26 أغسطس.. موسى صبري يكتب: قبل العام الجامعي الجديد
نشرت مجلة الجيل عام ١٩٥٧ بمناسبة تنسيق دخول الجامعات مقالًا بقلم موسى صبرى يقول فيه:
في زحمة الاهتمام بالآلاف من الطلبة والطالبات الذين حالت إمكانيات الجامعات دون قبولهم.. فهل ننسي الآلاف الذين قبلتهم الجامعات؟
هل تدور بنا الأعوام وصرخاتنا تنطلق في أول كل موسم دراسى بترديد نفس المشكلات التي يواجهها الطالب الجامعى المصرى والمطالبة بعلاجها.. ثم لا جديد.
المشكلة الأولى الرئيسية هي كيف تبنى من طالب الجامعة مواطنا صالحا يقدر المسئولية ويحترم الواجب؟.
كيف نجعل طالب الجامعة يعى أن النجاح في الحياة ليس معناه أن يذهب إلى عمله في موعد الحضور وينصرف في موعد الانصراف؟.
كيف تنمى فيه الصلابة في مواجهة الأحداث فلا يخرج إلى الشارع الكبير نصف رجل تجرح خدوده أوراق الورد؟.
كيف نحبب إليه أيام عمره فلا ينطلق إلى سلوك الدنيا حاقدا ناقما يحاول أن ينتزع اللقمة من يد غيره ويعميه السخط عن أن يحاول بنفسه أن يصل إلى لقمته؟.
إن الحديث عن مشكلات الشباب الجامعى يطول إلى أبعد حدود مقال صغير، وقد تعبنا من ترديد الأزمات الجنسية التي يعيش فيها أبناء وبنات الجيل الجديد.
اغماض العين يحجبنا عن المشكلات.. لكن لا يحجب عنا المشكلات، يجب أن نوثق الرباط الروحى والعقلى بين الطالب ومجتمعه في جامعته ومجتمعه الخارجى إن الطالب الجامعى يكاد يكون في عزلة عن المجتمع الخارجى فهو إما طالب يدور كالنحلة من البيت إلى الجامعة وبالعكس وإما طالب عابث يأخذ من الحياة أتفه ما فيها.
لذلك لابد أن تعمل على تحقيق التجاوب أولا بين الطالب وجامعته الصغيرة وجامعة بلاده الكبيرة خارج القبة ليخرج إلى الحياة ملما بمسئولياته.