وزير الأوقاف يتراجع بخطوة للأمام

"طالب الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بتعديل مناهج الأزهر، مؤكدًا أن بعض المناهج التي تدرس لطلاب الأزهر تحتاج إلى جراحة سريعة في بعض الموضوعات والجزئيات، لافتًا إلى اهتمام شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بضرورة إصلاح المناهج الدراسية بالأزهر، مدللا على ذلك برئاسة شيخ الأزهر لاجتماعات لجنة إصلاح التعليم.

وأكد وزير الأوقاف، في مقاله المنشور بجريدة الأهرام في عددها الصادر اليوم الجمعة، أن لجنة إصلاح التعليم بالأزهر أقرت ضرورة حذف بعض الجزئيات والموضوعات التي كتبت في ظروف معينة وناسبت عصرها وزمانها وبيئتها، مؤكدًا أن تلك الموضوعات لم يعد طرحها مناسبًا في الوقت الحالي، مؤكدا أن المناهج الدراسية لطلاب الأزهر ستشهد تعديلات مع بداية العام الدراسي 2014/2015" !

السطور السابقة من نص الخبر المنشور، أمس، على "فيتو".. لسنا نحن من نقول بتنقية المناهج.. ولا نحن - وقد كتبنا سبعة مقالات عن الأمر - من نقول إن الأمور تحتاج لجراحة عاجلة.. ولا نحن من يقول إن كثيرًا من موضوعات التراث كتبت في ظروف وزمان غير ظروفنا وزماننا.. ولا نحن من نقول إن من كتبها بشر يؤخذ منه ويرد.. ويقبل الخطأ كما يقبل الصواب.. وإن أصحابها غير مقدسين ولا منزهين عن الخطأ.. إنما من يقوله وزير الأوقاف.. بشحمه ولحمه!!

الآن.. وقد انتصر الرجل للحق..وكان من الأوابين الذين مدحهم القرآن الكريم لأنهم يعودون للحق متى عرفوه..والآن والرجل لم يتكبر ولم تأخذه العزة بالإثم رغم أنه تسرع وقام بتعيين خالد الجندي مستشارًا له رغم أن الأخير هو من قال على الهواء "إننا لا نستطيع تغيير تراث أم كلثوم فكيف نراجع تراثنا الديني !" في مقارنة مستفزة وغير صحيحة وأبسط ما فيها أن تراث أم كلثوم لا يحكم حياتنا ولا يستند إليه الإرهابيون في القتل والتدمير والتفجير، ولا أمرنا الله سبحانه بتدبره وفهمه..

ورغم أن وزير الأوقاف وما تردد عنه بإعادته للسلفيين إلى الخطابة في المساجد..نقول: إنه وبرغم كل ذلك..إلا أن تصريحه الأخير يشي بعودته إلى جادة الصواب وبوصلة الحق..وأن السعي إلى تنقية التراث وتقديم دين الله الحكيم بصورته الحقيقية المتحضرة النقية الصافية يجب أن يكتمل..مهما كلف أصحابه والداعين له..كما أن تجديد الثقة في وزير الأوقاف بات واجبًا..وإلى إشعار جديد !