رئيس التحرير
عصام كامل

لا تلتمسوا لمرسي الأعذار!


على غرار ما فعل البعض مع الملك فاروق حينما التمسوا له الأعذار وحاولوا إلقاء كل مسئولية أخطائه وخطاياه على حاشيته، أخشى أن البعض يحاول الآن فعل ذات الأمر مع الرئيس الأسبق محمد مرسي وذلك بإلقاء مسئولية أخطائه وخطاياه على قيادة جماعته، سواء مكتب الإرشاد أو الشاطر والمرشد!


نعم نحن نعرف أن مرسي كان يحتل مكانة متأخرة في قيادة الجماعة، ونعرف أيضا أنه كان دائم السمع والطاعة داخل الجماعة منذ أن انضم إليها.. ونعرف كذلك أن قيادة الجماعة هي التي كانت تحرك مرسي وهو رئيس وترسم له سياساته وتصوغ له قراراته وتكتب له أيضا خطبه، بل ربما كانت تختار له ملابسه التي يرتديها، وهذا ما تكشف عنه أحاديثه التليفونية المسجلة مع أحمد عبد العال، والذي حدد له أن يرتدي ربطة عنق في لقاء له مع محطة بي بي سي قبيل ٢٥ يناير.

ولكن ذلك ليس معناه إعفاء مرسي من أية مسئولية على ما ارتكبه حكمه من أخطاء وخطايا.. فهو ليس الحمل الوديع الذي غررت به قيادة جماعته، أو ليس الرئيس الذي كان يسعى للإفلات من قبضة جماعته والانفتاح على كل القوى السياسية والتعامل بشكل طيب مع مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية.. مرسي لم يكن مغلوبا على أمره ولم تكرهه جماعته على شيء كما يحاول البعض الآن الترويج لذلك.. وإنما كان هو تمثيل لأوامره وتعليمات جماعته عن اقتناع، وبالتالي كان يقبل مثلا أن يسمح له محمود عزت مساء بالموافقة على دعوة وزير الدفاع السيسي وقتها بدعوة ممثلي القوى السياسية لتخفيف حدة الاحتقان مع مؤسسة الرئاسة، ثم يقبل في اليوم التالي اعتراض عزت على إتمام الدعوة!

وأرجو من هؤلاء الذين يتحدثون اليوم عن إكراه مرسي من قبل جماعته على عقد مكتب إرشادها داخل القصر الرئاسي وجلوس المرشد في مقعد الرئيس ألا يتجاهلوا أن مرسي كان في الأسابيع الأولى من حكمه يجتمع يوميا مع الشاطر وبديع في منزل الأول مساء.. أي إنه كان يمتثل طوعا وعن اقتناع وليس كرها.. ورغم أنه لم يكن يفكر أو يطمح في الترشح للرئاسة فإنه قبل أن يكون مرشحا عندما طلب منه، ويعرف أنه ما كان في مقدوره أن يكون رئيسا دون جهد ودعم ومال جماعته بالإضافة إلى تزويرها أيضا!
وبالتالي فهو منذ اللحظة الأولى لدخوله القصر الرئاسي وطوال عام قضاه داخله لا يخالف أوامر قادة جماعته، فهو كان يعرف قدره.. ولذلك كفوا عن التماس الأعذار له فهو شريك في كل جرائم الإخوان.
الجريدة الرسمية