رئيس التحرير
عصام كامل

بالمنطق والأدلة.. مصر ونهاية أمريكا الحتمية !


لقد تحقق ما قلناه هنا قبل أشهر بشكل شبه حرفي...وها هو سعود الفيصل يقولها صريحة: "لم نعد نريد إسقاط النظام في سوريا"! ثم يكمل: "سوف نعيد الأمر إلى جامعة الدول العربية لتدارسه طبقًا لميثاقها"!!


كلام الفيصل يعني ما يلي:

- السعودية إن لم تدعم سوريا للحفاظ على وحدتها فإنها لن تسعى لعكس ذلك !

- السعودية ستلتزم بهذا الشأن بنصوص ميثاق جامعة الدول ! فماذا يعني هذا الأخير ؟ يعني أيضًا الآتي:

- احترام السيادة الداخلية للدول الأعضاء

- وحدة أراضي الدول الأعضاء

- إن لم يكن الدفاع العربي المشترك..إلا أن الميثاق يتحدث أيضا عن التعاون في كل المجالات من الثقافي إلى الجنائي وتسليم المطلوبين !!

وهنا يمكن القول..إن ما توقعناه من دور كبير لمصر لحلحلة الصراعات العربية القائمة وإطفاء نيرانها يتحقق الآن.. وإن مصر تجذب غيرها لرؤيتها وليس العكس..وبين كل ذلك..يحدث الآتي:

- السيسي يؤكد أنه لا يدعم النظام السوري ولا المعارضة..لكنه يكمل: "لن نقبل بأي مساس بوحدة سوريا"! ولا نعتقد أن النظام الحاكم هناك هو من يهدد وحدة سوريا !

- تلميحات صريحة من السيد حسن نصرالله، يشيد فيها بالرئيس السيسي..ويؤكد: "إن أرادت حماس أن تحل أزمتها فعليها أن تستمع لمصر"!

- طهران.. تعزل الجنرال قاسم سليماني من منصبه ! وسليماني لمن لا يعرف، هو قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ومسئول ملف العراق وسوريا ولبنان..وهو الخصم الأول للسياسة السعودية في المنطقة..وجاء عزله ( أو تحجيمه فيما يخص فلسطين فقط ) بعد عودة الحريري للبنان..وبعد عزل السعودية لرئيس استخباراتها بندر بن سلطان قبل أربعة أشهر فقط..وهو أيضا الخصم الرئيسي للسياسة الإيرانية في المنطقة !!!!

- لعبت إيران دورا ملموسًا وغير متوقع في إقالة المالكي..خصم السعودية وسنة العراق !

هذه المعادلات السابقة ماذا تعني ؟ لا تعني إلا معادلة أخرى ملخصها فيما يلي: استفاقة كبيرة في المنطقة لمخطط تقسيم المنطقة والمؤامرة عليها..وأن محاولات جذب إيران بعيدا عن تقسيم النفوذ الإقليمي مع أمريكا وتركيا في طريقها للنجاح..وأن الخلاف الجذري مع إيران - إن لم يتم حله وربما لن يتم حله - سيؤجل الآن..للانتباه لما هو أخطر..أخطر على العرب وعلي إيران معا..ضمن مبدأ ترتيب الأولويات.. ولا يفوتنا التذكير بأن كلا من السعودية وإيران ضغطا على حماس للقبول بالدور المصري !

وهو ما يعني ضربة موجعة للحلف التركي القطري..والخلاصة: حلف عربي إيراني روسي صيني، يمتد من الجزائر إلى مصر إلى الخليج إلى إيران إلى الصين إلى روسيا..سيقلص النفوذ الأمريكي في المنطقة وربما إلى الأبد..ومن هنا نفهم لماذا كانت الزيارات المصرية لروسيا والصين وللجزائر..ولماذا كانت إيران مدعوة في تنصيب السيسي..ولماذا احتجت مصر لعنف أمريكا مع متظاهريها لتدشن لعهد جديد....وللحديث بقية !!
الجريدة الرسمية