بالفيديو.. مفتي الجمهورية: فتاوى "دار الإفتاء" تعبر عن حراك المجتمع المصري.. رصدنا الشبهات التي تطعن في ثوابت الدين.. نعمل تحت مظلة الأزهر.. وعلى الإعلام تحمل مسئولياته
أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن فتاوى دار الإفتاء المصرية تعبر عن المجتمع المصري والحراك الذي يحدث فيه على كافة المستويات، فهي ترجمة لواقع المجتمع المصري والواقع الإسلامي، لأنها تستقبل تساؤلات الناس ليس من داخل مصر فقط، ولكن من مختلف بلدان العالم وبلغات مختلفة، وهو ما يؤكد مكانة الدار وثقة الناس فيها في مصر والعالم أجمع.
بيان الحكم الشرعي
وأضاف المفتي في حوار تليفزيوني ببرنامج "من الآخر" الذي يقدمه الإعلامي تامر أمين على قناة "روتانا مصرية" أن وظيفة المفتي تتعلق في الأساس ببيان الحكم الشرعي، ويعاونه في ذلك العديد من الإدارات داخل دار الإفتاء التي أصبحت مؤسسة علمية إفتائية بحثية تتبع المنهج الوسطي الأزهري الرصين في كيفية إسقاط الحكم الشرعي من حيث إدراك الواقع وتكييفه مع النصوص الشرعية المتعلقة بها، وهو ما يربط النص بالواقع ويجعله متفاعلًا معه.
1500 فتوى يوميًا
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن دار الإفتاء تستقبل ما يزيد على 1500 فتوى يوميًا عبر إداراتها المختلفة ومنها إدارة الفتوى الشفوية، وإدارة الفتوى الإلكترونية التي تستقبل الأسئلة عبر الموقع الإلكتروني للدار، وكذلك إدارة الفتوى الهاتفية التي تستقبل اتصالات المستفتين وترد عليها.
وحول الفتاوى التي يوليها اهتمامًا وينظرها بنفسه، أوضح مفتي الجمهورية أنه ينظر الفتاوى ذات الأهمية والخصوصية الكبرى بالتعاون مع لجنة علمية مشكلة من علماء دار الإفتاء، حيث إنها تحتاج إلى دراسة متأنية ومناقشات عديدة حتى يتم إصدار الرأي الشرعي فيها.
انتخاب المفتي
وعن انتخاب مفتي الجمهورية أو تعيينه، قال: "إنه في الحالتين يجب أن يتم اختيار الكفء لهذا المنصب الشريف"، مؤكدًا أن جميع من تولوا منصب الإفتاء في مصر قامات علمية كبيرة.
وشدد مفتي الجمهورية على أن دار الإفتاء على مدى تاريخها لم تكن تابعة لضغوطات معينة، وأن ما يصدر عن دار الإفتاء صادر عنها بصفة مستقلة تمامًا.
استقلالية المفتي والعلماء
وأضاف أن المفتي وعالم الدين بصفة عامة لا ينتمون لحزب سياسي أو يتحزب لفئة معينة وألا يرجح حزبا على آخر حتى لا يشعر أحد بأن مؤسسة الإفتاء تميل إلى جهة دون أخرى، لكن يمكن أن يتدخل المفتي في الشأن العام لرعاية شئون الأمة إذا ما كان هناك اعوجاج في منظومة الأخلاق.
وحول دعوة الإفتاء للمشاركة في الاستحقاقات الديمقراطية أكد مفتي الجمهورية أن هناك فرقا بين أن نقول انزل وقل نعم أو لا، وبين أن ننشر ثقافة المشاركة والاستفتاء والاختيار الديمقراطي الحر، ونحن في مرحلة جديدة نحتاج فيها إلى ترتيب البيت، ومنها نشر مثل هذه الثقافة.
وأكد مفتي الجمهورية على ثقته في وعي الشعب المصري، والتجربة دلت على أن هذا الشعب إذا رأى أن هذا الأمر مفيد فإنهم يقبلون عليه مثلما حدث في الاستفتاء على الدستور الأخير ولذلك خرجوا بكثرة دون توجيه من أحد.
العمل تحت مظلة الأزهر
وأشار إلى أن دار الإفتاء وغيرها من المؤسسات الدينية في مصر تعمل جميعها تحت مظلة الأزهر الشريف وشيخه، وهناك تعاون فيما بينها في نشر المنهج الوسطي، وهذا ما اتضح خاصة في الفترة الأخيرة في المواقف الموحدة للأزهر والمؤسسات الدينية التابعة له من القضايا الكبرى حيث يتم دراستها بالتعاون سويًا.
رصد الشبهات
وأكد المفتي أن دار الإفتاء قامت برصد الشبهات التي تطعن في ثوابت الدين، وقامت بالرد عليها علميًا، ولكنها لم تفضل أن تخوض في عراك إعلامي بعيدًا عن المنهج العلمي مشيرًا أن الرد العلمي هو الطريق الأمثل للرد.
وجدد مفتي الجمهورية على ضرورة التأكيد على مبدأ احترام أحكام القضاء، موضحًا أن دار الإفتاء تقع عليها مسئولية بيان الحكم الشرعي فقط في أحكام الإعدام عبر أوراق القضية دون النظر إلى شخصية المتهمين، ولا يتطرق إلى ذهن المفتي حينها أدنى علاقة بما يحدث خارج أوراق القضية من حراك إعلامي أو سياسي.
وحول كيفية ضبط الفتوى أوضح مفتي الجمهورية أن ذلك يمكن أن يتم وفق عدة إجراءات أولها أن يكون من يقوم بالإفتاء على قدر كبير من العلم، لأن العلماء اشترطوا شروطًا كثيرة حتى يكون الشخص مؤهلًا للإفتاء.
سؤال أهل الفتوى
وطالب مفتي الجمهورية المسلمين جميعًا ألا يسألوا إلا من هو أهل للإفتاء وذلك عبر المؤسسات الرسمية مثل الأزهر ودار الإفتاء لما لهما من تاريخ طويل وعلم غزير ومصداقية عالية، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء أنشأت فرعين لها في أسيوط والإسكندرية وتسعى لإنشاء فروع أخرى في مختلف المحافظات.
وأكد مفتي الجمهورية أن أجهزة الإعلام عليها مسئولية أخلاقية كبيرة ولابد من وجود ميثاق شرف يضبط هذه المسألة خاصة أنهم في الفترة الأخيرة أظهروا أشخاصًا غير مؤهلين للفتوى، مؤكدًا أن دار الإفتاء على استعداد تام لظهور علمائها على شاشات الفضائيات لتصحيح المفاهيم والإجابة عن تساؤلات الناس.
وفي نهاية وجه المفتي عدة رسائل إلى المصريين أكد فيها على ثقته الكاملة في وعيهم في كل القضايا، وطالبهم باللجوء إلى المتخصصين في كل أمور حياتهم، والعمل بجد واجتهاد وأداء أدوارهم المنوطة بهم.
ووجه رسالة إلى وسائل الإعلام حثهم فيها أن يكونوا على قدر المسئولية الأخلاقية حفاظًا على الوطن.