رئيس التحرير
عصام كامل

خبير نووي يشخص «أزمة الكهرباء»: 5 أسباب وراء الانقطاع.. الحل: القضاء على سرقة التيار وترشيد الاستهلاك.. استغلال القمامة والمخلفات الزراعية لتوليد الكهرباء.. والتوجه لسواحل دمياط الغنية بالغا

الدكتور على عبد النبي،
الدكتور على عبد النبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية الساب

قال الدكتور على عبد النبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية السابق، إن هناك مجموعة من الأسباب لمشكلة الكهرباء في مصر، من بينها أسباب رئيسية تتمثل في نقص الاعتمادات المالية نتيجة الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية التي تمر بها مصر، مشيرا إلى أن عدد المحطات الكهربائية يصل إلى 51 محطة بإجمالي قدرات 31 ألف ميجاوات، منها 90 % تعتمد على الغاز الطبيعي، و10 % تعتمد على المازوت.


وأضاف في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، أن هناك أسبابا أخرى تتمثل في انخفاض كمية الغاز المطلوبة لتشغيل المحطات، والتي تسببت في عجز وصل إلى 6 آلاف ميجاوات يوميا، لافتا إلى أن مصر تحتاج لتوفير 125 مليون متر مكعب من الغاز متاح منها نحو 80 مليون متر مكعب.

وأشار "عبد النبي" إلى أن السبب الثاني يتمثل في انخفاض كفاءة محطات توليد الكهرباء لتشغيلها بالمازوت بدلا من الغاز الطبيعي، موضحا أن استخدام المازوت يؤدي إلى انخفاض إنتاجية المحطات وزيادة خروج وحدات التوليد للصيانة في فترات متقاربة، مع التأثير السلبي للسولار والمازوت على محطات الكهرباء وتقليل كفاءتها بنسبة 20 % فضلا عن تقليله للعمر الافتراضي بشكل كبير، بجانب مشكلات الغلايات وتآكل المواسير.

وتابع: "هناك محطات توليد كهرباء متهالكة وأخرى تحتاج صيانة، وثالثة "عطلانة"، موضحا أن هناك بعض المحطات تعمل بكفاءة لا تتعدى 25 %، توقف بعض المحطات عن العمل لإجراء أعمال الصيانة الخاصة بها، واقتراب العمر الافتراضي للمحطات من الانتهاء.

وأكد أن ارتفاع درجات الحرارة في أشهر الصيف يؤدي إلى انخفاض قدرات المحطات على الإنتاج، وخروج نحو 25 % من وحدات التربينات الغازية؛ بسبب الارتفاع الشديد بدرجة الحرارة في أشهر الصيف.

وحول حلول الأزمة قدم "عبدالنبي" مجموعة من الحلول لأزمة الكهرباء التي ضربت المحافظات خلال الفترة الماضية منها حلول سريعة في متناول الدولة ولا تحتاج لتكاليف وأخرى تحتاج لتكاليف.

وقال إن الحلول السريعة التي لا تحتاج لتكاليف تمكن الدولة في التغلب على مشكلة الكهرباء في الوقت الحاضر وتتمثل في القضاء على سرقات التيار وتقليل نسبة الفاقد في الكهرباء، ترشيد الاستهلاك في المصانع والمصالح المصالح الحكومية، والنوادي ودور العبادة، والمنازل وتحديدا في أجهزة التكييفات، وترشيد الاستهلاك في القطاعين المنزلي والتجاري بنسبة لا تقل عن 15% من إجمالي الاستهلاك النهائي.

وأكد "عبدالنبي" أن الحلول السريعة والتي تحتاج لتكاليف تمكن الدولة من الاستمرار في التغلب على مشكلة انقطاع التيار الكهربائي لمدة أطول وتتمثل في رفع منظومة الكهرباء من خلال الصيانة للمعدات القديمة والمعدات المتهالكة في محطات الكهرباء وخطوط النقل ومحطات وخطوط التوزيع، إلزام الشريك الأجنبي بنصوص الاتفاقية الخاصة بالإنفاق على تنمية كافة المناطق والتي لم يتم تنميتها بعد.

وأضاف "عبدالنبي" أن هناك حلول أخرى طويلة الأمد في متناول الدولة وتحتاج لتكاليف ونستطيع من خلالها القضاء على مشكلة انقطاع التيار الكهربائي نهائيا وتتمثل في الإعتماد على القمامة ومخلفات الزراعة " حطب القطن وقش الأرز" في توليد الكهرباء، تحديث محطات الكهرباء الموجود بالخدمة حاليا.

وشدد على أهمية الإسراع في تنفيذ المشروع النووي المصري لإنشاء المحطات النووية لانخفاض سعر الكيلووات ساعة المنتج منها.

وتابع "باقي الحلول تشمل تنفيذ ربط شبكة كهرباء مصر مع شبكة كهرباء السعودية، ضرورة استغلال أبار الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط وخاصة في دمياط والإسكندرية والزام الشركات الأجنبية بنصوص الاتفاقية الخاصة بالإنفاق على تنمية كافة المناطق التي لم يتم تنميتها لزيادة الإنتاج، لافتا إلى أن من المتوقع أن يكون إنتاج منطقة شمال الإسكندرية مليار قدم مكعب من الغاز يوميا مع العلم أن إنتاج مصر الغاز يصل إلى 5.7 مليار قدم مكعب يوميا.

ولفت نائب رئيس هيئة المحطات النووية السابق إلى ضرورة استغلال ابار الغاز الطبيعي التي تبعد عن سواحل دمياط بنحو 190 كيلومتر وهى منطقة غنية بالغاز وملاصقة لفياثان التي تقوم إسرائيل وقبرص حاليا باستغلالها.
الجريدة الرسمية