رئيس التحرير
عصام كامل

"داعش" يمول أنشطته بنهب البنوك وتجارة المخدرات.. "القاعدة" باليمن يتوسع في الاختطاف كوسيلة للحصول على الأموال.. تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على آبار النفط.. ويبيع المسيحيات والإيزيديات بسوق "نينوي"

تنظيم داعش
تنظيم داعش

قال تقرير صادر عن المركز الإقليمي للدراسات بالقاهرة إن التنظيمات الإرهابية بدأت البحث عن مصادر تمويل ذاتي، بعد تجفيف منابعها الخارجية، ومنها التجارة في المخدرات والفدية.


وبحسب التقرير فإن التنظيمات الأصولية بدأت الاعتماد على آليات تمويل جديدة، منها الاستفادة من عوائد عملیات الاختطاف، والاستیلاء على الآبار والمصادر النفطیة في المناطق التي تخضع لسیطرتها، وعملیات السطو المسلح، وسرقة البنوك والمصارف، والتجارة في المواد المخدرة، وفرض الجزیة والابتزاز المالي، والإتجار في البشر.

مصادر متعددة
وكشف التقرير أن الجماعات الإرهابية لجأت إلى مصادر غير تقليدية لتمویل أنشطتها، مع اتساع مناطق نفوذها بعد تمدد تنظیم "الدولة الإسلامیة" داعش، وتصاعد نشاط الجماعات الإرهابیة المسلحة في لیبیا وجنوب الیمن وبعض المناطق السوریة.

فدیة الاختطاف
اتسع الاعتماد على عمليات الخطف في تمويل الإرهاب بمناطق متعددة، منها لیبیا والمناطق الجنوبیة في الیمن، بهدف الحصول على فدیة مالیة مقابل إطلاق سراح المختطفین.

ویعتبر تنظیم القاعدة في الیمن الأكثر اعتمادًا على الخطف كأداة للحصول على أموال، فوفقًا لتقریر حدیث صادر عن صحیفة "وول ستریت جورنال"، نقلًا عن وكیل إدارة مكافحة الإرهاب في وزارة الخزانة الأمریكیة، دیفید كوهين "إن أموال الفدیة التي حصلت عليها الجماعات الإرھابیة في الفترة ما بین 2012 و2014 بلغت 120 ملیون دولار، علمًا بأن فرع تنظیم القاعدة في الیمن وحده حصل على ما لا یقل عن 20 ملیون دولار من تلك الأموال".

وفي لیبیا أیضًا تنشط عملیات الخطف لرجال أعمال ومسئولین، ثم نقلهم بعد ذلك إلى درنة المعروفة بسیطرة الجماعات المتطرفة عليها، وهناك يتم الإفراج عنهم بعد مقایضتهم بمبالغ مالیة كبیرة، تسهم بشكل كبیر في تمویل أنشطة التنظیمات الإرهابیة.

ومع استیلاء داعش على مناطق واسعة في العراق، اعتمد التنظیم على الفدیة لا سیما مع الأیزیدیین، إذ طالبهم التنظیم بدفع مبلغ 1.2 ملیون دولار، مقابل إطلاق سراح 24 فردًا تم اختطافهم في یونیو الحالي.

النفط
وقال التقرير إن الاستیلاء على آبار النفط وتصدیره من الآليات المهمة لتمويل التنظيمات الأصولية، وتبنى داعش، استراتیجیة السیطرة على آبار النفط، والاستیلاء على إنتاجه، ثم بیعه، للاستفادة من عوائده، وهو ما حدث في حالتي سوریا والعراق.

وسیطر "داعش"، في 2 أغسطس الحالي على حقلي "عین زالة" و"بطمة" في جنوب كركوك، وتبلغ طاقتهما الإنتاجیة الإجمالیة 30 ألف برمیل یومیًا من النفط الخام الثقیل، كما سیطر على جزء من مسار خط أنابیب تصدیر النفط إلى میناء "جيهان" التركي.. وعلى الرغم من عدم وجود تقدیرات رسمیة حول إجمالي سیطرة داعش على المناطق النفطیة في العراق، فإن هناك بعض التقدیرات التي تشیر إلى سیطرة التنظیم على نحو 17% من المناطق النفطیة.

وفي سوریا، ووفقًا لتقدیر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن التنظیمات المعارضة السوریة المسلحة تسیطر على ما یقرب من 60 ألف برمیل نفط من إجمالي الإنتاج السوري.. واللافت للانتباه في هذا السیاق، أن عوائد النفط أصبحت تمثل أحد أهم مصادر تمویل داعش، فوفقًا لتقریر المركز العالمي للدارسات التنمویة البریطاني، فإن عدد الحقول النفطیة التي تخضع لسیطرة التنظیم في كل من العراق وسوریا وصل إلى 22 حقلًا تضم احتیاطًا ما يقدر بـ20 ملیار برمیل.

النهب
ومع اتساع نطاق الفوضى وخروج العدید من المناطق عن سیطرة الدولة، بدأت المجموعات الإرهابیة في الاعتماد على سرقة أموال البنوك والمصارف، في كل من العراق والیمن ولیبیا، ففي العراق، استطاع تنظیم داعش، في یونیو الماضي، بعد دخول الموصل واقتحام بعض البنوك، الاستیلاء على مبالغ مالیة تصل، وفقًا لبعض التقدیرات، إلى 425 ملیون دولار.

كما سارت التنظیمات الإرهابیة في لیبیا على النهج ذاته، فقد تعرضت مصارف لیبیة عدیدة للسطو، خاصة مصرف "شمال اأفریقیا" الواقع بوسط مدینة سرت، ومصرف "الجمهوریة" بوادي الشاطئ، خلافًا للسطو على سیارات نقل الأموال.. وتكرر الوضع ذاته في الیمن على خلفیة قیام أتباع تنظیم "أنصار الشریعة" باقتحام بعض المصارف في مدینة القطن بحضرموت.

المخدرات
ويعد الإتجار في المواد المخدرة وتأمین مسارات التهریب من أهم مصادر تمویل أنشطة الجماعات الإرهابیة بحسب التقرير، فعلى سبیل المثال، یوفر تنظیم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الحمایة لمهربي الكوكایین القادمین من الصحراء الأفریقیة والمتجهین إلى الدول الأوروبیة مقابل الحصول على مبالغ مالیة.

ومن بين مصادر التمويل غير التقليدية فرض الجزیة والابتزاز المالي للمسیحیین، وتمثل الحالة السوریة نموذجًا لذلك، خاصة بعد سیطرة تنظیم "داعش" على مساحات واسعة في شرق سوریا، وإعلانه تطبیق الشریعة الإسلامیة في المناطق التي تخضع لسیطرته، ففي مدینة الرقة فرض داعش على المسيحيين مبالغ مالیة تساوي 17 غرامًا من الذھب للطبقة الغنیة منهم، ونصف ھذه القیمة لمتوسطي الحال.

الإتجار بالبشر
وانتشر الاتجار بالبشر في حالة التنظیمات الإرهابیة في العراق، فوفقًا لتصریحات المتحدث باسم الهلال الأحمر العراقي، محمد الخزاعي، في 8 أغسطس الحالي، فإن میلیشیات داعش خطفت النساء المسیحیات الأیزیدیات وباعوهن في الأسواق بمدینة نینوى كـ"سبایا" و"جوار" مقابل مبالغ مالیة وصلت إلى 150 دولارًا للمرأة الواحدة.
الجريدة الرسمية