رئيس التحرير
عصام كامل

الطائفة "الكاكائية" آخر ضحايا "داعش" بالعراق.. "الكاكائيون" يعتنقون إحدى الديانات الكردية التي تنتشر في شمال البلاد.. يلف عقائدها الغموض والسرية والرمزية.. وعقائدها مزيج من التصوف والتشيع والمسيحية

فيتو

جرائم كثيرة ارتكبها "داعش" بحق الإيزيديين والمسيحيين في العراق، وهو يستمر في تهديد مكونات عدة من المجتمع العراقي، آخر هذه التهديدات بعد جرائمه ضد الإيزيديين بدأ ذبح الكاكائيين، فمن هم الكاكائيون؟ وما هي ممارسات داعش في حقهم؟


الطائفة الكاكائية

الطائفة الكاكائية هي إحدى الديانات الكردية التي ظهرت في القرن الثاني عشر، هي ليست دينًا أو مذهبًا خاصًا، ولكنها خليط من الأديان والمذاهب، وتذكر كتب التاريخ أن "الكاكائية" اشتقت من كلمة "كاكا" باللغة الكردية وتعني "الأخ الأكبر".

الطائفة "الكاكائية" كما "الإيزيدية"، باتت تتصدر الأخبار في الإعلام بعد الحرب التي شنها عليه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" "داعش" ما جعلها مهددة بالزوال مع آثارها الممتدة إلى قرون سابقة من الزمن.

"الكاكائية" هي إحدى الجماعات والفرق القائمة على الشباب والفروسية، تنتشر في شمال العراق، يلف عقائدها الغموض والسرية والرمزية، وتتداخل عقائدها بعديد من الأديان والمذاهب المستمدة من التصوف والتشيع والمسيحية، وهي تشكل مكونًا أساسيا من مكونات الشعب الكردي، وقد ظهرت في القرن الثالث عشر على يد سلطان إسحاق البرزنجي.

وفي وقت لا يتضح أصل تسميتها، فإن ما ينتشر أنها تنسب إلى كلمة "كاكا" الكردية أي "الأخ الأكبر"، ويقال إنها أتت للتعبير عن "الأخوة" حيث إن كل واحد من أرباب هذه الطريقة يدعو الآخر من جماعته بأخي.

مناطق توجداهم
كانت مناطق تواجد هذه الطائفة واسعة في الأزمان السابقة، ابتداء من مناطق كركوك وكرميان والسليمانية، ومرورًا بكردستان إيران وانتهاءًا بالمناطق الفارسية، لكن بمرور الزمن تقلصت أماكن تواجدها، حتى باتت اليوم تنتشر في أجزاء كردستان وعلى ضفاف نهر الزاب الكبير في منطقة الحدود العراقية الإيرانية.

عدد مريديها الحالي غير معروف، غير أن آخر إحصاء لهم يعود لعام 1928 حيث قدروا بنحو عشرين ألف نسمة، لهم في كركوك 60 بيتًا، وعلى نهر الزاب 480 بيتًا، وفي خانقين نحو 560 بيتًا.

التحول الدينى
حافظ "الكاكائيون" على أصالتهم، المحور الأساسي في دينهم هو التمسك بالحق، خيانة الأمانة ممنوعة منعا باتا، التكتم ومراعاة السر من ضروريات واجباتهم الدينية، ومعروف عنهم أنهم يطلقون شواربهم ولا يقصونها، وهي علامة ليتميزوا عن غيرهم، كما أن "الكاكائي" لا يقبل التحول الديني، فإذا لم تولد كاكائيا، فلن تكون كاكائيا أبدا.

يعتقدون بوحدة الوجود، وهي أصل الحلول بالله، فالكون عندهم هو الله، والكل يرجع إليه ويعود إلى حقيقته، يؤمنون بالتناسخ الذي يعتبرونه نتيجة للحلول حيث تنتقل الروح العادية من بدن إلى آخر حتى تطهر مما اقترفته من آثام. وكما في الإسلام فإن الإيمان باليوم الآخر يأتي في صلب عقيدة الكاكائيين، غير أنهم يقصدون به يوم " ظهور الله" في شخص وحلوله فيه.

العقيدة الخاصة
وتجمع هذه الطريقة بين التصوف وبعض الأفكار الفلسفية من الأديان والمعتقدات الأخرى، كمثال تناسخ الأرواح المقتبسة من البوذية.

ويقول المؤرخ العراقي عباس العزاوي في كتابه "الكاكائية في التاريخ" (ص 70)، إن "من عقائدهم الخاصة أنهم يحـرّمون الخمرَ، ويحترمون يومي الإثنين والجمعة، ويَتْلوَن الأدعيةَ الخاصّةَ بهم، ويقـرّون الطلاقَ، ولكن برضى الرجل والمرأة، فهو عندهم كعقد الزواج، لا يجوز إلا برضى الاثنين، لكنهم لا يبيحون تعددَ الزوجات".

من كتبهم القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث يرون في القرآن تعاليم كاملة، ونهجا قويما، ومرشدا لهم في الحياة، إضافة إلى كتب عديدة مثل كتاب "حياة" و"التوحيد" لـ سلمان أفندي الكاتبي، تُضاف إلى هذه الكتب دواوينَ شعرية، تُتلى كأدعية وابتهالات.

الجريدة الرسمية