تقسيم مصر
أخشى ما أخشاه، أن نكون مشاركين فى مخطط تقسيم مصر دون أن ندرى، فقد أعلنت بورسعيد انفصالها عن مصر وتكوين مؤسسات موازية، وبدأت بقسم شرطة علقت فوقه لافتة "الشعب فى خدمة الشعب"، وفى الطريق محافظة الغربية والعصيان المدنى يجتاح مدنا كثيرة تمهيدا لاستقلالها عن مصر، والأخطر ما أعلنته حركة "كتالة"، النوبية المسلحة عن عقدها اتفاقا مع جبهة "كوش" السودانية لتوحيد أراضى النوبة تمهيدا للانفصال عن الوطن.
خطة الصهيونية العالمية تتركز على تفتيت الدول العربية، وقد بدأت بالعراق بين السنة والشيعة والتركمان والأكراد لكل منهم إقليم، ثم اتجهوا إلى لبنان الجنوب للشيعة وحسن نصر الله وأجزاء للمارونيين وأخرى للسنة وغيرها للأقباط، وسوريا الآن تشهد ذات السيناريو وقد انقسمت السودان بالفعل إلى دولتين دولة الشمال ودولة الجنوب.
ذات السيناريو يتم فى مصر الآن، عزل سيناء بقرارات حظر تمليك الأراضى للقبائل البدوية وتفتيت مدن القناة، تمهيدا لفرض الوصاية الدولية على قناة السويس باعتبارها شريان ملاحة دولى، وبث الفتنة الطائفية فى صعيد مصر باختطاف أربع فتيات قبطيات فى المنيا على سبيل المثال وغيرها من أحداث مماثلة فى أسيوط وسوهاج، بل امتد الأمر إلى محافظة قنا بافتعال حروب بين العرب والهوارة، القوتان الأكبر هناك.
الكارثة الكبرى، أننا غافلون عن هذا المخطط ويشمت كثيرون فى انفصال بورسعيد ثم الغربية وفى الطريق الدقهلية ومدن القناة وسيناء والنوبة وقنا كنكاية فى الإخوان وإعلانا لفشلهم فى إدارة مصر، بينما ندخل جميعا فى نفق مظلم ونحن مغيبون.
إن لم تتوحد مصر فقل وداعا لأم الدنيا.