رئيس التحرير
عصام كامل

هل يمكن أن يفهم الوزراء؟


ليس في العنوان إهانة لأحد.. هو سؤال يقفز إلى الذهن بعد سنوات طويلة، طويلة جدا جدا، لا نسمع فيها من الوزراء الحقيقة في تفسير وتوضيح أي مشكلة، دائمًا يقال كلام لا يقنع أحدًا من الناس، ودائمًا الباب مفتوح للتكهنات التي أولها أن هذه تعليمات رئيس الوزراء أو أن هناك أوامر حتى لا تنكشف الحقيقة التي قد تدين المسئول الكبير.

الوزير يهمه البقاء في منصبه، ليس مهمًا أن ينجز ما يجعله يبقى في منصبه، العادة أن من ينجز ويحبه الناس لا يبقي في منصبه.

هذه الأفكار تزاحمت على ذهني حين قرأت حديثًا لوزير الكهربا يقول إن المشكلة ستنتهي تمامًا بعد أربع سنوات، هذا دون توضيح للخطة التي ستنهي المشكلة ولا ما هي تفاصيل المشكلة أصلا، فبين حديث الوزير وحوله كلام كثير عن التفجيرات التي يقوم بها الإرهاب للمحولات في الطرقات، وهو حديث يتكرر كثيرا لدرجة تجعلك تتصور أنه يحدث كل دقيقة وفي كل مكان، وأنه هو السبب فعلا.

والحقيقة غير ذلك فما يحدث من تفجيرات لا أهمية له ولا قيمة له حتى الآن، لكن لا بأس أن يقول المتحدث عن وزارة الكهرباء إن ثلاثمائة برج تم تفجيرها من قبل الإخوان المسلمين أو الإرهاب، ولا تملك إلا أن تضحك لأن هذا لو صحيح يعني أن مصر كلها في ظلام، وإنه إذا كانت الثلاثمائة برج كهرباء على خط واحد فيعني خمسة كيلومترات من التفجيرات وإذا كانت على خطوط مختلفة فهذا يعني ظلاما لكل العباد والبلاد.

وهكذا نسمع كثيرا من البكش والكلام الذي يبحث عن مبرر غير معقول لا يصمد أمام العقل خاصة أن البرج الوحيد الذي تم تفجيره تم تصويره ولا صورة لغيره حتى الآن فما بالك بثلاثمائة. وطبعا وعلي نفس الطريقة التي تريد إبعاد كل الشبهات عن الحكومة وتقربا منها تجد من يقول إن المشكلة قديمة منذ أربعين سنة وتضحك ولم يكن باقيا على حضرته وهو بالمناسبة رجل إعلام وقنوات تليفزيونية، إلا أن يقول إنه يذكر أن الكهربا قطعت على السادات وهو يخطب سنة 1974 !

يعني منذ أربعين سنة كما يقول، أما جهاز حماية المستهلك وهو جهاز حكومي لا يعرف أي شيء عن المعلبات التي تباع في المحال الكبري والمولات وقد انتهت صلاحيتها أو وهي على وشك الانتهاء فيتقدم رئيسه مشكورا من الحكومة طبعا ويقول إن الشعب سبب استهلاك الكهربا كأن المصريين يجب ألا يستهلكوا الكهرباء مثل بقية الشعوب.

وغير ذلك كثير من الكلام الفارغ انتهى أمام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خرج وزير الكهرباء من عنده ومعه رئيس الوزراء ليعلنا البدء في تحسن الأحوال بعد ثلاثة أيام كما أمرهم، وهكذا بعد أربع سنوات صارت ثلاثة أيام وبعد ثلاثمائة برج اتضح أنه ولا برج، لماذا قال الوزير ما قاله ومتحدثه الرسمي وهم من يهموننا أكثر.

بصراحة هم لايصين ولا يبدو أنهم صالحون لهذه الوزارة، حين تتحسن الخدمة بعد ثلاثة أيام يعني أن كل ما قيل كذب وأن هناك إهمالا فظيعا في قطاع يقوم عليه الإنتاج كله.
ibrahimabdelmeguid@hotmail.com
الجريدة الرسمية