رئيس التحرير
عصام كامل

دعوة مشبوهة !


لست مع الدعوات الأهلية التي أخذت في الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي لتشكيل ما يسمى تنظيم "الثأر لمصر"، للانتقام من العنف الإرهابي الإخواني، وشن حملات دموية ضد من يتحالف معم، أو يناصرهم بالقول وبالفعل، والحق أن مثل هذه الصرخات الشعبية كانت رد فعل متوقعا، بعد أن تكررت التهديدات، والعمليات الإرهابية الموجهة ضد الناس، في سياراتهم، وفي بيوتهم، وفي أبراج الكهرباء، وفي وسائل النقل العامة، فضلا عن الاستهداف القذر لأبنائنا الضباط والجنود في صفوف الجيش والشرطة، ومن الطبيعي أن الآباء وأشقاء هؤلاء الشهداء الضحايا، لم يعد يكفيهم مشاركة الرئيس وكبار رجال الدولة جنازات الدفن وسرادقات العزاء، بل صارت الرغبة في إيلام الطرف القاتل تحتل المساحة الأكبر في صدور المصريين.


يعد هذا الشعور المتنامي منذ مذبحة رفح الأولى، وحتى أحداث ذكرى سنة أولى رابعة، نقلة نوعية تجاه العنف المضاد، وصحيح، أنه عنف لاقتضاء الحقوق، وشفاء الصدور، لكنه، يبقى عنفًا، يرفضه القانون، والمنطق، لأنه سوف يفتح على الوطن أبواب جهنم الحمراء، وسوف يحرج أجهزة الدولة، وكل مؤسساتها التنفيذية، للأسباب التالية:

أولها أن أخذ الحق بالقوة والذراع، عدوان على سلطة الدولة.

وثانيها، أن هذا الإجراء يفتتح المشهد الأول في حرب أهلية ضروس، قامت ثورة يونيو شعبا وجيشا، في الأساس لمنعها، من المنبع !

وثالثها، أن الذئاب حولنا تتحين مثل هذه الفوضي الداخلية لتصب البنزين وتشعل الحرائق، وتزود الطرفين بالسلاح، فينقلبان معا ضد الدولة !

ورابع الأسباب، من يدريك أنها ليست تنظيمات مولودة من بطون الشاطر وتميم وأردوغان والتكفيريين؟

وحتى لو كانت طاهرة من نجاسة كهذه، فمن يضمن استمرار وطنيتها وطهارتها؟ يلفت النظر أيضًا إلى أن هناك تزامنًا بين الظهور العلني الأول لكتائب حلوان المسلحة وإعلانها استهداف الجيش والشرطة في جنوب القاهرة، وبين تدشين ما يسمى "المقاومة الشعبية"، في تحول علني أيضًا للعمل المسلح على يد شباب منتم لجماعة الإخوان، يتلقون الخطط والتعليمات من قيادات الإخوان في السجون، ومن مهندس الإرهاب الهارب في قطر محمود فتحي.

في كل الأحوال، ومع التسليم، ببراءة النوايا، للثأر لمصر، فإن الثقة بالدولة المصرية، جيشا وشرطة وشعبا، دون الخونة، هو ما يحتاجه الوطن في الوقت الراهن، كما أنه من الممكن لكل مصري غيور، يرغب في الثأر، أن يساعد بالمعلومات، وبالمبادرة، وبالعمل، وبوأد الشائعات، وبتقوى الله في البلد وفي الناس، وإشاعة المودة والكلمة الطيبة، والكف عن الألفاظ البذيئة، لأن أخلاقنا، ليست أخلاقنا التي عرفناها، أدبا، وذوقا، وإحساسا، ولطفا، قبل أن تصير إلى مولوتوف وآلي وخرطوش وقنابل!

الثأر الحق لمصر أن نفتتح قناة السويس الجديدة يوم 6 أغسطس 2015، وكل المشاريع الكبرى القادمة.. العمل يحرق كبد عدوك.. أحرقه الآن وفورًا !
الجريدة الرسمية