رئيس التحرير
عصام كامل

طوغان.. فنان زادُه الوجع.. لم أفشل في حياتى.. و«فاطمة» حلم لم يكتمل وأول راتب حصلت عليه كان جنيهين

فيتو

أحمد طوغان فنان بدرجة «قدير» رسوماته عميقة المعنى والدلاله عركته الحياة، يقترب من عامه الـ«٨٩» ولكن لايزال قادرًا على العطاء والابداع.. طوغان يحكى لـ«فيتو» جانبًا من مسيرته..


> بداية من هو أحمد طوغان الإنسان؟
أنا أسمى أحمد ثابت طوغان مواليد 20 ديسمبر 1926 محافظة المنيا، لكن نشأت بمحافظة أسيوط، وتربيت وسط ستة أشقاء؛ ثلاث أناث وثلاثة ذكور، وذلك في منزل طغت سلطة الأب عليه بسبب طبيعة عمله كضابط، أما الأم فكانت فنانة تلعب «البيانو».
أكره الظلم ولذلك ووضعت على قائمة المعادين للسامية، كما فصلنى الرئيس الأسبق حسنى مبارك من جريدة الجمهورية لمعاداتى للسامية.

> كيف اكتشفت موهبة الرسم؟
اكتشفتها على يد مدرس قبطي، فأول مدرسة نشأت بها هي مدرسة الأقباط الابتدائية بديروط، حيث كنت أرسم أشكالًا ورسومات عديدة فقال لى المدرس «أنت موهوب خلى بالك» من وقتها شعرت أننى متميز جدًا عن بقية زملائي، وبدأت اهتم فعلا بالرسم، ورسمت جميع المعارك بين المقاومة المصرية والإنجليز إبان فترة الاحتلال، وهى تعتبر أولى الرسومات لى فكنت أعبر عن كرهى للجنود الإنجليز عن طريق الكاريكاتير.

> ومن هو طوغان الفنان؟
فنان ورسام كاريكاتير منذ عام 1948، بدأت عملى في مجلة تسمى «آخر خبر»، وكان راتبى 2 جنيه.

> حدثنى عن علاقتك بأولادك وزوجتك؟
لى ولدان الأكبر يعمل صحفيا الآخر فقدته منذ عام، يقولون عنى إنى أب حنون جدا على أولادي، لأنى استمع لآرائهم كثيرًا، وعن طوغان الزوج تزوجت في الحقيقة فجأة وعن غير حب، فيوم من الأيام ذهبت أنا وصديقى إلى أحد أقاربه فوجدت 3 بنات فقال لى صديقى «ما تتجوز واحدة منهم» تزوجتها بالفعل وأعيش معها حتى الآن.

> ما الكلية التي تخرجت منها؟
أنا لم ألتحق بكلية فأنا حاصل على دبلوم تجارة، حصلت على الابتدائية من مدرسة الأقباط وهى تساوى الدكتوراه الآن.

> وما أول جريدة رسمية عملت بها؟
بعد أن تركت مجلة «آخر خبر» ذهبت إلى مجلة «روزاليوسف»، وقابلت السيدة روز وهى إنسانة في قمة الاحترام والتواضع وعملت بهذه المجلة، وقابلت بالمجلة إحسان عبد القدوس ومحمد التابعى وكانت من أجمل فترات حياتي، وكانت «روزاليوسف» بداية الشعلة لأعمل بكل الصحف المصرية.

> ماذا تمثل المرأة في حياتك؟
المرأة هي من أجمل مكونات المجتمع المصري، وإذا كنت تقصدين مغامرات «أيام الشقاوة» فبسبب الاحتلال ومعركتنا الأساسية غابت عن جيلى كله أفكار الصعلكة.

> من المرأة التي أحببتها ولن تنساها طوال حياتك؟
فاطمة.. هي المرأة الوحيدة التي أحببتها لدرجة الفناء ولن أنساها طوال حياتى وإذا مرت بى لحظات تعاسة أشعر بتأنيب الضمير لعدم اكتمال قصتنا، فشعرت مع هذه المرأة الجميلة بكل مشاعر الحب فكانت أختا وحبيبة وصديقة وشريكة في الحلم والحياة.

