رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف العربية.. مستشار «حفتر» يزعم: دول الجوار تدرس الخيار العسكري لحل أزمة ليبيا.. انتهاكات صارخة لـ"فجرليبيا" ضد سكان طرابلس.. مبادرة "بري وجنبلاط" لنزع فتيل الأزمة اللبنانية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء، باجتماع وزراء دول الجوار الليبي وانتهاكات حقوق الإنسان في العاصمة طرابلس، فضلا عن مساعي تسوية الأزمة اللبنانية.

دول جوار ليبيا والخيار العسكري
البداية من صحيفة "العرب اللندنية" التي نقلت عن مصادر مقربة من اجتماع وزراء دول الجوار الليبي بالقاهرة، إن رأيا غالبا بين الدول الست يتجه إلى تبني الخيار العسكري لحل الأزمة الليبية إذا لم تثمر جهود الحل السياسي خلال الفترة المقبلة.

وكشفت المصادر أن الدول المعنية قد تضطر إلى الخيار العسكري للحيلولة دون انتقال نشاط المجموعات المتشددة إلى أراضيها خاصة مصر وتونس والجزائر، لافتة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي نفى في تصريحاته الأحد الماضي وجود قوات مصرية في ليبيا، دون أن ينفي فكرة التدخل في المستقبل، مما يعني أن مصر قد تجعله خيارها في الفترة المقبلة.

وفي هذا السياق، توقع محمد بوصيري، المستشار السياسي للجيش الوطني الليبي، أن يتبنى اجتماع دول الجوار الليبي الخطة “ب”، وهي تعني تفويض دول الجوار بالتعامل العسكري مع الوضع في ليبيا.

وأكد بوصيري لـ”العرب”، أن البرلمان الليبي، وهو الجسم الشرعي الوحيد في طرابلس، قد يستدعي دول الجوار الليبي (تونس والجزائر ومصر والسودان والنيجر وتشاد) من أجل الدفاع عن وحدة ليبيا وأمن وسلامة المواطنين وحماية البلاد من خطر الجماعات المسلحة.

وأضاف أن مبادرة جمع السلاح التي تقدم بها وزير الخارجية المصري سامح شكري لن تؤتي ثمارها؛ لأن الوزير يعتقد أنه يتعامل مع وضع مثالي، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي يحاول خلق حالة من الحوار في ليبيا، لكن احتمالات نجاحه قليلة جدًا.

ولفت بوصيري إلى فشل فكرة استدعاء قوات أجنبية دولية، لأن الشعب الليبي لن يقبل بها، لهذا فإن فكرة استدعاء دول الجوار التي تربطها علاقات الدين والثقافة واللغة سوف تكون هي الأفضل.

ونفى بوصيري، الذي يعمل مستشارا سياسيًا مع اللواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة في ليبيا، وجود قوات مصرية تقاتل إلى جانب الجيش الليبي، مشيرا إلى أن القوات الليبية كانت في فترة القذافي تعتبر ثاني أكبر قوة في المنطقة، بعد مصر، وأن جيشها الوطني لا يحتاج إلى تدخل خارجي.

طرابلس في قبضة المتشددين
وفي الشان الليبي اهتمت صحيفة "الشرق الأوسط "، بما يتعرض له سكان العاصمة طرابلس لانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، حيث كشفت مصادر رسمية وسكان تحدثوا لـصحيفة عن فظائع تتعلق بحملة اعتقالات ومداهمات تجرى لليوم الثاني على التوالي في المدينة التي سيطرت عليها قوات المتطرفين التي تقودها مصراتة وحلفاؤها ضمن ما يسمى عمليتي «فجر ليبيا» و«قسورة».

وقال مسئول أمني بطرابلس لـ«الشرق الأوسط»: «نعم هناك حملات تفتيش وتمشيط عن السلاح والسيارات في الأماكن التي يخشى أن يلجأ إليها ثوار الزنتان لاتخاذ أسلوب حرب الشوارع نهجًا جديدا لهم».

وطبقًا لما أكده نفس المسئول، الذي طلب عدم تعريفه، فقد شملت هذه الحملات عدة مناطق سكنية بالعاصمة أبرزها قرقارش وحي الأندلس وقرجي والحي الإسلامي والدريبي وقرية صالح وقرية الساعدي وغوط الشعال والسراج.

وأضاف: «هناك حرق بيوت وتفتيشها وأهلها غير موجودين وهي على الهوية في الغالب لبيوت الزنتان والرجبان، الانتهاكات على البيوت والممتلكات، وبالتأكيد لو وجدوا أحد الزنتان المحاربين أو المشتبه بهم فسوف يعتقل».

