كوارث المرور في جنوب سيناء 2013.. 324 حادثة.. وفاة 100 مصريا وإصابة 778 آخرين بينهم 18 أجنبيا.. وضحايا الحافلتين الأخير أكثر من ثلث ضحايا العام الماضي
تكشف الأرقام الرسمية الصادرة من مركز العمليات وإدارة الأزمات بديوان عان محافظة جنوب سيناء عن أن نزيف الإسفلت لا يتوقف وأن حوادث الموت على الطرق بجنوب سيناء والبالغ عددها 152 طريق سريع و172 طريق داخلي تحصد الأرواح بلا هوادة.
وتشير الأرقام إلى أن إجمالي الحوادث بالمحافظة خلال عام 2013 بلغ 324 حادثة منها 142 حادثة تصادم و182 حادثة انقلاب وأسفرت عن وفاة 100 مصريا وإصابة 796 آخرين منهم 18 أجنبيا.الأمر الذي يستلزم ضرورة وسرعة إعادة معاينة وتقييم الطرق بجنوب سيناء وخاصة طرق شرم الشيخ الدولي والذي شهد المئات من الحوادث وآخرها الحادث المروع ولذي أودى بحياة نحو 35 شخصا وإصابة 41 آخرين إثر تصادم حافلتين على بعد 50 كم اتجاه مدينة شرم الشيخ.
ضحايا تصادم الحافلتين
ومقارنة بين الإحصائيات الخاصة بحوادث الطرق لمدن المحافظة عام 2013 وحادث تصادم الحافلتين الأخيرة نجد أن عدد حالات الوفاة بالحافتين يعادل أكثر من ثلث حالات الوفاة في عام بأكمله وهو عام 2013.
و من أكثر المناطق التي تكثر فيها الحوادث منطقة ملفات مدينة أبوزنيمة ثاني مدن جنوب سيناء بعد مدينة رأس سدر بنحو 80 كم، وتبلغ مسافة تلك الملفات 22 كم، وهي شديدة الخطورة لكثر المنحنيات بها فضلا عن أن الطريق فردي وليس مزدوجا.
و"لم يجد المسئولون عن الطرق بالمحافظة حل لهذه المشكلة سوى عمل مطبات صوتية لتنبه السائق طوال مسافة الــ 22 كم. وإذا تم تفادي منحنيات أبوزنيمة، عليك عزيزي قائد السيارة أن تنتبه جيدا يمينا ويسارا فقد تفاجئك بعض الجمال وتعترض طريقك وما أكثر الجمال الضالة في الصحراء ليلا ونهارا دون رادعا لأصحابها.
أسباب الحوادث
وما أكثر الحوادث التي وقعت من جراء جمال اعترضت الطريق فجأة مع اختفاء الإنارة ليلا وقلة اللوحات الإرشادية وغياب تواجد المرور، فأنت تسير في صحراء فضلا عن أن "المسافة بين المدينة والأخرى قرابة المائة كيلو متر. ثم نأتي إلى طريق ( دهب – نويبع ) وتبلغ مسافته 70 كم، ويطلق عليه مواطنو جنوب سيناء «طريق الموت»، بعد أن حصد أرواح الكثير من المواطنين وسالت عليه دماء عشرات المصابين خلال الفترة الماضية، ليكون أخطر الطرق الجبلية بالمحافظة لوجود منحدر شديد الانحدار تبلغ مسافته 17 كم ينتهي عند مدخل مدينة نويبع يسمى طريق " الصاعدة ".
أهالي مدينة نويبع يؤكدون أن أي سائق غريب لا يعرف المكان مع شدة سرعة سيارته تؤدي إلى انقلابها. بينما يرى البعض من أهالي نويبع أن حل المشكلة في غاية البساطة إذا كلف مجلس المدينة أحد اللوادر بوضع رمال على مسافة 500 مترا فقط من نهاية المنحدر وتسويتها حتى الجبل سوف يقلل الرمل من اندفاع السيارة وهو أفضل من الحديد الذي يوجد في الملفات مع ضرورة ردم بعض الحفر بالرمال الموجودة على المنحدر.
مطالب الأهالي
"تزايدت مطالب مواطنو وسائقو جنوب سيناء بضرورة الإسراع في تنفيذ مشروع ازدواج الطرق الفردية، بعد ارتفاع عدد الحوادث التي تشهدها المحافظة، والتي أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا شهريًا، وفى صدارة هذه المدن شرم الشيخ يليها طور سيناء ثم رأس سدر وجاءت مدينة كاترين في مؤخرة القائمة.
وأكد الدكتور خالد أبو هاشم مدير عام مرفق إسعاف جنوب سيناء على أن أكثر المناطق التي تحدث بها حوادث السيارات طريق شرم الشيخ – الطور، ودهب – نويبع ومنطقة الـــ 60 كيلو ما بين طور سيناء ومفارق سانت كاترين ومنطقة ملفات أبو زنيمة ومنطقة النبي صالح. أبو هاشم أعلن أن هناك بعض النقاط على الطرق لتغطية كل الحوادث والعمل على إنقاذ المصابين عن طريق سيارات مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية وأيضا للحد من عدد الوفيات.
فيما قال العميد جمال المهدي مدير مديرية الطرق بالمحافظة أن مشكلة الطرق في جنوب سيناء متمثلة في أن كثير من الطرق لا يوجد بها ازدواج من نفق الشهيد أحمد حمدي حتى طابا فيما عدا طريق شرم الشيخ – دهب. المهدي أكد على استمرارية المخاطبات والاجتماعات المشتركة مع المسئولين بوزارة النقل لبحث كل مشاكل الطرق والمرور بالمحافظة.
وأشار المهدي إلى أن عملية ازدواج الطريق مكلفة للغاية معللا بأنه يتم قطع كميات كبيرة من الجبال مضيفا أن الوزارة تشترط للموافقة على ازدواج الطريق أن يكون معدل المرور كبير وهو ما لا يتوافر حتى الآن في الطرق بالمحافظة نظرا لقلة كثافة المحافظة.
وكشف المهدي عن وجود طريق جديد تسعى المحافظة إلى الموافقة عليه من قبل وزارة النقل وهو طريق طور سيناء – كاترين مرورا بوادي حبران وتصل مسافته نحو 60 كم بتكلفة 250 مليون جنيه ويعتبر أحد محاور التنمية بالمحافظة لربط العاصمة بكاترين مما يساعد على تنشيط الحركة السياحية الدينية فضلا عن توفيره مسافة 80 كم.
كما كشف المهدي عن أن وزارة النقل وافقت على ازدواج الطريق بعد نفق الشهيد أحمد حمدي بطول 110كم اتجاه رأس سدر.