رئيس التحرير
عصام كامل

«الأنفاق العربية » من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.. المحروسة على رأس الضحايا و«حماس» حفرت آلاف الأنفاق بين قطاع غزة وسيناء.. شبكة تربط بين الجزائر وتونس وليبيا وأخرى تربط الحدو

فيتو

عرف العالم العربى مصطلح «الأنفاق الأرضية» عبر الإعلان عنها منذ أمد طويل بين سيناء المصرية وقطاع غزة، كما تناقلت -وقتها- روايات تشير إلى الخبرة الجيدة التي تمتكلها حركة «حماس» فيما يتعلق بـ«حفر الأنفاق»، لدرجة دفعت البعض إلى وصف «أنفاق» الحركة بـ«المدن الكاملة تحت الأرض»، لكن مع الفوضى الأمنية التي شهدتها المنطقة العربية، عقب ثورات الربيع العربى وتصدع الأنظمة في هذه الدول، وفى ظل بزوغ نجم التيارات الإسلامية سواء السياسية مثل «الإخوان» أو المتشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» تكشفت الطامة الكبرى التي أكدت أن دول المنطقة تعيش فوق بحر من الأنفاق يمتد من المحيط إلى الخليج، وبات الإرهاب يسكن باطن الأرض في انتظار إشارة الخروج إلى العلن، الظاهرة التي كانت قاصرة على مصر، وعانت بسببه ويلات الإرهاب، طالت دول الجوار العربي، ونجح الإرهاب في تحدى اتفاقية «سايكس بيكو» عبر قاع الأرض، طرق ظلامية تنقل من دولة إلى أخرى شتى أنواع، الإرهاب الأسود، وتسهل سرقات ثروات هذه الدول ونقلها بعيدا عن كاميرات المراقبة وقوات حرس الحدود.


المحروسة أول الضحايا
موقع مصر الجغرافى، قدر لها أن تكون أولى ضحايا هذه الظاهرة، وسكن الإرهاب قاع الأرض بها في جزيرة سيناء، من خلال شبكة الأنفاق العنكبوتية، التي قدرت بالآلاف بين قطاع غزة ومصر، واستطاعت أن تحول سيناء إلى أرض ثانية لها تحت الأرض، نهبت من خلالها، ثروات مصرية كثيرة، علاوة على تصديرها المتطرفين والسلاح إلى الدولة المصرية.

اليمن تتجرع الكأس
ظاهرة «النفق الإرهابي» وصلت إلى اليمن، حيث أكد مصدر أمني أنه تم اكتشاف شبكة أنفاق ضخمة تربط مناطق الحوثيين في اليمن بالأراضى الإيرانية يتم من خلالها نقل الأسلحة وعناصر من الحرس الثورى الإيراني، إلى اليمن لمساعدة ومساندة الحوثيين.
ووصلت الأمور إلى استغلال الأنفاق هناك في محاولات الاغتيال، حيث تم اكتشاف نفق أرضى يصل إلى منزل الرئيس السابق للبلاد على عبد الله صالح تم حفره من أجل تنفيذ عملية اغتيال نظيفة له.

