بيعة سيناء.. 7 تنظيمات مسلحة في سيناء وغزة تبايع "البغدادي".. "أبو أيوب الفلسطيني" قاد مفاوضات "داعش" مع "حماس".. تهريب العناصر إلى ليبيا "عربون الاتفاق" بين "الحمساوية" و"داعش"
في عدد "فيتو" الصادر الأسبوع الماضى كشف الزميل عامر محمود عن مؤامرة جديدة تحاك ضد مصر من قبل الجماعات الإرهابية وتشرف عليها حركة حماس رغم مساندة القاهرة للفلسطينيين في أزمتهم الأخيرة.
وكتب عامر قائلا "يبدو أن الأمور تتجه للأسوأ في ثلاث مناطق: اثنتان منهما تحيطان بمصر وثالثتهما قطعة من أرض مصر".
"غزة - سيناء - ليبيا" ثلاث مناطق تنضح بالمؤمرات، تحاك في كل منها مؤامرة للتخريب والفساد، لا يريد الإرهابيون أن تنعم مصر بالأمان ولو قليلا، فيجتمعون ويخططون ويحيكون المؤامرة تلو الأخرى، وكلما فشل مخططهم عاودوا الكرة مرة أخرى ووضعوا الخطة تلو الأخرى وهدفهم واحد ومحدد وهو "إسقاط مصر" مهما كان الثمن.
مؤخرا حيكت مؤامرة جديدة بين تنظيم الدولة الإسلامة في العراق والشام "داعش" وعناصر من حركة "حماس" وكانت أرض هذه المعركة ممتدة في غزة وسيناء وليبيا.
المعلومات التي حصلت عليها "فيتو" تؤكد أن هناك بيعة تمت لـ"أبو بكر البغدادي" أمير تنظيم داعش من معظم الجماعات التكفيرية المتواجدة في سيناء وعدد من أعضاء حماس في غزة.
وقد تمت هذه البيعة أوائل الأسبوع الماضي بعد اتصالات تمت بين البغدادي والتكفيريين بسيناء عبر وسيط "حمساوي" تنقل بين غزة وسيناء منذ منتصف يوليو الماضي ليقرب وجهات النظر بين البغدادي وقادة التنظيمات التكفيرية بسيناء.
"داعش" في "غزة"
ووفقا للمعلومات فإن شعبية داعش تتصاعد بشكل ملموس في أوساط الجيل الشبابي بقطاع غزة وتطمح عناصر السلفية الجهادية في القطاع إلى الالتحاق بصفوف داعش والانخراط في ساحات القتال السورية والعراقية.
وخلال الفترة الماضية استطاعت الكثير من عناصر داعش السفر لليبيا عبر سيناء، خاصة أن هناك محور الانتقال التقليدي من قطاع غزة إلى ليبيا وهو المحور الذي استطاع التنظيم أن يقيمه سرا لنقل مقاتليه إذا ما لزم الأمر ذلك وسحبهم من سوريا والعراق وتوطينهم في مكان آخر خطط التنظيم أن تكون سيناء هي الموطن الجديد للمقاتلين.
وتعتمد خطة "داعش" في نقل بعض قادته ومقاتليه لليبيا على الخروج -تهريبا- عبر أنفاق منطقة رفح إلى سيناء ومنها الانتقال بمساعدة مهربين من سيناء إلى الصحراء الغربية حيث يستقبلهم مهربون مصريون لأجل تهريبهم عبر الحدود المصرية الليبية.
وفي ليبيا تستقر العناصر غالبًا في بنغازي حيث تتلقى الدعم من عناصر تنظيم "أنصار الشريعة ليبيا" فيما يتعلق بتزوير جوازات السفر والحصول على تذاكر الطيران بهدف سفرها إلى تركيا أو دول أوربية أخرى ومنها إلى أي مكان آخر يحدده التنظيم.
خلال الفترة الأخيرة ونظرا لاستمرار القتال في ليبيا تواجه العناصر "الغزاوية" وأعضاء "داعش" بعض الصعوبات في مغادرة ليبيا مما أدى إلى توسع ظاهرة استقرار العناصر السلفية الجهادية التي حضرت من قطاع غزة في ليبيا وانضمامها إلى تنظيم "أنصار الشريعة".
