عودة الأباتشي والاتفاق الخليجي في يوم واحد..لماذا ؟!
ليست صدفة بالطبع أن تعلن أمريكا عن عودة طائرات الأباتشي إلى مصر في اليوم نفسه الذي يعلن في الخليج عن قبول قطر بالشروط الخليجية لعودة العلاقات معها وهي التي تتضمن وقف دعم الإرهاب ووقف التدخل في شئون الدول الأخري بالطرق المختلفة ومن بينها وسائل الإعلام..الجزيرة بوضوح وبشكل مباشر!
ماذا يعني ذلك؟ قبل الإجابة ننقل لكم المناخ الدولي الذي تم فيه ذلك..فأولا حالة من التعبئة الإعلامية ضد ما أسموه بالخطر الداعشي لم يسبق لها مثيل..استتبعه تصريح للملك عبدالله - العاهل السعودي - يقول صراحة "إن الإرهاب سيطول أوربا وأمريكا" يستتبعه تصريح لجون كيري يقول "إن الرئيس أوباما يتطلع إلى تشكيل حلف دولي ضد السرطان الداعشي"!.
تصريح الملك عبد الله يعني أربع رسائل واضحة وصريحة في وقت واحد وهي:
- السعودية نادمة على دعمها لبعض الفصائل فيما مضي خصوصا في سوريا!
- السعودية تقف الآن وبقوة في مقدمة الدول التي تحارب الإرهاب!
- الإرهاب يمزق بلادنا العربية!
- الإرهاب "هنا " مصنوع "هناك" لكنه سيصل إلى هناك..في أوربا وأمريكا!
وهنا نتوقف لنسأل: إن كان الإرهاب صناعة أمريكية..فكيف تريد أمريكا محاربته؟ ولماذا تريد محاربته وهي من صنعته؟ وكيف تريد حلفا دوليا - وهي الدولة العظمي - لمحاربة بضعة ألوف.. وهي من حاربت جيش العراق الوطني وكان كما يقولون الخامس عالميا؟ وما علاقة ذلك بعودة الأباتشي الآن وموافقة قطر على شروط السعودية والإمارات؟ وهل قطر صادقة في نياتها؟ نقول: ما قلناه سابقا يتحقق..
ففي مقال سابق أشرنا إلى أن صناعة داعش كانت أصلا لتكون مبررا لعودة أمريكا إلى المنطقة لحصار المد الروسي الصيني المتصاعد والملتحم - الملتحم بدوافع المصالح المركبة والظرف التاريخي المهيأ - مع الحلف المصري الخليجي..وأن الهلال الكبير الممتد من الجزائر إلى مصر إلى الخليج إلى إيران إلى الصين إلى روسيا بات يشكل تهديدا فعليا لأمريكا ووجودها..وأن كم الاتفاقات مع روسيا والصين في المنطقة والندية في التعامل مع أمريكا يشكلان تهديدا حقيقيا للولايات المتحدة..التي تنقسم في مؤسساتها حول السياسة الخارجية والخلاف على أشده مع الرئيس أوباما..الذي فيما يبدو أن تهويشه بما جري في "ميزوري" قد أجبره أخيرا على الخضوع..ليس للمطالب العربية بطبيعة الحال..ولا للشروط المصرية في علاقات تبني على الاحترام..إنما لتغيير قواعد اللعبة هنا في المنطقة..لتعود إليها بدعم دولها وقياداتها وحكامها..لتقترب من حالة حرب الخليج الثانية!.
السؤال: ما الحل..وكيف ينبغي أن ترد مصر وشقيقاتها العربيات؟ الإجابة: يبدو أن الأمر في حاجة لمقال آخر ولكن..علينا أن لا ننسي..أن عودة الأباتشي أو الإعلان عنها تم بعد زيارة وفد الكونجرس..الغاضب في أغلبه من سوء إدارة أوباما ولكن..فلنكمل غدا!.