رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ حافظ سلامة.. حكاية مناضل

فيتو

بمجرد أن تنظر في وجهه تدرك أنك أمام واحد من رجالات النضال، ويذكرك على الفور بالمجاهدين الأوائل من الصحابة والتابعين.. فقد ارتسمت على قسماته محطات رائعة من المقاومة الشعبية تجاه الصهاينة، ورغم أنه على بعد خطوة واحدة من عامه التسعين فإنه ما زال زاد النضال يمنحه حيوية دعم ثورات الربيع العربي، فشارك بقوة في ثورة 25 يناير ثم دعم الثورة الليبية ضد نظام القذافى الديكتاتورى.. هو الشيخ حافظ سلامة ابن مدينة السويس الذي التقته "فيتــو" في حوار عن ذكريات الجهاد.


> متى بدأت المشاركة في دعم المقاومة الفلسطينية ؟
في عام 1944م، أي عندما كان عمرى لم يجاوز الـ 19 عاما قابلت أحد الحجاج الفلسطينيين الذين كانوا يمرون من السويس عندما كان يربط بين ميناءها والقدس شريط سكك حديد كان هؤلاء الحجاج يستخدمونه في الذهاب إلى الأراضي المقدسة، وطلب توفير بطاريات الولاعات التي تستخدم في صناعة القنابل اليدوية، وقمت بدعمهم بزجاجات المولوتوف لمساندة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، حتى قبض على في إحدى المرات وحكم على بالسجن 6 أشهر ولكن تم الإفراج عنى بعد 59 يومًا بوساطة من أحد أمراء العائلة المالكة في مصر.

> كيف بدأت النضال الوطنى ضد الاحتلال الانجليزى ؟
من خلال جمعية "شباب محمد" بدأ النضال الوطني الإسلامي في مصر ضد الاحتلال الإنجليزي، وبعدها بفترة قصيرة أعلن قيام دولة إسرائيل في نفس العام 1948، وهو ما قابلته الجيوش العربية بإعلان الحرب عليها، وتطوعت في صفوف الفدائيين والسفر إلى فلسطين لقتال العصابات الصهيونية، وعقب ذلك شكلت أول فرقة فدائية في السويس، كانت مهمتها الرئيسية مهاجمة قواعد القوات الإنجليزية المرابطة على حدود المدينة، والاستيلاء على كل ما يمكن الحصول عليه من أسلحة وذخائر، ثم يتم تسليمها للمركز العام للجمعية في القاهرة، لتقوم هي بعد ذلك بتقديمها كدعم للفدائيين في فلسطين.

> متى تم افتتاح مسجد الشهداء بالسويس ومشاركتك في الدعوة ؟
تم افتتاح مسجد الشهداء بعد إنشاء جمعية الهداية الإسلامية التي كانت مهمتها تنظيم الكفاح الشعبي المسلح ضد إسرائيل في حرب الاستنزاف منذ عام 1967 وحتى معركة أكتوبر عام 1973.

> كيف شاركت في حرب الاستنزاف عقب نكسة 67 ؟
بدأت بالدعم المعنوي لرجال القوات المسلحة، وأقنعت قيادة الجيش بتنظيم قوافل توعية دينية للضباط والجنود تركز على فضل الجهاد والاستشهاد وأهمية المعركة مع اليهود عقب هزيمة 1967 والاستعداد لحرب التحرير عام 1973، وكانت هذه القوافل تضم مجموعة من كبار الدعاة وعلماء الأزهر وأساتذة الجامعات مثل شيخ الأزهر عبدالحليم محمود والشيخ محمد الغزالي والشيخ حسن مأمون والدكتور محمد الفحام والشيخ عبد الرحمن بيصار وغيرهم، وقد نجحت القوافل نجاحًا كبيرًا فصدر قرار بتعميمها على جميع وحدات الجيش المصري في طول البلاد وعرضها كنوع من الاستعداد للمعركة الفاصلة مع اليهود.

