رئيس التحرير
عصام كامل

«المفاوضات على كف عفريت»..خلافات حادة بين مصر وأديس أبابا تهدد بفشل مباحثات «سد النهضة» بالخرطوم..اللجنة الثلاثية تشعل فتيل الأزمة.. و«القاهرة» تطالب إثيوبيا بتوضيح مخاوف

جانب من مفاوضات سد
جانب من مفاوضات سد النهضة بالخرطوم

يبدو أن المفاوضات الثلاثية المنعقدة بفندق السلام روتانا بالعاصمة السودانية «الخرطوم»، التي بدأت اليوم الإثنين، والتي يشارك فيها وزراء الموارد المائية والري من دول«مصر، السودان، إثيوبيا» على كف غفريت، بسبب التعنت الإثيوبي ورفضه المطالب المصرية بتوضيح مخاوفها من ارتفاع وسعة المشروع الضخم الذي يهدد حصة مصر التاريخية من مياه النيل.


وتوقع المشاركون في المباحثات أن يكون غدا الثلاثاء يوما صعبا في المفاوضات إذا لم تتوصل الدول الثلاث إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، وتوقفت إثيوبيا عن تعنتها، ورغبتها في إقامة السد على حساب دول المصب.

خلافات حادة
أكدت مصادر مطلعة بالوفد المصري المشارك في اجتماعات سد النهضة بالعاصمة السودانية «الخرطوم» أن المفاوضات تمر بمرحلة حرجة جدا، لاسيما في الجلسة المسائية التي انتهت منذ قليل.

يوم صعب
وأوضحت المصادر أن الخلاف يتعلق بآلية حل الخلافات التي قد تظهر خلال عمل اللجنة الثلاثية المزمع تشكيلها لاستكمال الدراسات الهيدروليكية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية للسد، مؤكدا احتمالات ظهور خلافات في جولة المفاوضات الثانية غدًا الثلاثاء.
وأشارت المصادر إلى أن المرونة التي اتسم بها أعضاء الوفد الإثيوبي في بداية الاجتماعات تحولت إلى تعنت، وبدا ذلك خلال خروج أعضاء الوفود الثلاثة الذين رفضوا الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام.
وأشار إلى أن وزير الري المصري سيجتمع بأعضاء وفده للاتفاق على كيفية مواجهة التعنت الإثيوبي المتوقع غدا.

مفاوضات مشروطة
يذكر أن وزير الري الإثيوبي، أليماهو تيجنو، شدد خلال كلمته، صباح أمس، على عدم التطرق إلى أي موضوعات بعيدة عن هدف الاجتماع، وهو تشكيل اللجنة الوطنية الثلاثية، فيما طالب الوزير المصري بالرد على المخاوف المصرية الخاصة بأبعاد السد، ومعدلات الأمان، وسنوات الملء والتخزين، وقواعد التشغيل.
وأعرب الوزير الإثيوبي، عن استعداد بلاده للاستخدام المتساوي لمياه النيل دون إلحاق ضرر بأي طرف، خاصة مصر والسودان، وهو ما اعتبره مراقبون مصريون اعتراضا على الاتفاقيات التاريخية الخاصة بحصص المياه، خاصة اتفاقية 1959.

أزمة مائية
وأشار الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري خلال كلمته الافتتاحية بالمفاوضات اليوم إلى أن مصر تشهد جفافا وندرة في مياه الأمطار مقارنة بأي دولة من دول الحوض، ولها وضع خاص يختلف عن باقي الدول وزاد قائلا: "أعتقد أن جميع الدول تشاركنا نفس المخاوف بشأن تأثير عملية بناء وملء وتشغيل السد"، مؤكدا أن التعاون والتنسيق هما أفضل الطرق لتحقيق الأهداف الإنمائية في دول حوض النيل، وزاد قائلا: "إننا نعول على دعم قوي من جميع الأطراف بهدف التوصل إلى اتفاق يمكن أن يحقق الرفاهية لجميع شعوب المنطقة ويكون نموذجا على أساس أن المياه تعد حافزا وليست مصدرا للصراع".

الفرصة الأخيرة
وأكد معتز موسى، وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني، إنه حان الوقت للتوصل إلى اتفاق حول «سد النهضة» لتحقيق وتعزيز التعاون المشترك بدول حوض النيل، مشيرا إلى أن هناك قضايا ملحة ستحل ضمن روح التعاون بدلا من انعدام الثقة.
الجريدة الرسمية