فندى الناشط العلمانى المقيم بأمريكا معظم الوقت،يدفع فيه إلى العنف علناً،إذ يقول: فى الأسبوعين القادمين سيتحول الصراع المتحضر بين القوى المختلفة فى مصرإلى صراع عنيف(ولاأدرى إن كان مايقوله تنبؤات أم معلومات أم "أمنيات"؟!)..ثم يوضح أن الصراع سيبدأ بالوكالة بمناوشات بين ميليشيات الإخوان ومشجعى الاندية الكبرى"الألتراس"،ويقول: إن الألتراس وقنابلهم سوف يستخدمون فى المواجهة التى لاندرى إلى أين ستذهب بين التيار المدنى والدينى..غير أن الخطورة كانت فى إقحامه الإخوة المسيحيين فى دائرة العنف، بجانب الألتراس (ولاأدرى لماذا يزج بالرقم المسيحى فى معادلة العنف والمواجهة المحتومة بين الألتراس والإخوان؟!)..يقول فندى: إن المسكوت عنه فى المشهد هو تلك الكتلة البشرية التى أخذت وكأنها جماعة لاحول لها ولاقوة، وهى"جماعة المسيحيين المصريين"الذين يمثلون نسبة بين10و15فى المائة من تعداد السكان المصريين، ولاندرى ماذا سيكون رد فعل هؤلاء!.
أُعَرِّج مجدداً على حفل تكريم نيافة الأنبا باخوميوس،وماقيل فيه وجاء برداً وسلاماً على قلوب محبي الوطن،وأقف عند كلام المهندس مختارالحملاوى محافظ البحيرة،الذى يصف الاحتفال بمثابة عيد لمحافظة البحيرة،ويقول إن المحافظة نالت شرف اختيار أحد أبنائها ليكون بطريرك الكرازة المرقسية.
أظن أن بلسم الحكمة بَيِّن، ووقود الفتنة بَيِّن..وماعلينا سوى الإنصات لصوت الحكمة لكى تنجو سفينة الوطن..واختتم بدعاء قداسة البابا تواضروس الذي يقول: أدعو الله أن يجنب مصرشرور الفتن والأخطار،وأن يعيش الشعب المصرى فى سلام ومحبة دائمين.