رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف العربية.. وزير الخارجية الليبي: لولا الجامعة العربية لوقعت مذابح وحشية.. كشف حقيقة اتهام «مصر والإمارات» بقصف مواقع لميليشيات ليبية.. واشنطن تنسّق مع دمشق لمحاربة «داعش»

وزير الخارجية الليبي
وزير الخارجية الليبي محمد عبدالعزيز،

أهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء بالوضع الليبي والمساعي العربية لوقف القتال في العاصمة طرابلس كما تناولت الجهود الأمريكية لمواجة داعش بسوريا.

برلمان الإخوان بليبيا باطل

البداية من صحيفة «عكاظ» السعودية، التي اهتمت بالشأن الليبي حيث أجرت حوارا مع وزير الخارجية الليبي محمد عبدالعزيز، الذي برأ الجامعة العربية مما يجري في بلاده من أحداث عنف، جاء ذلك ردا على الاتهامات بحق الجامعة، بأنها تقاعست عن تأدية دورها حيال ما يجري في ليبيا.
وقال عبد العزيز في تصريح لـ«عكاظ»، إن الجامعة بريئة مما يجري في بلاده، مؤكدا أنه لولا تدخلها في الوقت المناسب لشهدت ليبيا مذابح وعمليات إبادة وحشية راح ضحيتها أكثر من مليون شخص على أيدي نظام الحكم البائد بزعامة القذافي.
وأكد على هامش اجتماع دول الجوار الليبي الذي أقيم بالقاهرة، أن الشرعية الآن للبرلمان المنتخب باعتراف الرأي العام والشعب الليبي وكذا باعتراف عربي وإقليمي ودولي، معتبرا أن المؤتمر الوطني الذي زعم بأنه عقد اجتماعا وكلف بتشكيل حكومة جديدة لا وجود شرعيا له وأن مهمته انتهت منذ فبراير الماضي ومن ثم بات كيانا هلاميا.
وشدد عبدالعزيز، على أن اجتماع مجلس الأمن الدولي في جلسته التي ستعقد اليوم الأربعاء يكتسب أهمية كبيرة، لافتا إلى أنه سيجدد طلب بلاده ضرورة استكمال المجلس مهمته في دعم جهود استعادة الأمن والاستقرار، خاصة أنها ما زالت تخضع للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

شائعات لتوريط مصر والإمارات في ليبيا

في السياق نفسه كشفت مصادر دبلوماسية، لصحيفة «العرب اللندنية»، أن الاتهامات الموجهة إلى مصر والإمارات بقصف مواقع لميليشيات ليبية لا تعدو أن تكون تسريبات من قطر وتركيا عبر مواقع إعلامية إخوانية، للتغطية على الورطة التي تعيشها الدوحة وأنقرة في الأزمة الليبية.

وأشارت المصادر إلى أن محور "الإخوان وقطر وتركيا"، أصبح محاصرا بعد أن اكتشف الليبيون أن هذا المحور لا يهمه استقرار ليبيا ولا بناء مؤسساتها.

ورفض المحور الثلاثي الاعتراف بشرعية البرلمان الجديد المنتخب، فضلا عن تحريك البرلمان القديم المنتهية ولايته، وتعيين رئيس وزراء جديد مقرب من الإخوان.

واعتبر مراقبون ليبيون أن اتهام مصر، والإمارات بقصف مواقع ميليشيات ليبية لا يجد أي صدى لدى الليبيين الذين يعرفون حق المعرفة تفاصيل دور قطر وتركيا في تسليح الميليشيات المتشددة وتدريبها وتمويلها.

وكانت مصر نفت على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي وكذلك في بيان من وزارة خارجيتها أي دور عسكري لها في ليبيا، في المقابل لم يصدر أي رد فعل من الإمارات على الاتهامات الإخوانية القطرية التركية.


لكن مراقبا عربيا مقيما في لندن، قال إن الإمارات “يبدو أنها لا تريد الخوض في تصريحات النفي لابتعادها تماما عن هذه الاتهامات”، لافتا إلى أن إثارة الاتهامات صادرة عن لوبي إخواني يتلقى الدعم من قطر التي تشهد علاقاتها بالإمارات ودول خليجية أخرى توترا منذ أشهر.