وكان النفق الأرضى الأشهر في اليمن الذي حفرته عناصر تنظيم «القاعدة» في سجن الجهاز المركزى للأمن السياسي بصنعاء «المخابرات» منتصف العقد الماضي، والذي هرب عن طريقه 23 من كبار قيادات عناصر القاعدة في عملية أثارت ضجّة أمنية كبيرة حينها وأطلق على تلك العملية «الهروب الكبير» لقيادات القاعدة، وأحدثت عملية الهروب تلك أزمة دبلوماسية بين صنعاء وواشنطن ولحقه أيضا حفر نفق آخر في سجن الأمن السياسي في البيضاء والذي هربت عبره مجموعة من سجناء «القاعدة» بنفس الطريقة التي استخدمت في هروب سجناء الجهاز المركزى بصنعاء قبل هذه العملية ببضع سنوات.
اختراق الحدود السعودية
يبدو أن إعلان تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية «داعش» وضع المملكة العربية السعودية على خارطة الدول التي يستهدفها لم يأت من فراغ، خاصة عقب اكتشاف شبكة من الأنفاق تربط الحدود العراقية - السعودية، طبقا لمصدر عراقى رفيع المستوى، أكد أن هذه الشبكة تم حفرها بتعليمات من الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، وتمكنت «داعش» من السيطرة عليها، ويتنقل عناصر التنظيم من العراق إلى المملكة ذهابا وإيابا، دون أن يشعر بهم أحد.
وفسر المصدر العراقى، ما أشيع حول تواجد قوات مصرية بين الحدود السعودية والعراقية، بأن القوات المصرية المتواجدة هناك هي قوة عبارة عن 150 مستشارا مختصين في حرب الأنفاق يقومون بتدريب حرس الحدود السعودي، على هدم هذه الأنفاق وطرق اكتشافها، خاصة أن القوات السعودية لا تمتلك خبرات في هذا الشأن على العكس من الجيش المصري، الذي له باع طويل في محاربة الأنفاق واكتشافها.
كارثة حزب الله
«أنفاق حماس في قطاع غزة مجرد لعب أطفال، مقارنة بأنفاق حزب الله في لبنان»، هذا ما خلص إليه تقرير صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية مؤخرا، عن هول الكارثة المرتقبة لأنفاق الجنوب اللبناني، والتي تنتظر جنود الجيش الإسرائيلى في حرب لبنان الثالثة.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه من غير الواضح إن كان حزب الله قد استمر في حفر أنفاقه وصولًا إلى الأراضى الإسرائيلية، وعززت فرضية توفرها بأن حزب الله هدّد إسرائيل باجتياح مستوطنات الجليل على المنطقة الحدودية المقابلة.
تصدير الإرهاب من ليبيا
في ذات السياق كشفت «فيتو» في وقت سابق، عن طلب "أبو بكر البغدادى" أمير دولة العراق والشام الإسلامية من "أبو عبيدة الليبي"، إبلاغ قادة التنظيمات الليبية ضرورة البدء الفورى في حفر 5 أنفاق تبدأ من داخل ليبيا وتنتهى في عمق مصر في مناطق يحددها قادة التنظيمات بعد دراستهم الجيدة للمنطقة الحدودية التي تربط بين مصر وليبيا، ولكنه شدد على أن تكون معظم هذه الأنفاق في المنطقة الحدودية الممتدة من الجنوب الليبى حتى نقطة العوينات في مصر وهى الحدود التي يبلغ طولها 785 كيلو مترا.
وشدد «البغدادي» على ضرورة أن يتم حفر هذه الأنفاق على عمق ما بين 30 و60 مترا، على أن يكون العرض مناسبا لمرور سيارات الدفع الرباعي، وبعض المصفحات، وعلى أن يتم تزويد الأنفاق بالكهرباء اللازمة.
تونس والجزائر
ومؤخرا اكتشفت السلطات الجزائرية، شبكة هائلة من الأنفاق تمتد لعدد كبير من الكيلومترات، تربط بين الجزائر وتونس وليبيا، تستخدم في تصدير الإرهاب ونقل العناصر المتطرفة بين الدول الثلاث.
وأكدت الصحف الجزائرية، نقلا عن مصدر عسكري، أن قوات الجيش الوطنى الشعبي، اكتشفت خلال عملية تمشيط للشريط الحدودى مع تونس وليبيا أنفاقًا على امتداد كيلومترات تربط بين الأراضى الحدودية للبلدان الثلاث، وتابعت المصادر التونسية أنه جرى تمشيطها بدقة.
وأكد المصدر أن القوات العسكرية التونسية والجزائرية، بدأت عملية قصف جوى إثر الاشتباه في محاولة إرهابيين الفرار من أحد الممرات التي تم اكتشافها، وعثرت على كمّيات من المواد الغذائية والملابس وذخيرة بداخلها.
الجريدة الرسمية