برلمان 30 يونيو بنكهة شيوخ السياسة وتمثيل شبابي ضعيف.."أبو حامد": وجود رجال الأعمال وشيوخ الأحزاب في المشهد فقر دم سياسي.. و"شرابية": نسبة مشاركة الشباب في البرلمان المقبل ضعيفة
لا يخلو مجلس من الحديث عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومن التيار السياسي الذي سيحصل على الأغلبية، مما يمكنه من تشكيل الحكومة الجديدة.
وتأتى أزمة تشكيل التحالفات الانتخابية بين القوى السياسة وبعضها، لتزاحم الحديث عن البرلمان، بينما يبقى الحديث عن سيطرة شيوخ السياسة على المشهد، في ظل غياب الطليعة الثورية والقوى الشبابية أمر محذور في حضرة "الشيوخ".
فهناك أزمة حقيقية يمر بها الشباب من جيل الوسط في العمل السياسي، فهناك من وقع في بوتقة الاتهامات بالعمالة والتمويل، وهناك من ثبت دعمه وتأييده للإخوان، ولكن الوضع الراهن ينبئ بقدوم برلمان السواد الأعظم يكون أعضاؤه من شيوخ الحياة السياسة، ليحصل الشباب على 16 مقعدا فقط من 540 مقعدا تحت قبة البرلمان.
سيطرة الشيوخ
يرى البرلمانى السابق محمد أبو حامد، أنه بعد ثورة 30 يونيو، لم يعد الشعب المصرى لديه ثقه بالسياسة والسياسيين، مؤكدًا أنه كان هناك تجاوب مع فكرة التنمية والنهوض بالاقتصاد، بعيدًا عن الحديث أو المشاركة في السياسة، بعد أن أخذت من حياة المصريين الكثير في السنوات الثلاث الأخيرة.
وأضاف أن سيطرة شيوخ السياسة في مصر، وبعض الفئات الأخرى واستحواذها على المشهد السياسي، هو ما أودى بنا إلى حالة الارتباك السياسي والتي تصل إلى حد الجمود.
واعتقد "أبو حامد" أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستعمل على حسم هذه الإشكالية، أما أن يكون برلمان للشيوخ أو برلمان يجمع جميع الطوائف والفئات.
تشكيل البرلمان
وأوضح البرلمانى السابق، أن قواعد الحياة السياسية الصحيحة هي أن يتم تشكيل البرلمان من جميع الطوائف والفئات التي يتكون منها نسيج المجتمع المصرى.
وأبدى أبو حامد رفضه لسيطرة رجال الأعمال وشيوخ الأحزاب على المشهد السياسي في مصر، مشيرًا إلى أن عزوف الطليعة الثورية عن المشاركة في الحياة السياسية يؤدى بنا إلى فقر دم سياسي.
الفكر الوسطى
وقال: "إن هناك جيلا جديدا من أصحاب الفكر الوسطى، يتمثل في عدد من المرشحين المستقلين ممن قرروا أن يخوضوا الانتخابات البرلمانية المقبلة، وسوف يغيرون في ميزان القوى تحت قبة البرلمان"، مؤكدًا أن اختصار شيوخ السياسة وأصحاب المال من المشهد سوف يكون عن طريق صندوق الانتخابات.
وأضاف أبوحامد: " أنا لا أشك في ذكاء الشعب المصرى وقدرته على اختيار مرشحيه في الانتخابات المقبلة، وأنه يستطيع أن يفرز من بين الوجوه، حيث إن هناك نوعين أحدهما له مواقف سياسية محبطة وعلاقات خارجية وتأييد ودعم ومساندة للإخوان، والنوع الآخر هو من لم توجه إليهم أي اتهامات، وهؤلاء الداعم الوحيد لهم أمام الشعب هو خطابهم السياسي".
دعم الشباب للإخوان
ومن جانبه قال مجدى شرابية الأمين العام لحزب التجمع، إن الشباب هم أساس العملية الانتخابية، حتى وإن كان أغلب المرشحين من "الشيوخ".
وأضاف أن هناك العديد من الأحزاب ليس لديه الدعم المالى الكافى لقيامها بحملة دعاية انتخابية، قائلًا: "ولكنها تعتمد في عمل الدعاية الانتخابية على المؤتمرات الجماهيرية التي تعقدها مع الشاب في المحافظات".
وأوضح "شرابية" أن هناك أسبابا منطقية يرجع لها تقلص عدد الشباب في البرلمان المقبل، وغيابهم عن المشهد السياسي، منها نجاح عدد من الشباب على قوائم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان، بالإضافة إلى دعمهم ومساندة الإخوان فيما بعد ثورة 30 يونيو، وثبوت ارتباطهم بعلاقات بمنظمات دولية قامت بالتحريض ضد مصر.
غياب الطليعة الثورية
وأكد الأمين العام للتجمع أن الشعب المصرى الآن أصبح فاقد الثقة في عدد كبير من قطاع الشباب، وهو ما نتج عنه غياب الطليعة الثورية عن المشهد، مضيفًا:" كما أن هناك سببا آخر منطقيا هو أن بعض الشباب نتيجة دعمهم لمرسي في انتخابات الرئاسة ضد الفريق أحمد شفيق- آخر رئيس وزراء في عهد مبارك-أثر سلبًا على جماهيرية الشباب عند المواطنين".
وأشار "شرابية" إلى أنه بالرغم من أن الدستور الجديد وقانون مجلس النواب اشترطا وجود عدد 16 شابا على القوائم الانتخابية الأربع يتم انتخابهم لعضوية مجلس الشعب، إلا أن نسبة الشباب في البرلمان المقبل سوف تكون قليلة جدًا.