المصانع مغلقة.. هل يتدخل الرئيس!؟
اللواء مجدي شاهين بعد إحالته للتقاعد هو ومجموعة من أقاربه وأصدقائه جمعوا كل ما يملكون من أموال لإنشاء مصنع لتصنيع اللحوم وبالفعل حصلوا على ثلاثة آلاف متر في المنطقة الصناعية بمدينة 6 أكتوبر واستوردوا أفضل الأجهزة واستقدموا خبراء من أوربا لتدريب العمالة وأقاموا المصنع الذي ظل يعمل بكفاءة لمدة 6 أشهر وخلال هذه المدة الوجيزة استطاعوا أن يغزوا العالم بمنتجاتهم.
ومع مرور الأيام بدأت أحلامهم تكبر في مزيد من التوسع والتطوير، وفجأة توقف المصنع بسبب رأس المال العامل على حد قوله وقتها كان 30 مليون جنيه، البنوك بدأت تطالب، الرجل تعثر، تم وضعه على القائمة السوداء في كل البنوك لم يعد يستطيع الاقتراض من أي بنك منذ عام 1997 وحتى اليوم 17 عاما والمصنع متوقف والعمال مشردون والأجهزة أكلها الصدأ والرجل محتار ما بين البنوك ووزارة الاستثمار ووزارة الصناعة، المصنع الذي تبلغ قيمته السوقية الآن نصف مليار جنيه من الممكن أن يعود إلى الحياة مرة أخرى بمبالغ قليلة والتفاهم مع البنوك ويفتح باب رزق لمئات الشباب العاطل والذي نجا من الموت في ليبيا وسوريا والعراق أو من الغرق في بحر الهجرة إلى أوربا.
حالة مصنع مجدي شاهين تنطبق على آلاف المصانع المغلقة هناك من يقدرها بمائة مليار جنيه، أنا لا أعرف كيف تفكر الحكومة؟ هل من الأسهل لها أن تسعى إلى فتح مصانع جديدة أو تشغيل الموجود بالفعل؟ هل الحكومة التي تسعى وتنادي بجلب مستثمرين من الخارج وتقدم لهم تسهيلات كبيرة ولا تجد استجابة أليس من الأفضل والأولى أن تساعد المستثمرين المصريين وتخرجهم من عثرتهم؟
المصانع المغلقة في مصر تحتاج إلى نية صادقة وإرادة حقيقية وقرار جريء لن يقدر عليه سوى عبد الفتاح السيسي وكأن قدرنا وقدره أن يتدخل في كل مشكلة كبيرة أو صغيرة حتى تجد طريقها للحل، طالما أن لدينا مسئولين لا يملكون شجاعة القرار، حل مشاكل المصانع المغلقة سوف يفتح ملايين فرص العمل ويضيف إنتاجا جديدا للسوق المحلية ويوفر النقد الأجنبي هو باختصار شديد حل سريع وعاجل لكثير من المشاكل التي تعاني منها مصر.
حكى لي أيضا د. محيي حافظ، رئيس نقابة المستثمرين الصناعيين، أن هناك 80 مصنع دواء بتكلفة أكثر من 8 مليارات جنيه مغلقة بسبب التمويل ومشاكل مع وزارة الصحة.. فهل هذا منطقي في دولة تعاني ارتفاعًا شديدًا في نقص وأسعار الدواء، كل مؤسسات الدولة مشاركة في هذه الجريمة والكل يرمي بالمسئولية على الآخر.. فهل يتدخل الرئيس؟
egypt1967@yahoo.com
