رئيس التحرير
عصام كامل

نعزي أنفسنا في أداء نخبتنا


لا يمكن تقييم أداء من يتصدون للعمل العام  قطعة قطعة كما يفعل البعض في مصرنا المنكوبة الآن بالفوضى والإرهاب وانعدام الأمن.

تتحمل النخب الفضائية التي ما تزال مصرة على الانفراد بالمشهد قسطا لا يستهان به من المسئولية عن تردي الأوضاع ووصولها إلى هذا الدرك الأسفل الذي وصلنا إليه.

التعلل بأن النظام السابق مسئول عن تجريف الحياة السياسية وإضعاف النخبة لا يكفي لتفسير حال التدهور الذي وصلنا إليه خاصة أن أحدا لم يطلب من هؤلاء فتح عكا ولا تحرير القدس وكل ما كان مطلوبا من هذه النخبة المتفسخة هو اتخاذ قرار صحيح في توقيت صحيح وليس بعد فوات الأوان كما حدث في قرار التوجه نحو الاستفتاء والتصويت عليه بلا قبل التصويت بسويعات بدلا من المقاطعة.

لم تستفد هذه النخبة من خطيئة مقاطعة الانتخابات الرئاسية في مرحلتها الثانية وقرار المقاطعة العدمي الذي اتخذه القائد الطاووس مما أدى إلى وصول مرسي إلى الرئاسة وامتلاكه سلطات هائلة كان من المتعين على أي مبتدئ في السياسة أن يدرك أنه سيوظفها في ترسيخ نفوذ جماعته وتقويض نفوذ المعارضين وأولهم نفوذ القائد الطاووس وتياره الذي يركض الآن على غير هدى ليمنع اقتحام الغزاة البرابرة لعقر داره.

لم يقتصر الأمر على القائد الطاووس فهناك آخرون منهم ذلك الطبل الأجوف الذي رأيته بالأمس على شاشات التلفاز منتشيا بصوته الجهوري، لا يدري ما يقول، فتارة يشيد بعبقرية الشعب المصري الذي أجهض خطط الإخوان بنزوله إلى اللجان وتصويته بلا ولا يفوته الإشادة بعبقريته رادا على نفسه: لكن هذا الاستفتاء باطل وأنا (هو حفظه الله حتى يستكمل حصد الجوائز العالمية) أقاطعه وأرفضه.

تأخرت كثيرا جبهة الطواويس المتحدة في اتخاذ قرار التصويت بلا وما يتبع ذلك من دعوة القضاء للإشراف بكامل هيئته على الاستفتاء، والنتيجة الحتمية لهذا التردد والتقاعس والتراقص هو إفساح المجال واسعا أمام الطرف الآخر لتزييف إرادة الأمة وتوجيهها إلى حيث يريد.

هل كان أي من هؤلاء في وعيه وهو يراهن على تدخل طرف ثالث إما أمريكا أو الجيش لإخراج مصر من ورطتها ومصيبتها؟!.

مَا عَزَّتْ دَعْوَةُ مَنْ دَعَاكُمْ وَلَا اسْتَرَاحَ قَلْبُ مَنْ قَاسَاكُمْ... أَعَالِيلُ بِأَضَالِيلَ لَا يَمْنَعُ الضَّيْمَ الذَّلِيلُ وَلَا يُدْرَكُ الْحَقُّ إِلَّا بِالْجِدِّ...

أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ بِكُمْ وَأَنْتُمْ دَائِي كَنَاقِشِ الشَّوْكَةِ بِالشَّوْكَةِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ ضَلْعَهَا مَعَهَا. علي بن أبي طالب.

اعتدلوا أو اعتزلوا.


...

الجريدة الرسمية