> حدثنا عن ظروف بدء مشاركتك في المقاومة الشعبية بمحافظة السويس ؟
بدءًا من يوم 22 أكتوبر 1973 حين تسللت قوات إسرائيل إلى غرب قناة السويس في منطقة « الدفرسوار » القريبة من الإسماعيلية بهدف حصار الجيش الثالث الميداني بالضفة الشرقية للقناة وتهديد القاهرة واحتلال مدينة السويس بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية حتى تجد ما تفاوض عليه في اتفاقية وقف القتال، وأسندت القيادة الإسرائيلية هذه المهمة إلى الجنرال أدان الذي وجه إنذارًا إلى محافظ السويس بالاستسلام أو تدمير المدينة بالطيران الإسرائيلي، ولكن رفضت أنا وعدد من القيادات المجاهدة، كذلك أبناء المدينة الذين رفضوا تسليم المدينة واستمرار المقاومة مهما كانت الظروف، وأعلنت على منبر مسجد الشهداء بدء عمليات المقاومة.

> وماذا حدث بعد إعلان المقاومة الشعبية بالسويس ضد العدو الصهيونى الإسرائيلى ؟
تعرضت المدينة لحصار شديد من القوات الإسرائيلية وقصف مستمر بالطائرات، وتقدمت إلى المدينة 200 دبابة وكتيبة من جنود المظلات وكتيبتين من جنود المشاة بعربات مدرعة، وعلى الرغم من موافقة إسرائيل على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فإنها لم تلتزم بقرار ثانٍ لنفس المجلس وواصلت هجومها على المدينة، واقتحمت قوة من الجيش الإسرائيلي مبنى قسم شرطة الأربعين وحاصرته بدباباتها ومدرعاتها.

> هل نجحت المقاومة الشعبية في التصدى للعدو ؟
نعم رجال المقاومة تصدوا لها مع عدد من رجال القوات المسلحة في معركة دامية، كانت نتيجتها تدمير جميع دبابات العدو ومدرعاته التي اقتحمت المدينة، وسقوط عدد من رجال المقاومة شهداء، وبدأت أعداد القتلى والجرحى الإسرائيليين في التزايد بأيدى القوات المسلحة ورجال ونساء وأطفال السويس حتى تم دحر القوات الإسرائيلية عقب أكبر هزيمة لمعركة الدبابات، حيث فقدت إسرائيل فيها 76 دبابة ومصفحة بأسلحة المقاومة.

> بعد دورك في المقاومة الشعبية.. هل شاركت في الحياة الاجتماعية والسياسة بالمحافظة؟
نعم، بعد ذلك الجهاد والنضال ضد العدو كان لابد أن أوجد في الحياة الاجتماعية والسياسية، فقد رفضت معاهدة كامب ديفيد عام 1979م.

> ما هي الأعمال الخيرية والتطوعية التي شاركت بها ؟
هذه الأعمال نريد بها وجه الله وابتغاء مرضاته، ومنها مسجد النور بالعباسية ومسجد الرحمن بشبرا الخيمة، والعديد من المساجد في مدينة السويس التابعة لجمعية الهداية، وبناء المدارس الإسلامية بمدينة السويس ومساعدة المحتاجين.

> وماذا عن دورك في ثورة 25 ينار ؟
انضممت إلى صفوف المعتصمين في ميدان التحرير خلال أيام الثورة المطالبين بتنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن الحكم، وأصدرت بيانًا ناشدت فيه الجيش المصري بالتدخل الفوري لإنقاذ مصر، كما شاركت بتنظيم مجموعات الدفاع الشعبي عن الأحياء السكنية في مدينة السويس ضد عمليات السلب والنهب التي انتشرت بسبب الفراغ الأمني أثناء الاحتجاجات، وفى الرابع من شهر مايو عام 2012، شاركت في جمعة الزحف بالعباسية متضامنا مع مطالب القصاص لشهداء العباسية الذين قتلوا على أيدى بلطجية.

> وهل امتد نضالك إلى دعم الثورات العربية ؟
بالتأكيد لم أتوان عن الوقوف بجوار الشعوب العربية في ثوراتها ضد الأنظمة الاستبدادية، ففي يوم الأحد 20 مارس 2011 وصلت إلى ليبيا لدعم الثوار وبصحبتى خمسين طن مواد غذائية ومساعدات طبية وأدوية، وأيضا 14 متطوعًا لمساعدتى في توزيع المساعدات.

> وماذا عن الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ؟
في الخامس من شهر مايو عام 2011، طالب عدد من الشباب أمام مسجد الشهداء بالسويس أن أقود قافلة الحرية المصرية، والتي تتوافق مع انطلاق قوافل أخرى من كل الدول العربية وجميع المحافظات المصرية للأراضى الفلسطينية في 15 من شهر مايو عام 2011.

الجريدة الرسمية