رئيس التحرير
عصام كامل

موسم الهجرة إلى السماء.. أيام مع العمالقة! (2 )


ملخص مقال الأمس يقول: "رحل في أسبوع واحد تقريبًا ثلاثة من ضيوفنا عن برنامجنا "ضي الليل" أحد أشهر برامج الأولى المصرية قبل انتشار الفضائيات بشكلها الحالي..
البرنامج الذي بدأ في 2002 واستمر لسنوات وقدمته الإعلامية القديرة عزة مصطفى وأخرجته مها راغب وترأسنا تحريره، استضاف القمم المصرية والعربية في كل المجالات.. منهم الثلاثة الكبار الذين تركونا الأسبوع الماضي بعد أن أدوا واجبهم تجاه وطنهم وأهلهم، لكن عزاؤنا أنهم في مكان أفضل مما نحن فيه وعند من هو خير منا.. وهم رسام الكاريكاتير الأشهر مصطفى حسين وأفضل وزراء التموين في مصر الدكتور أحمد جويلي والشاعر العربي الكبير سميح القاسم".


في يوم التصوير وقد اتفقنا على التسجيل في دار الأوبرا.. وفي المساء وعند وصول الفنيين قبلنا كالعادة وهناك فوجئوا بعدد كبير من الأنشطة يملأ المكان.. وصخب وضجيج وفنانين ومطربين وأغانٍ ومهرجان كبير.. ورغم أن الأوبرا واسعة فإن الأصوات تصل من كل مكان، فضلا عن أن التجهيزات والكهرباء ليست متوفرة في كل مكان.. وسألنا مسئولي الأوبرا: "لماذا وافقتم على التصريح لنا أن كانت الدار مشغولة هكذا ؟ رد المسئول أنه تصور أننا سنسجل بالنهار..!! قلت كيف سنسجل بالنهار والبرنامج اسمه "ضي الليل" ؟؟!

كان لابد من إبلاغ مصطفى حسين الذي وصل بالفعل.. وذهب في وصلة ضحك طويله.. إلا أننا اتفقنا على تتأجيل الموعد واختار نادي العاصمة بجاردن سيتي.. وهناك استكمل في طيبة نادرة ذكرياته وأحاديثه واندهش من دهشتنا عندما عرفنا أنه تجاوز السبعين..!! 
فلم تكن السن تبدو عليه على الإطلاق.. وهناك كان يتعامل وكأننا ضيوفه في بيته.. وكان عصير الليمون بالنعناع أفضل ما يمكن تقديمه في نادي النخبة المصرية كما يسمونه.. وكانت حلقة من أجمل حلقات البرنامج.. حوارا وموضوعا وتصويرا وروحا.. رحم الله المبدع الراحل مصطفى حسين..

عند الدكتور جويلي نتوقف قليلا.. كان الرجل قد ترك الوزارة أو للدقة "اتركها" بعد تشكيل وزارة عاطف عبيد.. وذهب ليتولى رئاسة منظمة الوحدة الاقتصادية العربية على أمل تنشيطها في طريق التضامن العربي.. إلا أنه كان لا يزال في صدمة الاستبعاد الكبير.. 
كان قد خاض معارك كبيرة لإصدار قانون منع الاحتكار.. وقانون تعريب عناوين المحال والشركات الأجنبية أو العربية التي تحمل اسما أجنبيًا.. واجتمعت قوى الفساد عليه.. ولأنه شريف ولا حل معه لا بالشائعات ولا بالإفساد.. كان الحل أن تصل قوى الفساد بنفسها إلى رئاسة الحكومة.. وتطلب تغييره هو شخصيًا وبالاسم..
قيل إنه يقوض أداء وزارات أخرى.. وقيل إنه يحارب الاستثمار.. وقيل إنه يتبع سياسات تغضب أمريكا.. والصدق أنه كان يغضب رجال أمريكا جدًا ولم يحمه مبارك الذي وعده بالحماية وخرج متحسرًا على ذنب لم يرتكبه !

الدكتور جويلي.. وهو الرقيق الهادئ المهذب أرهقنا جدًا للتصوير ولتحديد موعد للتسجيل معه.. إلا أننا قلنا له عبارة واحدة كادت أن تبكيه وحدد الموعد على الفور وجاء بسببها قبل الموعد بل قبل طاقم البرنامج كله...!! فماذا قلنا له ؟؟؟ غدًا سنقول لكم !
الجريدة الرسمية