ووفقا للمعلومات تختص العناصر الغزاوية بمجال تهريب الأسلحة وتحويل المبالغ المالية من ليبيا إلى قطاع غزة عبر الساحة المصرية "سيناء".
وتخشى سلطات حماس في غزة من ازدياد خطورة التنظيمات السلفية الجهادية وإقامة فرع لـ"داعش" في القطاع مما سيشكل تهديدا لمكانة حماس حيث تتغاضى الحركة عن هذه الظاهرة وتتيح فرصة خروج العناصر إلى سيناء.
ذراع حماس في ليبيا
استطاعت حركة حماس خلال الفترة الماضية تهريب المئات من المقاتلين إلى ليبيا عبر سيناء، وأبرز هؤلاء على الإطلاق شخص يدعى "مساعد أبو قطمة" الملقب بـ"أبو أيوب" (أصله من الصبرة في قطاع غزة) وهو أحد عناصر السلفية الجهادية في قطاع غزة التي كانت على علاقة بحماس قبل مغادرتها للقطاع.
غادر "أبو قطمة" قطاع غزة واستقر لمدة في سيناء قبل أن يغادرها متجها إلى ليبيا قبل سنة لينضم لصفوف "أنصار الشريعة ".
"أبو أيوب" في سيناء
قبل شهرين عاد "أبو أيوب" إلى سيناء ومنها إلى قطاع غزة وهناك التقى بثلاثة من كبار قادة "داعش" الذين أبلغوه أن "البغدادي" يريد أن يضم تنظيمات سيناء المسلحة للخلافة!
وفقا للمعلومات فإن "البغدادي" اختار "أبو أيوب" ليقوم بهذه المهمة نظرا لكونه خبيرا بالتنظيمات المسلحة في سيناء فهو استمد هذه الخبرة من عمله في مجال تهريب البضائع والسلاح من سيناء إلى غزة والعكس.
وعلى مدى شهر ونصف الشهر تنقل "أبو أيوب" بين سيناء وغزة لملاقاة مندوبي"البغدادي" حتى استطاع "أبو أيوب" أن ينقل مساعدي "البغدادي" إلى سيناء ليلتقوا بقادة التنظيمات المسلحة المتواجدة هناك.
وبعد جلسة استمرت 3 ساعات كاملة أدى التكفيريون في سيناء البيعة لأمير "داعش" وأبلغوا رسله أنهم مستعدون لاستقبال مقاتلي التنظيم في أي وقت يحدده الخليفة.
ووفقا للمعلومات فإن هناك 7 تنظيمات مسلحة بايعت "البغدادي" مؤخرا.
تنظيم التوحيد والجهاد
يظهر تنظيم "التوحيد والجهاد" على رأس قائمة التنظيمات التي بايعت أمير داعش مؤخرا، وهو تنظيم جهادي متطرف شديد العنف، يقترب إلى الفكر التكفيري أكثر من اقترابه من الفكر السلفي الذي تعتقده معظم التيارات الجهادية الموجودة على الساحة، وهذا التنظيم هو الذي قام بتفجيرات سيناء الشهيرة، والمعروفة إعلاميًّا باسم تفجيرات طابا وشرم الشيخ في 2004 و2006، كما أن كل أفراد التنظيم ينتمون إلى سيناء.
وارتبط هذا التنظيم ارتباطًا كبيرًا بعدد من الفصائل الفلسطينية؛ حيث إن عناصره تعبر الأنفاق لكي تتدرب على السلاح والمتفجرات في قطاع غزة، كما أن هناك عددًا قليلًا من الفلسطينيين كانوا ينضمون إلى التنظيم وهم الذين قاموا بتدريب أفراده على استخدام المتفجرات.
تنظيم "التوحيد والجهاد" ظهر في سيناء عام 2000، وكان زعيمه خالد مساعد سالم، طبيب أسنان، وينتمى لقبيلة السواركة بمدينة العريش، وهي من أشهر القبائل في سيناء، وكان عضوًا بجمعية الشبان المسلمين.
