رئيس التحرير
عصام كامل

سوء نية أمريكا تجاهنا !


لا يمكن اعتبار تورط الإدارة الأمريكية في اتهام مصر ومعها الإمارات بقصف ليبيا، أمرًا ارتجاليًا أو غير مبرر ومخطط.. لأنه سبق هذا الاتهام قيام صحفي معروف ارتباطه بمؤسسات أمريكية بترديد هذا الاتهام قبلها بأيام، وكما سبق أن كذبته القاهرة بوضوح وقوة، فضلا عن أن كلًا من الخارجية الأمريكية والبنتاجون اشتركا في هذا الاتهام معا.


والملفت للانتباه أن مشاركة واشنطن في ترديد هذا الاتهام ليس له سوى معنى واحد لا غير وهو أنها مازالت تدعم وتساعد الإخوان بكل قوة وبكل الوسائل ومن بينها ترويج الأكاذيب.. فآلة الدعاية الإخوانية تدور منذ فترة لترويج أن القوات المسلحة المصرية تشارك في معارك قتالية على الأرض الليبية، بل وتروج هذه الآلة الشريرة أيضًا إلى أن هناك مقاتلين وجنودًا مصريين سقطوا قتلى وجرحى في هذه المعارك..

وهكذا عندما يكذب المسئولون الأمريكيون ويروجون لذات الادعاءات الإخوانية فإنهم بذلك يمنحونهم صكا بأنهم صادقون، وأن ما يروجونه من أكاذيب هي حقائق، فهل هناك مساعدة ومساندة يحتاجها الإخوان دعائيًا وإعلاميا أكبر من ذلك، خاصة وأن الشائع لدى عموم الناس في بلدنا بل وكل منطقتنا أن الأمريكان يعرفون من خلال أقمارهم الخاصة بالتجسس حتى أرقام الملابس الداخلية للبشر!

أما تراجع واشنطن عن اتهامها مصر والإمارات بالمشاركة في القيام بغارات جوية على مواقع للميلشيات الإرهابية في ليبيا، فإنه مجرد تراجع تكتيكي لاحتواء غضب مصر التي كشرت عن أنيابها بعد هذا الكذب الأمريكي المفضوح.. فإن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تتضاعف خسائرها في مصر إذا ما تمادت في أكاذيبها تجاهنا.

على كل حال، فإن ما حدث من أمريكا تجاهنا يؤكد سوء نواياها التي تضمرها لنا، ويؤكد أنها لن تتوقف عن التآمر ضدنا.. ونكمل غدًا..
الجريدة الرسمية