رئيس التحرير
عصام كامل

مرة أخرى بالمنطق والدليل: مصر ونهاية أمريكا الحتمية!


أثار مقال الأمس ردود أفعال كبيرة جدا.. واستقبل وأعيد نشره نقلا عن " فيتو" بردود أفعال كبيرة ومتعددة..ولم يكن الأمر إلا قراءة في معطيات لا نراها تعطي من النتائج إلا ما أعطت..ولنا أن نقول في الجزء الثاني من المقال ما يلي:


منذ عقود طويلة كتب جمال حمدان كتابه المهم " إسترتيجية الاستعمار والتحرير "..لخص فيها رؤيته للصراع في العالم كله وربطه بالصراع العربي الإسرائيلي.. وملخص النظرية عند جمال حمدان بصياغتنا، أهم علماء ونوابغ الجغرافيا العرب في القرن الماضي، تقول إن الرأسمالية العالمية.. الشريرة التي تعيش على نهب العالم الفقير لا تحدد موقفها على كوكب الأرض بإرادتها وحدها.. إنما يحددها معها العالم المنهوب أيضا بموقفه منها.. والذي يتراوح بين الاستسلام وبين المقاومة.. وفي الأخيرة فالأمة العربية ولأنها في القلب من العالم الثالث هي من ستحدد ذلك..وفي الأمه العربية تبقى مصر هي من ستحدد شكل العلاقة.. إما مواجهه وإما استسلام! وهكذا سينتهي الصراع في العالم في حقيقته وفي خلاصته إلى مواجهة بين مصر وأمريكا!

وتبدو نظرية جمال حمدان صحيحة.. فمثلا الجنرال اليوغسلافي العظيم " تيتو " كان يرى أن الاتحاد السوفيتي سقط عندما سمح بهزيمة مصر في 67.. بينما يرى آخرون أن مصر ساهمت في إسقاط الاتحاد السوفيتي بقرار السادات الاستغناء عن الخبراء الروس والاتجاه ناحية الولايات المتحدة.. بينما قال أحد خبراء الإستراتيجية إن هناك ثلاث دول تستطيع أن تقول لا لأمريكا أن يتغير النظام العالمي على الفور..هي " مصر وإيران والهند "!

وفيما يبدو وكما قلنا مرات ومرات هنا.. وفي غير هنا.. أن 30 يونيو تعيد رسم خارطة العالم وتعيد كتابة التاريخ من جديد.. وستكتبه بالفعل.. ونتجه سريعا الآن إلى نظام متعدد القوى العظمى.. وستبقى أمريكا واحدة منها وليست القوى الوحيدة.. ستكون هناك أوربا والصين وروسيا وربما تنضم الهند.. ومتعدد القوى العظمى الإقليمية.. وفي مقدمتها ستكون مصر.. ومعها البرازيل وباكستان وعدة دول أخرى..!

كثيرون يسبقون الأحداث.. وكثيرون يتابعونها.. وكثيرون لا يكترثون بها.. وكثيرون لا يصدقونها لا عند التنبؤ بها ولا عند حدوثها.. أولئك هم أهل البلاهة السياسية والعقلية معا شفانا الله وإياكم وعجلة التاريخ والجغرافيا السياسية دارت.. ولن يوقفها أحد!
الجريدة الرسمية