كان لخالد سالم شريك يدعى نصر خميس الملاحي، والذي شارك في تفجيرات طابا وشرم الشيخ، وخطط لتنفيذ تفجيرات دهب، وذلك عقب توليه قيادة التوحيد والجهاد بعد مصرع قائد التنظيم، وكانت تربطهما علاقة الصداقة منذ الصغر.
والتحق خالد بطب أسنان الزقازيق، ونصر بحقوق الزقازيق، ثم اشتركا في بناء تنظيم التوحيد والجهاد، ثم انضم إليهما سالم خضر الشنوب، وأصبح بعد ذلك المسئول العسكري بالتنظيم، وكان يتولى تدريب عناصره على الأسلحة وتصنيع القنابل، في قريته الفرقدة المجاورة لجبل الحلال بوسط سيناء، حسب ما نشره الدكتور أحمد إبراهيم محمود، بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، في تحليل بعنوان: "كرأسات إستراتيجية تفجيرات سيناء وتحولات ظاهرة الإرهاب في مصر".
أنصار بيت المقدس
ويظهر كذلك في قائمة التنظيمات المنضمة لداعش مؤخرا "أنصار بيت المقدس"، وهو تنظيم جهادي سلفي، وكانت مهمة هذا التنظيم في المقام الأول تهديد إسرائيل بعدد من الوسائل، منها تفجير خطوط الغاز المتجهة من مصر إلى إسرائيل، وإطلاق العديد من الصواريخ على إسرائيل من داخل سيناء، إلا أن مهمته تغيرت مؤخرا فبدأ في استهداف المصالح المصرية واستهداف الجنود والكمائن.
ويتكون هذا التنظيمُ من مصريين وفلسطينيين، وينتمي غالبية أعضائه إلى فكر القاعدة، ومنها إلى فكر "داعش".
وهناك معلومات تشير إلى أن بعض المنظمات الفلسطينية تدعم تنظيم بيت المقدس، وتمدُّ له يدَ العون بالمال والسلاح، إضافة إلى الخبرة والمشورة والتدريب على العمليات العسكرية، وما شابه ذلك. ويُعد بيت المقدس تنظيمًا حديثًا إذا ما قورن بتنظيم التوحيد والجهاد، كما أن هناك عناصر أخرى تنضم إلى هذا التنظيم بخلاف العناصر المصرية والفلسطينية.
أنصار الجهاد
وهناك أيضا تنظيم "أنصار الجهاد" وهو أحد نماذج "القاعدة" المنتشرة في العالم، وتمثل الظهور الإعلامي الرسمي لهذا التنظيم عقب بيان مبايعة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. وقد ظهر التنظيم على السطح عقب ثورة 25 يناير 2011، وما تبعها من تدهور أمني أصبح معه يطلق على سيناء أنها خارج نطاق السيطرة الأمنية المصرية.
ويتكون التنظيمُ في معظمه من المصريين من أبناء سيناء وغيرهم من المحافظات المصرية، إضافة إلى وجود بعض العناصر السابقة من تنظيم الجهاد الذين خرجوا من السجون في أحداث ثورة يناير مع التنظيم.
وقام "أنصار الجهاد في سيناء" بالعديد من العمليات المؤثرة، منها التفجيرات المتتالية لخط الغاز المؤدي إلى إسرائيل عبر محافظة شمال سيناء.
كما حاول التنظيمُ تدمير وحرق قسم شرطة ثاني العريش، وذلك عندما قامت مجموعة من "الملثمين" قُدر عددهم بنحو 200 فرد بالسيطرة على قسم شرطة العريش، واستخدموا في ذلك أسلحة متطورة (آر بي جي وقنابل وأسلحة آلية)، وتصدت لهم قوات من الشرطة والجيش، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم ضابطان أحدهما من الشرطة والآخر من القوات المسلحة، إضافة إلى إصابة 19 شخصا بجروح خطرة، وكذلك قام التنظيم بقتل ضابط شرطة بالسياحة، وشرطي آخر أمام مسجد الإسكندرية بالعريش. وقد ألقت أجهزة الأمن المصرية القبضَ على العديد من أعضاء التنظيم بعد اشتباكات ضارية معهم في سيناء في الشهور الأخيرة.
