رئيس التحرير
عصام كامل

ردود فعل واسعة بعد موافقة الكونجرس على صفقة "الأباتشي" لمصر.."بكري": الهدف مواجهة "دامس" بالمغرب.. فريد البياضي: أمريكا تعيد حساباتها.. وأحمد دراج يحذر القاهرة من خداع واشنطن

فيتو

شهدت البلاد اليوم السبت ردرود أفعال واسعة بين كل الجهات والقوى السياسية بعد أن وافق الكونجرس الأمريكي على إرسال صفقة طائرات الأباتشي لمصر.


حيث أكد اللواء محيى نوح، الخبير الإستراتيجي، أن إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن موافقة الكونجرس على صفقة طائرات الأباتشى لا يعنى عودة العلاقات إلى طبيعتها ولكن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا كان لها تأثير على الأمريكان خاصة وهى حليف إستراتيجى للأمريكان وهذا ما جعلهم يعيدون النظر في الصفقات التي تطلبها مصر بهدف اتخاذ المبادرة لإعادة العلاقات مرة أخرى وصفقة الأباتشى كانت البداية ولولا استشعار الأمريكان لأهمية وقوة مصر دوليا وإقليميا ما كانت أقدمت على هذه الخطوة. 

وأضاف " نوح" في تصريحات خاصة لـ"فيتو" أن محاولة الأمريكان تحسين العلاقات مع مصر لا تعنى تخليها عن دعمها للإخوان الذين تستخدمهم في العديد من البلدان العربية مثل سوريا والعراق وتونس وتركيا وقطر ومصر من أجل استكمال مخطط الشرق الأوسط الجديد وهذه المشكلة الحقيقية بيننا وبينهم.

ومن جانبه اعتبر اللواء نصر سالم، أستاذ العلوم الإستراتيجية بأكاديمة ناصر العسكرية، أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية إرسال طائرات أباتشى لمصر، هو دليل واضح على أن مصر لم تعد مرهونة بأيدى القرار الأمريكى، وأنها تمتلك الآن قوة الطلب، وقوة الرفض، وأن أمريكا لم يعد بيديها رفاهية المنع.

وأكد سالم أن تغيير الوضع الداخلى والإقليمى لمصر، ساهم في تغيير موقف الإدارة الأمريكية، التي بدأت تلاحظ الوزن الإقليمى الجديد للقاهرة في الشرق الأوسط.

ولفت إلى أن الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى روسيا والإعلان عن صفقات السلاح الروسى، جعل الولايات المتحدة تعيد حساباتها، وتبحث عن طرق بديلة للعودة إلى مصر بقوة كما كانت طيلة الثلاثين عامًا المنقضية.
وكشف مصطفى بكرى، رئيس تحرير جريدة الأسبوع، عن السبب الحقيقى وراء إرسال الولايات المتحدة الأمريكية لطائرات من نوع "أباتشى"، إلى مصر، موضحًا أن الولايات المتحدة تخشى من ظهور "دامس"، الدولة الإسلامية في المغرب وتونس وليبيا، والتي تتوقع أمريكا ظهورها خلال أيام.

وأضاف: "أمريكا خافت من حجم الإرهاب المتنشر في المنطقة، وتريد لمصر أن تدخل إلى الحلف الذي تبناه الرئيس باراك أوباما لمواجهة إرهاب داعش، إلا أن مصر قد رفضت الدخول في هذا الحلف وحملت الولايات المتحدة مسئولية تشجيع الجماعات المتطرفة عندما دعمت هذه الجماعات في سوريا لإسقاط نظام بشار الأسد".

وأكد بكرى، الذي يعرض على قناة "الحياة"، ويقدمه "شريف بركات"، ظهر اليوم السبت، أن واشنطن تحتاج القاهرة، كظهير إقليمى قوى، تستطيع الانطلاق من خلاله إلى محاربة داعش ودامس، وكل المسببين للإرهاب والقلق في منطقة الشرق الأوسط.

وتوقع بكرى أن يزور وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى، مصر بعد بضعة أيام لإتمام صفقة الأباتشى، ودعوة مصر من جديد للانضمام للتحالف الأمريكى.

بينما قال الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والقيادى بالجمعية الوطنية للتغيير، إن موافقة الكونجرس الأمريكى على إرسال صفقة الطائرات الأباتشى إلى مصر، تتضمن احتمالين أولهما أنه قد يكون تجاوبا مع الأمر الواقع في مصر، والثانى قد يكون بهدف تصدير صورة للعالم بأن أمريكا ضد الإرهاب وتساعد مصر عسكريا في مواجهته.

وأكد دراج في تصريح لـ "فيتو"، أن ذلك الأمر لا يعنى بأى حال أن الإدارة الأمريكية ستغير إستراتيجيتها بالمنطقة كما يتوقع البعض، لافتا إلى أنها تسعى للوصول إلى أهدافها بمختلف الطرق وليس عن طريق واحد فقط، موضحا أن هناك قرارات قد تكون في صالح مصر وغيرها في غير صالحها وإنما بالطبع كل تلك القرارات تصب في الصالح الأمريكى.

وحذر دراج، من الانخداع في الإدارة الأمريكية نظرا لأن مصلحتها هي الثابت الوحيد فقط، لافتا إلى أن قراراتها متأرجحة بالنسبة لمصر..
ومن جانبه قال الدكتور فريد البياضي، عضو الهيئة العليا لحزب المصرى الديمقراطى وعضو مجلس الشورى السابق، إن موافقة الكونجرس الأمريكى على إرسال صفقة الطائرات الأباتشى إلى مصر، تعد تحولا في العلاقات المصرية الأمريكية لصالح أمريكا، وذلك بعدما فشل رهان الإدارة الأمريكية على جماعة الإخوان وأنصارها بالمنطقة.

وأضاف البياضي، في تصريح لـ "فيتو"، أن من مصلحة أمريكا حاليا أن تبحث عن مصالحها مع الدولة المصرية بعيدا عن الإخوان، خاصة بعدما تراجعت مؤخرا عن اتهام مصر بأنها قامت بضربة جوية على الأراضى الليبية بالاشتراك مع الإمارات.

ولفت البرلماني السابق إلى أن الموافقة على صفقة الطائرات تمثل إعادة أمريكا لحساباتها مرة أخرى نحو مصر خاصة بعدما أثبتت البلاد أنها دولة مؤسسات والالتزام بخارطة الطريق، مشيرا إلى أن ذلك يأتي بالإضافة إلى بعض الضغوط داخل الكونجرس الأمريكي التي تعارض سياسات أوباما والبيض الأبيض بسبب عدائهم لمصر.

الجريدة الرسمية