«نهروان الشام».. تنظيم جهادي سوري هدفه الحفاظ على الثورة.. أفراده يعيشون في خنادق جبلية شمال حلب.. الشعب يتهمه بـ«الجهاد المأجور».. والتنظيم: هدفنا قتال «داعش».. و«ن
على أطراف الريف الشمالى الحلبي ظهر تنظيم "نهروان الشام"، تحت شعار "همّنا نمضى ونعلي رايـة القرآن.. همنا في الكون أن تعلو ذرى الإيمان.. همنا أن يسعد الإنسان في كل مكان.. همنا أن تسعـد الدنيا بترديـد الأذان".
وفى ظل توالى الأحداث وتفاقمها في الأراضى السورية، وسيطرة تنظيم "داعش" على العديد من المدن وارتكابه أبشع الجرائم في المدنيين قبل العسكريين، يخرج علينا "نهروان الشام" ليعرف نفسه بأنه مجموعة من المجاهدين يعيشون فرادى في الخنادق الجبلية أقصى الشمال الحلبي، وهدفهم محاربة "داعش".
وتأسس تنظيم "نهروان الشام" من مجموعة من المجاهين من مدينتى "مارع" و"احتيملات" التابعة لحلب، والتي تبعد عن الحدود التركية السورية مسافة 25 كيلومترا.
ويلاقي "نهروان الشام" حملات شعبية نقدية شرسة تصل إلى حد الاتهامات بالجهاد المأجور والممول من جهات أجنبية (أمريكا وإيران وروسيا)، وجاء رد التنظيم في بيان أسماه بيان "إعلان الحرب على داعش، في 25 أغسطس الجاري، قال فيه إن خروجه كان للدفاع عن الأهل في ريف حلب الشمالى والشرقى، وردا على عدوات "داعش"، وتعهد التنظيم أمام الله والشعب السورى بحماية الثورة السورية والالتزام بمبادئها وبشرع الله، والابتعاد عن الغلو والتكفير.
وردا على إعدام "داعش" لعشرات الجنود السوريين أمس، أصدر التنظيم بيانا قال فيه: "نحن اللجنة الشرعية لغزوة نهروان الشام نعلن استمرار القتال بلا هوادة مع تنظيم داعش إلى آخر بقعة يوجد فيها ذلك التنظيم المجرم".
وتابع البيان: "قد أشاع ذلك التنظيم المجرم قضية عظيمة يستحث بها نخوة الشباب المغرر بهم في صفوفه، وهي قضية العفيفات، متهمًا ذلك التنظيم المجاهدين بأنهم اعتدوا على العفيفات بالسجن والاغتصاب، وعلى ذلك نعلن استعدادنا للخضوع لمحكمة شرعية، تكون طرفًا ثالثًا تحكم على الجاني والظالم، فإن أبى ذلك التنظيم الخضوع للمحكمة الشرعية فلتعلم أمة الإسلام كذبهم وبهتانهم على المسلمين وعلى المجاهدين".
وختم البيان بالقول: "نقول لمعشر داعش قد ذقتم بأسنا من قبل، وسنذيقكم منه مرة أخرى، هؤلاء مجاهدون، فائتونا بمثلهم إذا جمعتنا يا داعش المجامع".
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الوضع في سوريا معقد للغاية ومرتبط بالعراق، مشيرا إلى أن تنظيم داعش نشأ في الأصل بالعراق، ومنها انتقل إلى سوريا.
وأضاف "نافعة": "كل يوم يولد تنظيم جديد، وقد يكون تنظيم فرعي لأحد التنظيمات الكبرى أو مجهولة المصدر".
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن هناك أجهزة مخابراتية دولية وإقليمية لها مصلحة في تخريب المنطقة، وهناك خطر حقيقى على المنطقة، ولكن المجتمع العربي ليس في وضع يسمح له بأن يتصدى لهذا الخطر، نظرا لعدم وجود دولة عربية لم تضربها الانقسامات.