بالفيديو.. مجرزة "واكو" تكشف زيف الديمقراطية الأمريكية.. فض اعتصام طائفة "الداوديون" بقنابل "CS" والطائرات والرصاص الحي بحجة حيازة السلاح.. وقتل 74 شخصا من بينهم أطفال وسط صمت "رايتس ووتش"
في الوقت الذي تنتفض فيه الولايات المتحدة الأمريكية ضد الأنظمة العربية، بذريعة الديمقراطية، وإدانة القمع، ووصف مكافحة "الإرهاب" بالمجازر، وتدعمها منظمة "الفتنة الدولية" هيومان رايتس ووتش، في هذا الاتجاه، وهو ما برهنته "رايتس ووتش" بالدليل القاطع، بتعمدها إصدار تقريرها حول فض اعتصام "رابعة" في ذكراها الأولى، تزامنا مع توعد "الإخوان" بنشر الفوضى في مصر، انتقاما للقتلى الذين سقطوا خلال فض الاعتصام، وخطة مديرها التنفيذي "كينيث روس" لإطلاق التقرير من القاهرة، بهدف سكب البنزين على النار.
المفارقة التي كشفت أكذوبة المنظمات الحقوقية الدولية، أن نفس المنظمة تلتزم الصمت إزاء ما يحدث من قتل للمواطنين الأمريكيين على يد الشرطة الأمريكية، بالرغم من العنصرية في الحوادث التي تقع، حيث إن رصاص دولة تمثل "الحرية" يستهدف "السود" دون غيرهم.
مجزرة بشرية
بعيدا عن الوقائع الحديثة التي تكذب مزاعم واشنطن، تلقي "فيتو" الضوء على مجزرة راسخة في التاريخ الأمريكى القريب وقعت في عهد رئيسها الأسبق بيل كلينتون، مطلع التسعينيات من القرن الماضى، وشاءت الأقدار أن يكون الرئيس التنفيذي لـ"رايتس ووتش" شاهدا عليها وقت أن كان مديرا لهذه المنظمة، ولم تتفوه شفاه وقتها بكلمة تنديد، تستحق أن يطلق عليها "مجزرة رابعة الأمريكية" التي أغفلها التاريخ.
التاريخ الأمريكي تناسى المجزرة التي ارتكبتها الشرطة الفيدرالية بتأييد من الحكومة الأمريكية آنذاك عام 1993، في "واكو" بولاية تكساس الأمريكية، عندما قامت بقمع حركة دينية بزعامة ديفيد كوريش تسمى "الداوديون"، وقامت بارتكاب مجزرة إبادة جماعية بحق كل أفرادها في حادثة يندى لها جبين الديمقراطية الأمريكية، وكان ذلك في عهد الرئيس بيل كلينتون، لتقوم بعدها بنشر شائعة عبر وسائل الإعلام "الحرة" بأن كوريش تسبب بقتل 74 شخصًا من أتباعه.
الطائفة الداودية
والطائفة الداودية تنسب إلى النبي داوود عليه السلام، وهي فرع من المسيحية البروتستنتية، تأسست عام 1955م، وقامت على أسس إصلاحية، وبشرت بنهاية العالم وبظهور السيد المسيح عليه السلام ليقيم العدل فيها، ولم يكن لها نشاط سياسي يذكر، واتهمتها الشرطة الفيدرالية آنذاك بالتخطيط لعمليات إرهابية وحيازتها أسلحة غير مرخصة، وكانت الجماعة تتخذ من كنيسة في واكو مكانًا لنشاطها الديني.
طائرات وقنابل CS
وذكرت هيئات لحقوق الإنسان أنه في 28 من فبراير من العام 1993، قامت طائرات تابعة لقوات الـ"بي أيه تي إف BATF"، بشن غارات على التجمع الذي يشمل كنيسة وبعض البيوت المحيطة به، شبهتها بهجمات الجيش الأمريكي على القرى في حرب فيتنام، وبعد ذلك تولى الجيش الأمريكي والشرطة الفيدرالية "الإف بي آي" مهام محاصرة المنطقة مدة 51 يومًا، وحدث اشبتاك بين أفراد المجموع وعناصر الجيش تسبب بمقتل ستة من الجماعة الدينية وثلاثة من عناصر الجيش، في ذلك اليوم وافقت وزارة العدل على استخدام القوات لقنابل غازية سامة من نوع CS ضد أفراد الطائفة المحاصرين، عندها أعلن زعيمها ديفيد كوريش بأنه في صدد تسليم نفسه قبل أن ترتكب القوات أي حماقة، إلا أنها لم تنتظر وقامت في 19 أبريل بالهجوم على المنطقة وكانت على علم بوجود عشرات الأطفال والنساء، ونفذت هجومًا واسعًا مثل الضربة القاضية برمي قنابل غازCS ما أدى إلى اشتعال النار وأقدمت الدبابات على إحداث فجوات كبيرة في جدران البيوت للسماح للهواء بالدخول لإحداث حرائق أكبر ضمن الأبنية المشتعلة، ما أدى إلى احتراقها بالكامل، الحادثة تسببت بمقتل كل من كان هناك وهم 74 شخصًا من بينهم 12 طفلًا تحت سن الخمس سنوات وعشرات النساء.
سجن الأحياء
لم تعط الحكومة الأمريكية آنذاك الفرصة "للداوديين" للدفاع عن أنفسهم، ولو فعلت ذلك وأدانت المجموعة، لكانت أقسى العقوبات التي يمكن أن تتخذ بحقهم هي السجن، إلا أن الحرية الدينية التي يرفعها العم سام شعارا له ليست سوى لتحقيق مصالحه في دعم طوائف على حساب أخرى، وبث الفتن الطائفية في بلدان العالم والقضاء على أي لحمة دينية قد يشهدها بلد تؤدي إلى صحوة فكرية ودينية تضعف نفوذه في تلك الدولة، ناهيك عن الاحتلال المباشر لدول إسلامية.