رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب محفوظ يكتب "شبابنا.. مابين الصحوة والانحراف" "2"

الأديب الكبير نجيب
الأديب الكبير نجيب محفوظ

في مقال كتبه الأديب الكبير نجيب محفوظ، في أغسطس 1985، بجريدة الأهرام بعنوان (شبابنا.. مابين الصحوة والانحراف)، يقول فيه:
إن الصحوة الدينية حركة بعث صحيحة، وانطلاقة روحية لمقاومة الاجتياح المادى وتهافت القيم السامية.


وهى بهذا المضمون تشمل العالم كله لا العالم الإسلامى وحده، وإن صاحبها في العالم الإسلامي خاصة؛ رغبةً في استهداف الأصالة واستقلال الذات عقب تحرره من مخالب الاستعمار.

وهى تصلح أساسًا لبناء شخصية متكاملة جديرة حقًا بمواجهة العصر ومشكلاته، وتحقيق الذات فيه على مستوى رفيع من التقدم والعطاء، اعتمادًا على فرائضها التقليدية وفى مقدمتها العلم والعمل والتضامن والأخوة الإنسانية والاحترام الكامل لحقوق الإنسان، ولاخوف منها على وحدتنا أو أحلامنا المستقبلية باعتبار الدين ثورة دائمة على الجهل والتعصب والفساد، وتفتحًا دائمًا لما ينفع الناس ويدفع بهم إلى الأمام.

ولاعلاقة لذلك كله بالانحراف والعنف والإرهاب وتجاهل الواقع والزمن.

وسر المأساة أن تلك الصحوة النقية صادفتها في الطريق ظروف تعنت وإرهاق ترجع إلى أنظمة حكم مستبدة، اتسمت بالعجز والفساد، فتراكمت المشكلات، ما أغرى الشباب بالميل إلى أصوات متعصبة عنيفة وجاهلة، والانتماء إلى فلسفات بائدة أفرزتها عصور قديمة من الهزيمة والقهر.

ولن يتأتى العلاج إلا بإزالة أسباب المرض ودواعيه وتقديم القدوة الصالحة المقنعة والعمل الجاد المتواصل للإنتاج، كى نخرج من عنق الزجاجة إلى حياة متوازنة ينتعش فيها الأمل، ويعود الفرد إلى تفكيره السليم وصحوته الروحية الحقيقية.
الجريدة الرسمية