ويسعى "أنصار الجهاد في سيناء" إلى إقامة إمارة إسلامية في سيناء، وأن يكون الإسلام هو المصدر الوحيد للتشريع، وذلك عن طريق طرد الجيش والشرطة من سيناء، والاستيلاء على جميع المقار الأمنية، وكذلك الضغط على الحكومة المصرية من أجل إلغاء الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، والتدخل لفك الحصار عن غزة.
مجلس شورى المجاهدين
وهذا التنظيم يعد أشرس التظيمات المسلحة في سيناء، كما أنه معروف كذلك باسم "أكناف بيت المقدس" وهو تنظيم مسلح معظم أعضائه من أتباع السلفية الجهادية في فلسطين تحديدا في قطاع غزة، ووفقا للمعلومات فإن هذا التنظيم مسئول عن العديد من العمليات الإرهابية التي وقعت في سيناء.
الرايات السود
ومن بين التنظيمات التي بايعت البغدادي في سيناء يبرز اسم جماعة "الرايات السود" وهي إحدي خلايا القاعدة التي ظلت تعمل في سيناء لمدة تتخطى حاجز الـ15 عاما.
جيش الجلجلة
جيش "الجلجلة" أحد التنظيمات الفلسطينية المتواجدة بمنطقة رفح الفلسطينية، ظهر عام 2009 وتزايد نفوذه بشكل كبير وأعلن منطقة رفح الفلسطينية إمارة إسلامية.
ودخل جيش الجلجلة في حرب مع حركة حماس على خلفية تكفيره لقيادات الحركة، وقامت حماس بشن عملية عسكرية للقضاء على عناصره في رفح، ونجحت عناصر من حماس في هدم الجامع الذي اتخذته الحركة مقرا للإمارة وقامت بقتل زعيمه عبد اللطيف موسى ومعه العشرات من عناصره، وألقت القبض على عناصر أخرى.
ومن بين أعضاء "جيش الجلجلة" مصريون ويمنيون وباكستانيون وأفغان، ينشطون في عدة مناطق خاصة في خان يونس ورفح على الحدود المصرية، ويضم مجموعة كبيرة ممن كانوا يوصفون بصفوة المقاتلين في كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس.
"جيش الإسلام"
ومن ضمن التنظيمات التي بايعت "البغدادي" مؤخرا يبرز اسم جماعة "جيش الإسلام" التي تعد أحد أبرز الجماعات الجهادية التي تنشط بين قطاع غزة ومنطقة جبال سيناء.
"البغدادي" يطرد "الظواهري" من أرض الفيروز
ووفقا للمعلومات فإن هذه البيعة تعد أكبر هزيمة يتلقاها تنظيم القاعدة على يد "داعش" وأميرها "أبو بكر البغدادي"،خاصة أن تنظيم القاعدة كان يريد أن تبقى هذه التنظيمات الـ7 تابعة له، لكن قادتها فضلوا الانسحاب من القاعدة والانضمام للبغدادي.
وبعدما وصل أمر مبايعة هذه التنظيمات للبغدادي إلى القاعدة وزعيمها أيمن الظواهري بساعات قليلة، نُشر تسجيل صوتي منسوب لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، أعلن فيه الظواهري مبايعة البغدادي زعيم تنظيم ''داعش''، وأكد الظواهري في التسجيل أن العراق لا يزال قويا تحت إمارة داعش التي حققت نجاحات كبيرة، رغم كل الحملات العسكرية والإعلامية التي تحاربها، لافتا إلى أن داعش هي القوة الأكبر من حيث عدد أنصارها ونفوذها، وتتمتع بتأييد شعبي كبير.
وقد جاء ذلك بعد تنامي دور تنظيم ''الدولة الإسلامية في العراق والشام'' المعروف بداعش، وانحسار دور القاعدة التي كانت مسيطرة بالأمس القريب والتي كانت تتخذ العراق بعد غزوه منبرًا للجهاد في الشرق الأوسط.