> ما هي لحظات الفشل التي مررت بها وكانت شعلة لنجاحك؟
يضحك.. لم أفشل في حياتى أبدا، لأننى متواضع في مطالبى ولا أحتاج لشيء فوق قدراتي، ولم أعمل في شيء لم أفهمه، لذا لم أفشل في حياتى أبدا.

> أصعب لحظة مرت عليك ولن تنساها؟
يوم وفاة ابنى الصغير «بسام»، منذ عام، فهو كان بطل فروسية وسندى في الحياة، لديه ولد وبنتان كنت أشعر دائما أنه سيموت صغيرا، حيث نجح في عمله فجأة وأصبح مديرا لأكبر الشركات بمصر، كذلك لف العالم كله، وذات مرة اتصل بى شخص من نادي الفروسية وقال لى بسام مريض للغاية، وقتها شعرت أن مكروها أصابه، وذهبت فورا أنا وابنى الأكبر للاطمئنان عليه، فقالوا لى «نقلوه إلى المستشفى» ذهبت إلى المستشفى مسرعا، وكنت أشعر أنى لن أرى بسام مرة أخرى، ولما وصلت قال الدكتور أين والده..؟ فجاوبته أنا، فأخذنى إلى غرفة صغيرة لأجد بسام مغطى بالكامل، وكانت صدمة حياتى حتى الآن.

> ما هو مبدؤك في الحياة؟
أعطى ما أستطيع حتى وفاتي، لم أنقطع عن العمل وكلما قررت الراحة اكتشف ذاتى لا تحب الراحة وتعشق العمل.

> من قدوتك في الحياة؟
قدوتى في الحياة أشخاص كثيرون، ولكن الفنان رخا رسام الكاريكاتير هو الذي شجعنى أن أرسم وقال لى إننى هائل في الرسم وكنت على علاقة برخا حتى مرض.
وتعلمت من رخا عظمة الإنسان، وتعلمت من أنور السادات الفناء في سبيل الوطن وحب الوطن وقيمة الإنسان المصري.

> متى شعرت بالظلم في حياتك.. وكيف أثر عليك؟
شعرت بأكبر لحظات الظلم من عمتى أخت أبى.. دائما كان والدى يكره الرسم وفى يوم قالت له عمتى إنى ظللت أرسم ولم اتجه إلى استذكار دروسي، وقتها ضربنى ابنى بشدة، فشعرت بالظلم، ولما ذهب أبى للصلاة اسكبت الجاز عليّ وحرقت ذاتى وجلست بالمستشفى 3 شهور غائبا عن الوعي، كما عذبتنى جروحى عاما كاملا.. من وقتها وأنا ضد الظلم في أي مكان، تعلمت من هذا الموقف الصبر.

> ما هي أجمل اللحظات مع صديقك محمود السعدني؟
كنا في احتفال مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومانديلا وعدد من رجال كبار الدول وفجأة قال لى السعدنى أريد أن أذهب إلى البيت لأننى أشعر أننى سأموت حالا قائلا « «عاوز أموت وسط ولادي»، فقلت له هل يوجد أحد يتمنى الموت وسط أولاده وهو وسط عبد الناصر ومانديلا، وكانت هي أجمل اللحظات التي مرت عليّ أنا والسعدني.

> فرحة لم تنسها بحياتك؟
فرحة حرب أكتوبر لم أنسها حتى الآن، وكان دوري في هذه الحرب الرسوم الكاريكاتيرية فتوجد رسمة لى بعد نصر أكتوبر رسمت الاحتلال الصهيونى على شكل هيكل عظمى متحلل.

> ماذا تعمل الفترة الحالية؟
اتجهت الآن للعمل في رسم لوحات فنية للريف المصرى وقت الاربعينات، فهذه الفترة من الزمن لا يوجد اهتمام بها، وسأقوم بتسجيل كل اللحظات التي مر بها الريف المصرى في هذه الفترة كى تظل في أذهان الشعب المصري، وسأقوم بتنظيم معرض يوم 15 سبتمبر المقل.
الجريدة الرسمية