بالفيديو والصور.." شارع النحاسين " معقل الحرف اليدوية.. الورش تتحول إلى خلية نحل لا تنقطع عن العمل.. عمال النحاس يشرحون طريقة صناعة " قدر الفول ".. عم سيد: تحولت إلى الألومنيوم بعد 20 سنة نحاس
في شارع " النحاسين " أحد شوارع قاهرة المعز الشهيرة بقلب مصر الفاطمية، تطالع عيناك حرفيين وصناع انتشروا كخلية نحل داخل ورشهم كل يعمل باجتهاد تستقبل أذنك أصوات المطارق المتناغمة على الأسطح المعدنية والنحاسية لتتشكل في النهاية إحدى المنتجات اليدوية التي اشتهر بها الشارع بدءا من عريات الكبدة وشوايات الأسماك إلى الحلل والقدور والصفايات.
الشارع بأكمله يحمل تراث أجيال امتد لمئات السنين، منازل بطراز ونقوش قديمة تحمل عبق التاريخ وأصالة الماضى، قدور نحاسية ومعدنية، عربات الكبده وشوايات الأسماك، مآذن المساجد، كل ما يتم تصنيعه من نحاس ومعادن تجده معروضا على جانبي الشارع، كل قطعة منها تدل على مهارة فائقة ودقة في التصنيع.
ورش متعددة
فيتو كانت هناك ترصد أحوال الورش والحرف المنتشرة داخل الشارع، حيث الورش متجاورة يجلس أصحابها كل منهم في خاصته منهمك في طرقه على قطع الحديد والنحاس لتشكيل تحفته الخاصة، مهارة عالية تلحظها أثناء العمل وإتقان وحرفية على أكمل وجه.
البداية كانت مع "أحمد باسم" أحد وارثي صنعة عربات الكبدة وشوايات الأسماك أبًا عن جد بشارع النحاسين، فيقول " أنا بشتغل دلوقتي على حسب حجز المطاعم والفنادق أعملهم شوايات وكراسي ستانلس بس مش بشتغل غير في الاستانلس وبياخد مني بالكتير يومين ".
عربات الكبدة
وفي السياق ذاته يقول "الحاج محمد" - صاحب ورشة لصناعة عربات الكبده - " إحنا بنبدأ بـ "شاسيه العربية " وفيها بيتم تقطيع الحديد حسب المقاسات المحددة وبعد كده تبدأ عملية اللحام، مضيفًا " الشاسيه بتبقى خاماته مصري وبندخل فيه الكروم أو الاستانلس ودول مستوردين ".
مش هشتغل غير نحاس
ويقول " عم علاء " الذي كان منهمكا في الطرق لتصنيع " قدرة فول " نحاسية والذي احتفظ بتراث العائلة ورفض التخلى عن صنعته رغم اتجاه الأغلبية إلى شراء القدور المعدنية فيعبر قائلًا " أنا مش هشتغل غير نحاس ".
البلدى والدمياطى
ويشرح "محمد حسن" مراحل تصنيعه لـ " كبشة " الفول، فهي تتكون من كف نحاس ويد ستانلس، موضحا الأختلاف في أنواع النحاس المستخدم " فيه نوعين نحاس أحمر وأصفر وفيه منه بلدي ودمياطي"، مشيرًا أن الإقبال يكاد يكون معدوما على النحاس بعد زيادة أسعاره واتجاه الناس إلى الأواني المعدنية، حيث أصبح شراؤه يقتصر على الزينة أو "تدميس " الفول بسبب جودة القدور النحاسية عن المعدنية في تسوية الفول.
الألومنيوم أفضل
أما "عم سيد" أحد نحاسين " المعز" منذ 20 عامًا، فقد اتجه إلى استخدام الألومونيوم بدلًا من النحاس بعد اندثار الطلب عليه قائلًا " أنا بعمل الحلل والكبشة والمصافي وحلة الحجر بتاعة الطعمية " مشيرًا إلى أن فترة عمله بالنحاس تعد من أفضل الأوقات التي عمل فيها قبل اتجاهه إلى الألومنيوم.