رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس وأبناء المستشارين وأبناء الفلاحين !!


لا جديد في مصر حتى بعد قيام الشعب بثورتين في ثلاث سنوات مطالبًا بالعدالة الاجتماعية ورغم وجود دستور جديد يؤكد تكافؤ الفرص كنت أعتقد أن معايير التعيين سوف تتغير وأن يأخذ كل صاحب حق حقه وأن يكون للمجتهد نصيب، وكالعادة يتم استبعاد المتفوقين من التعيين في السلك القضائي لصالح أبناء المستشارين الحاصلين على تقديرات ضعيفة، وبما أنني أشعر بالظلم الذي وقع على المتفوقين فقد كنت مثلهم وحصلت على ليسانس حقوق بتقدير عام جيد جدا وتم استبعادي لصالح الحاصلين على مقبول وكل من يلتحق بكلية الحقوق ويتفوق فيها، حلم حياته العمل بالقضاء (النيابة عامة-مجلس الدولة-النيابة الإدارية-هيئة قضايا الدولة).

ومع كل اختبار يجتازه يزداد حلمه وحلم أسرته، ولكن سرعان ما يبدأ هذا الحلم في الانهيار مع إعلان نتائج التعيين هيئة وراء الأخرى، وفى النهاية يجد الشاب المتفوق أن حلمه وحلم أسرته قد ضاع.

لا تحرموا الهيئات والمؤسسات من هذه الكفاءات والنوابغ، أيضًا لا تقتلوا حلم التفوق لدى هؤلاء الشباب وأمثالهم الذين هم مازالوا في مراحل التعليم، حينما يرون أن الذين سبقوهم وتفوقوا كان مصيرهم الشارع، لابد من تعميق قيم الاجتهاد والانتماء، ثم كيف نطالب الشاب بالانتماء للبلد وهو يرى حقه يسلب منه ويذهب لآخر كل مؤهلاته أنه ابن فلان أو قريب علان؟ يكفى هؤلاء الشباب -وهم غالبا أبناء أسر متوسطة الحال- يكفيهم فخرًا أنهم تغلبوا على كل ظروفهم المعيشية الصعبة واجتهدوا وتفوقوا.

توريث الوظائف كارثة كبيرة على مستقبل البلد ابن المستشار وكيل نيابة، وابن أستاذ الجامعة معيد، وابن السفير سفير، وابن الضابط ضابط، يحدث ذلك حتى ولو كان الأبناء غير متفوقين ولا يستحقون هذه الوظائف، أما أولاد الفلاحين والموظفون المتفوقون إما على المقاهي أو يموتون غرقًا في البحر، وهم مهاجرون بطريقة غير مشروعـة. ولا يمكن أن ننسى الشاب الذي انتحر لعدم تعيينه في الخارجية رغم أنه كان أول كلية الاقتصاد واختبارات الخارجية..

أنا مع استبعاد أبناء جماعة الإخوان وأنصارها لأنهم يكرهون هذا البلد ولا ينتمون إليه، وأنا لست ضد تعيين أبناء المستشارين وضباط الجيش والشرطة ولكني ضد استبعاد المتفوقين من أبناء العمال والفلاحين بسبب ظروفهم الاجتماعية؛ لأن هذا الشرط لو كان قد طُبق في الماضي ما كانت معظم القيادات الحالية في مناصبها الآن بما في ذلك كل رؤساء مصر من عبد الناصر وحتى السيسي..

وختاما أتمنى من رئيس الجمهورية عدم اعتماد أي حركة تعيينات في الوظائف العليا إلا بعد التأكد من تحقق شرطي العدالة وتكافؤ الفرص حتى لا يتحمل نتيجة أخطاء وفساد الآخرين. 
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية