رئيس التحرير
عصام كامل

داعش والخطة الأمريكية لتقسيم الشرق الأوسط


داعش تلعب نفس الدور الذي لعبته طالبان في أفغانستان من قبل حيث قامت بتصفية بقية الفرق والجبهات التي خاضت الحرب ضد الوجود السوفيتي وتنفرد بعد ذلك بالسلطة وحين تمت السيطرة عليها من قبل تنظيم القاعدة لم تلبث أن خرجت عن السيطرة الأمريكية وناصبت أمريكا العداء وهذا هو السيناريو المتوقع لحركة داعش التي خدمت الحلم الأمريكى بتقسيم العالم العربى عقب فشل عملاء أمريكا من الجماعات التي وصلت للحكم بعد ثورات الربيع العربي في تنفيذ سياسة تقسيم الشرق الأوسط ولكن انقلب السحر على الساحر وبدأت داعش في تهديد مصالح أمريكا والغرب في شرق أوسط فوضوى مقسم لكى يتحكموا في ثروات العرب من نفط وغاز وغيرها ولذلك الآن تبادر أمريكا بخلق غطاء دولى للقضاء على داعش وكأننا نعيش نفس سيناريو طالبان في أفغانستان ولكن من سينتصر هذا هو السؤال الأهم لأن الفارق التنظيمى بين طالبان وداعش كبير وهو ما سيسبب أزمة كبرى لأمريكا في الأيام المقبلة.

المفاجأة الكبرى التي كشفت حقيقة صناعة أمريكا لتنظيم داعش هو ما ذكرته هيلارى كلينتون في كتابها خيارات صعبة عندما اعترفت بأن الإدارة الأمريكية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش) لتقسيم منطقة الشرق الأوسط وتم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامیة وکنا ننتظر الإعلان لکي نعترف نحن وأوربا بها فورا وتابعت تقول کنت قد زرت 112 دولة في العالم وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء بالاعتراف بـالدولة الإسلامیة حال إعلانها فورا وتابعت تقول إن مصر هي قلب العالم العربي والإسلامي ومن خلال سیطرتنا علیها وتقسيمها من خلال الإخوان المسلمين وعن طریق ما یسمى بـالدولة الإسلامیة کان بعد ذلك التوجه لدول الخلیح وکانت أول دولة مهیأة الکویت عن طریق أعواننا من الإخوان فالسعودیة ثم الإمارات والبحرین وعمان وبعد ذلك یعاد تقسیم المنطقة العربیة بالکامل بما تشمله بقیة الدول العربیة ودول المغرب العربي وتصبح السیطرة لنا بالکامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحریة. 

الموقف الأمريكي من داعش في العراق يختلف عن الموقف الأمريكي من داعش في سوريا على الرغم من أن كلا الموقفين مثير للريبة التي تكاد تبلغ درجة احتمال أن يكون بين داعش والإدارة الأمريكية تنسيق ما على نحو ذلك التنسيق الذي كان بين الإدارة الأمريكية 

بدأ القلق الأمريكى عندما بدأت داعش في التقدم شمال العراق ما يعني تأثيرا مباشرًا على إمدادات النفط العالمية التي تعاني أصلًا من تدهور إنتاج النفط الليبي إلى السدس وتهديدات روسيا بوقف إمداد أوربا بالغاز والنفط.

القلق الأمريكى تزايد على مصالحها في الشرق الأوسط والأهم هو حماية أمن إسرائيل والخوف من تعالى صيحات ودعوات الجهاد ضد إسرائيل والأهم هو الحفاظ على سلامة القواعد الأمريكية في البحر المتوسط وقواعدها الأخرى المنتشرة في بعض البلدان العربي لذلك الآن تجهز حملة كبرى لضرب المواقع التي بها جماعة داعش سواء سوريا أو العراق.

السؤال الهام هل تصنع أمريكا الجماعات المتطرفة لتحقيق مصالحها تحت ستار دينى مثلما حدث مع القاعدة وطالبان والإخوان وأخيرا داعش فقط لتحقيق مصالحها لاستمرار الفوضى وتصفية الخصوم أم استمرار ابتزاز الشرق الأوسط تحت ذريعة الحرب على الإرهاب أم لزيادة مبيعات السلاح الأمريكى واستمرار السيطرة على ثروات العالم العربي ام ماذا؟! فواضح جدا الاستهداف الأمريكى الصهيونى للشرق الأوسط.
dreemstars@gmail.com 
الجريدة الرسمية