وتلقت «الشرق الأوسط» معلومات موثقة عن حرق وإتلاف منازل بعض الشخصيات القيادية في الزنتان والميليشيات المتحالفة معها، بالإضافة إلى مداهمة منازل عدد من المسئولين الحكوميين والناشطين السياسيين في طرابلس بسبب ولائهم السابق للزنتان.

وقال سكان وشهود عيان إن منزل عبد الله الثني رئيس الحكومة الانتقالية المناوئ للمتطرفين في طرابلس، جرى اقتحامه وإحراقه ضمن ما وصفوه بعملية انتقام واسعة النطاق تنفذها القوات التي أعلنت سيطرتها قبل يومين على العاصمة طرابلس ومطارها الرئيسي الدولي.

إلى ذلك، كشفت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أسباب تعرض ميليشيات الزنتان وجيش القبائل المتحالف معها لهزيمة أجبرتها على التخلي عن مواقعها في منطقة مطار طرابلس، التي أصبحت تحت سيطرة قوات مصراتة وحلفائها.

وأوضحت المصادر أن مقاتلي الزنتان تأخروا إلى تخوم منطقة ورشفانة، لافتة إلى أن ما حدث هو انسحاب إجباري، وأضافت: «لم يكن لهم من خيار إلا الانسحاب، فقد تكثف عليهم القصف من كل جانب ومن عدة محاور، وتخلى أغلب المقاتلين من غير الزنتان عنهم خاصة من كتيبتي الصواعق والقعقاع».

وتابعت: «يمكن اعتبار ما حدث هزيمة، لأن القصف تكثف عليهم من عدة محاور وتمت مهاجمتهم من الشمال والغرب والجنوب، ولم يبق لهم إلا التراجع إلى تخوم منطقة ورشفانة، خاصة أن أغلب المقاتلين من ترهونة والجميل وراقدالين ممن يعملون تحت قيادة كتبيتى القعقاع والصواعق انهزموا وهربوا من القتال فبقي الزنتان وحدهم مع بعض المقاتلين من التبو والطوارق والأفارقة.

لبنان.. ونزع فتيل الأزمة
وفي الشأن اللبناني نقلت مصادر سياسية مطلعة في بيروت لصحيفة «عكاظ» السعودية، أن التحرك الذي يقوم به الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط هو الفرصة الأخيرة للوصول إلى تسوية على صعيد ملف رئاسة الجمهورية وإلا فإن الأمور في حال فشل هذه المساعي متجهة إلى مزيد من التصعيد ومفتوحة على كل الاحتمالات الأمنية والاقتصادية والسياسية.

وختمت المصادر بالقول: «الرئيس بري والنائب جنبلاط يشعران بالخطر الكبير وأن فشل التمديد لمجلس النواب سيكون انتحارا لفكرة الدولة وبداية الدخول بالمجهول».

من جهته، أكد عضو اللقاء الديمقراطي النائب غازي العريضي، أن النائب وليد جنبلاط يركز في لقاءاته على ضرورة الخروج من المأزق والفراغ في رئاسة الجمهورية للعودة إلى الممارسة الطبيعية في المؤسسات. 

وسأل العريضي، إذا كانت هناك ثمة تعقيدات ألا نتحرك؟ بالعكس التحرك مطلوب في ظل المشاكل والتناقضات والمواقف الجامدة لأنه لا بد من حوار لإنتاج الأفكار المطلوبة.

فيما أشار عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري، إلى أنه يجب تحصين الداخل من خلال تقوية المؤسسات الدستورية وانتخاب رئيس ودعم الجيش والقوى الأمنية بشكل كامل وواضح وسحب الثغرات والذرائع وأولها المستنقع السوري الذي تورط فيه بعض اللبنانيين، لافتًا إلى أنه لا بد من التكاتف وتخفيف لغة التخوين والعودة إلى الدستور والأسس الوطنية والابتعاد عن التشنج.

ولفت حوري، إلى أن التواصل قائم بين قوى 14 آذار وتيار «المستقبل»، وأيضًا التواصل مستمر مع مكونات قوى 8 آذار، ومسئوليتنا جميعًا توجب أن نتحمل المسئولية والتعالي عن التفاصيل الضيقة، مضيفًا أنه جاء الوقت للعودة إلى الدستور وتفعيل المؤسسات.
الجريدة الرسمية