رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر يفند نظرية "دارون" على التليفزيون المصري

الدكتور أحمد الطيب،
الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف

واصل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في لقائه الأسبوعي اليوم الجمعة على القناة الأولى والفضائية المصرية، عرض شُبهات الملحدين والرد عليها مع مناقشة نظرية التطور لـ "دارون".


في بداية اللقاء قدَّم الإمام الأكبر، عرضا موجزًا لما دار في الحلقة السابقة من اعتماد الملحدين المعاصرين منهجَ السخرية والتوقُّع والهجوم على المؤمنين بالأديان، والإساءة إلى رموزهم، وإلى الكتب السماوية المقدسة، وهذا المنهج المتدني لا يمكن لباحث جاد أن يواجهه إلا بالصمت والترفع.

ومن الشبهات التي روَّجوا لها لجذب الشباب، أن الدين شر، وأنه سبب الحروب، وهذه الشبهة يدفعها أن الحروب الدينية لم يُقتل فيها "عشر" مَنْ قُتِل في الحروب المدنية العلمانية في الغرب، كما كان في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية.

وناقش تشبث الملحدين بنظرية «دارون» في التطور، الذي كان يؤمن في بداية حياته بثبات الأنواع كما خلقها الله سبحانه وتعالى، فالله تعالى خلق الإنسان إنسانًا وخلق الفرس فرسًا وخلق القرد قردًا....، دون تداخل بين الأنواع أو تطور نوع إلى نوع، وهذه النظرية تؤمن بها الأديان ويؤمن بها غالبية الناس حتى يومنا هذا.

وتابع أن "دارون" في عام 1859م أطلَّ علينا بكتاب سماه: "أصل الأنواع"، الذي انقلب فيه فكره رأسًا على عقب، فبعد أن كان يؤمن بنظرية ثبات الأنواع، وأنها خُلِقَت مستقلةً، واستمرت كما خلقها الله سبحانه وتعالى من لدن آدم (عليه السلام) إلى الآن، أصبح ينكرها، وقدم نظرية التطور، متأثرا في ذلك بـ"ألفريد راسل والاس" وعالم الاقتصاد الإنجليزي: "مالتوس".

وأكد أن الأبحاث التي عاصرها «دارون» كانت هي المحفز لانتقاله من الإيمان بثبات الأنواع إلى تغير الأنواع، ونظريته تقوم على أساسين، التطور الذي أخذه من "والاس"، والانتخاب الطبيعي الذي أخذه من العالم الاقتصادي الإنجليزي "مالتوس".

وقال شيخ الأزهر إن نظرية «دارون» تفسر الأرض بأنها جزء من الشمس، ثم انفصلت وكانت في حالة انصهار وذوبان وحرارة شديدة، ثم بمرور الزمن بردت هذه الأرض، وهو يقول بفعل الأمطار والسيول والأبحار التي تكونت فيها، ثم بعد فترة طويلة اختلطت البحار بالطين والتراب، فنشأت أو نبتت نباتات مائية، ثم بعد فترة ظهرت أو تخلقت من هذه الحشائش أو النباتات المائية ما يُسَمَّى بالحيوان اللا فكري، أو كما يقولون "الديدان"، ثم بعد فترة تحولت الديدان هذه إلى أسماك، أو تخلقت الأسماك من الديدان، ثم بعد فترة، مئات أو آلاف السنين، تطورت الأسماك إلى ما يسمى بالأسماك ذات الحياتين؛ أي أن الأسماك التي كانت تعيش في الماء أصبحت سمكة برمائية، فمن الممكن أن تكون في الماء أو في البر، أو على اليابسة تعيش، ثم بعد ذلك نشأت الزواحف التي هي تتواجد على البر بشكل دائم، ثم بعد ذلك تطورت الزواحف إلى طيور وإلى حيواناتٍ ثديية، ومنها القردة، ثم بعد ذلك الإنسان القرد، ثم بعد ذلك الإنسان.

وأضاف، شيخ الأزهر، أن مناقشته لهذه النظرية ليس من منطلق أننا نسخر منها أو نهزأ بها، وإنما نناقشها لعدم ثبوتها باليقين العلمي، وفرق كبير بين أن تكون هناك قوانين علمية ثبتت علميًا، ولم يعد في استطاعة أحد أن يتصدى لها بنقدٍ ولا جدل؛ إذ الجدال والمناقشة في محاولة إثبات أو نفي نظرية علمية ثبتا باليقين العلمي وبالتجارب العلمية، عبث وجنون - وبين نظرية لم تثبت حتى الآن؛ كنظرية دارون هذه، والدليل على ذلك انقسام علماء الأحياء والأجنة والهندسة الوراثية حتى الآن، لا أقول انقسام المؤمنين ولا انقسام الفلاسفة، بل انقسام العلماء، لأن كثيرين منهم أنكروا هذه النظرية من منطلق علمي، وكثيرين أيضًا تعلقوا بها وتشبثوا بها، هذا الانقسام فهذا الاختلاف وهذا الجدل حول هذه النظرية، هو أكبر دليل على أن هذه النظرية لا تزال قابلة للنقاش، ومن هذا المنطلق ننظر فيها ونضع أيدينا على نقاط الضعف فيها، لطالما أنها لم تنتقل من طور النظرية إلى القانون العلمي، فإذا انتقلت إلى القانون العلمي ليس لنا أن نناقشها، لكن نظرية دارون لم تزل في مرحلة الافتراض، وواضح فيها أثر القصة الخيالية، لكن للأسف الشديد الشباب الملحد يتشبث بها دليلا وبرهانا على أن الإلحاد هو الذي يحل مشكلات العالم.
الجريدة الرسمية