ويذهب المراقبون إلى القول إن قطر ومن ورائها الإخوان اختاروا سياسة الهروب إلى الأمام في مواجهة الانتقادات الموجهة لهم من محيطهم الإقليمي، وإن القيادة القطرية كان يمكنها أن تستجيب لمطالب جاراتها الخليجيات حتى تعود المياه إلى مجاريها.

ولفت المراقبون إلى محاولات إخوانية للتهدئة مع المحيط الإقليمي يقودها رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي.

إخوان تونس كاذبون
وقال مصدر دبلوماسي عربي مقيم في الجزائر إن استقبال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة للغنوشي منذ يومين جاء بناء على طلب عاجل من رئيس حركة النهضة وليس بطلب جزائري كما روج إعلام الحركة.

وأكد المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لحساسية الموضوع أن الغنوشي استنجد ببوتفليقة لـ”إنقاذ” النهضة من عزلتها وهي على مسافة شهرين من الانتخابات البرلمانية والرئاسية وطلب منه أن “يتوسط لدى الإمارات ومصر المناهضتين لحكم الإخوان وتقديم صورة إيجابية عن الحركة”.

وأضاف أن الغنوشي ألح بالخصوص على وساطة بوتفليقة لدى دولة الإمارات وإبلاغ مسؤوليها بأن حركة النهضة لا تعاديهم بل تسعى إلى ربط علاقات وثيقة بهم.

شروط أمريكا للتعاون مع الأسد
وفي شان عربي آخر نقلت صحيفة «البيان» الإماراتية عن الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية جوشوا بيكر أمس أن شروط الولايات المتحدة للتعاون مع دمشق لمكافحة الإرهاب في سوريا تتمثل في قيام حكومة انتقالية تسمح للجيش الحر بمحاربة العناصر المتطرفة، في وقتٍ كشف مسؤول أمريكي لوكالة «فرانس برس» أن بلاده على وشك إرسال طائرات تجسس وطائرات من دون طيار فوق سوريا، في حين أفاد مصدر سوري أن التنسيق بدأ فعلياً بين واشنطن ودمشق.

وقال بيكر رداً على تصريحاتٍ لـ«البيان» أمس فيما إذا يبدو من المحتم التعاون مع النظام السوري ضد تنظيم داعش، بأن «الطريقة التي تجري فيها الأمور الآن هي وجود رجل واحد يكافح للتشبث بالحكم، لا يزال يدّعي الشرعية ليتمكن من الحكم».

وأضاف أن «النظام السوري أطلق سراح الإرهابيين من سجونهم، وسمح بظهور قواعد المتطرفين العنيفين، ودعا غيرهم من أفراد المنظمات الإرهابية الأجنبية للانضمام إلى صفّه في القتال»، في إشارة إلى حزب الله والميليشيات العراقية. وذكر الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن «أعدادًا متزايدة من الإرهابيين تواصل المجيء لأن النظام يواصل القتل ولأن بشار الأسد يستمر في توجيه جماعته للاعتداء على المدنيين الأبرياء».

وفيما إذا كان هناك مطالب معينة يجب على دمشق القيام بها لكي توافق واشنطن على التعاون ضد الإرهاب، أجاب: «يتعين على الأسد أن يضع مصلحة سوريا أمام مصلحته. وهو الآن الشخص الذي يقف في طريق السلام ومستقبل سوريا.

إذا قامت حكومة انتقالية، وإذا سارت الحكومة الانتقالية باتجاه عملية ديمقراطية، حيث يستطيع الناس في سوريا اختيار قادتهم للمستقبل، من الممكن أن نتصور في تلك الظروف أن يصبح الجيش الحر أداة ضد العناصر المتطرفة». وأضاف، فيما يخص التعاون مع إيران لمحاربة الإرهاب في العراق، أن «معالجة التهديد الذي يشكله الإرهاب على مستقبل العراق يتطلب الإصلاح السياسي.


ورداً على سؤال «البيان» عن الكيفية التي يمكن من خلالها للولايات المتحدة قطع تمويل «داعش»، قال بيكر: «لدينا مبادرات جديدة للعمل مع حلفائنا لتحديد هوية المتطرفين العنيفين الذين جاؤوا إلى المنطقة. كما أننا نعمل مع دول إقليمية لقطع مصادر تمويلهم ومجنديهم.



الجريدة الرسمية