رئيس التحرير
عصام كامل

كتائب حلوان


نظرة على مجموعة من هياكل الرجال - شكلا لا مضمونا - اتفقوا على تصوير مشهد علني يرتدون فيه ملابس سوداء وملثمين يتباهون بالأسلحة تقليدا لما يرونه من عروض حمساوية.

الصورة التي رأيناها هي من الضعف في الحقيقة التي لا تستحق أن نأخذ من وقتنا ونتكلم عنها أو حتى نذكرها أو نخلد لمن قاموا بها أي ذكرى أو حتى اهتمام فوجود مجموعة معدودة بالنسبة إلى 90 مليون مواطن تكون النتيجة صفرا وفى النهاية الأمن كفيل بالتعامل مع هذه الظواهر المرفوضة بالمثل بما يحول لتكرارها مرة أخرى.

و لعل القدر الذي أظهر رقم مسلسل محول الكهرباء في خلفية المشهد حيث تم التعرف على المنطقة بكل سهولة ودون عناء يذكر.
دعونا نتفق أن حرية الرأي مكفولة ولكنها الحرية التي تقف عند حدود حريات الآخرين ويا ليتها توقفت عند ذلك وإنما تعدتها ليس إلى الدخول إلى حرم حرياتهم وإنما وصلت إلى التهديد بإيذائهم.

انتماءات سياسية توافقت فيها المصالح والأسباب والمظاهر مع زوبعة الدواعش وجبهة النصرة وكتائب شهداء الأقصى عندما تحدثوا عن السلمية المتخلي عنها والاتجاه إلى القوة لتغيير واقعهم إلا أن إيمانهم بما يقولون لا يتعدى التلويح بالكلمات فالتغيير باستخدام القوه لن يجد بالمنطق إلا قوى مضادة بالمقابل وبعدما كان البقاء للأصلح سيصبح البقاء لمن يملك السلاح والقلب الميت وسط فتن وانقسامات تودى بهم وبالسفينة جميعها في آن واحد.

كيف لهؤلاء أن يؤسسوا ثقافة الميليشيات لتطبيق العرف الشيطاني.. دفعهم التهميش في حياتهم لحب الظهور وإثبات ذات ضائعة شوهتها الظروف وتلاشى عنها الأمل إلى فعل أي شيء يثبت ذاتهم أمامهم وأنه لديهم تأثير حتى ولو كان هذا التأثير صوتا غير مسموع أو طلقات مدوية تخبر الآخرين عن الوجود أو تفجير النفس.. المهم هو تشويه الناس ليكونوا كما يرون أنفسهم هياكل مشوهة..لو قارنوا بين الموت والحياة..الموت لهم أفضل من حياة خاسرة بلا مستقبل.

تذكروا معي عندما اشترينا لأطفالنا مسدسا للعب به وهم صغار.. كان أول من صوبوا إليه المسدس كنا نحن - مصدر السلطة – وبالمثل الطفل الكبير يصوب سلاحه إلى من يشكل لهم كيان السلطة وهو الجيش والشرطة إثباتا لذات واهية وإقناعا لنفس مهمشة إنها ذات تأثير في مجريات الحياة ولها بصمة تذكر. 

وبصفة عامة فالفتاوى المضللة..التمويل الخفي.. البطالة.. تهميش الشباب..إهمال الطاقات الهائلة..غياب القدوة..غياب الأمل.. القهر والظلم المدرك.. غياب العدالة وإهمال الكرامة.. هو ما يدفع الأفراد إلى تكوين خلايا سرطانية وتوجيه السلاح إلى ما يشكل أمامهم.. رمز السلطة.
الجريدة الرسمية