أجازة منّي !!
أنا واصل... لأ دي مش صفتي... ده اسمي... اسمي واصل مشغول المستعجل.... أنا من عيلة كبيرة أوي... فيها المدير والموظف والدكتور والمحاسب والمحامي... وكلنا على إختلاف شغلاتنا لكن نجتمع في حاجة واحدة مهمة، وهي إن تسمية عيلتنا وصف لمشكلتنا... مستعجلين... دايما مستعجلين وعلى الوقت قلقانين وعلى الشغل ملهوفين..
عندك أنا مثلا مهما عملت أوأنجزت، دايما حاسس إنه مش كفاية... لسه لازم أشتغل كمان، ولازم ألحق أوام... ألحق إيه؟ مش متأكد... بس لازم ألحق وخلاص النهارده عيد... أيوه عيد... عيد إيه؟ عيدي... لأ مش عيد ميلادي... لأ مش عيد جوازي..
النهارده عيد البشويش... إيه البشويش ده؟ ده أجازة... أجازة مني... أجازه من جريي، إستراحة من ساعتي... ساعتي سيبتها في البيت... وبكل جراءة نزلت ومشيت...مشيت مشيت مشيت... مشيت للنادي... ومشيت في النادي الساعة ستة الصبح..
ياااااه، مارحتش النادي من عشر سنين... شفت نفس الناس اللي كنت باشوفهم في النادي الصبح بدري من عشر سنين... شفتهم لسه الصبح ماشيين... يمكن مش نفس الأشخاص بالضبط بس نفس الإبتسامة... أيوه فاكرها... عارفها... الإبتسامة الهادية اللي بترد التحية للشمس... شمس الصبح... شمس الصبح بدري اللي بتقول صباح الفل، أيوه أنا جايه أهه، هأظهر على شاشة السما بعد شوية صغيرين، بس إنتو إستنوا شوية يا حلوين..
إنتو أحلى ناس... بتقابلوني كل يوم الصبح أول ناس... حياتكم حلوة... مزاجكم عالي... أي والله عالي... عالي في العلالي... رباني ده يا مرسي؟... بتوع رياضة الصبح دول حكاية والله... أهم معظمهم ناس ناجحين بردو... فيهم المدير والموظف والدكتور والمحاسب والمحامي، بس المهم لا هم ملهوفين زيي ولا مستعجلين... حاضر... حاضر فهمت... بشويش... والله فهمت...وحبة حبة... الدنيا مش هتطير... بس طبعا من غير كسل وتراخي..
البشويش حاجة والكسل والتراخي حاجة تانية... وعنها يا باشا... وجه العيد... بدأ العيد...بدأ جوايا... وانتشر نحوا... بدأ احتفال البشويش... كملت مشي ونزلت البسين ودخلت السونا وشربت عصير وأكلت سندوتش.... كووووول الحاجات دي عملتها بس بشويش... أخدت تقريبا كده نفس الوقت... بس إحساسي أنا بيها ما كنش نفس الوقت... كان بشويش... مشيت للبيت...
طبعا بشويش... صبحت على كل الناس اللي معدية جنبي وإبتسمت طبعا أكيد... وقفت عند كل وردة جميلة أشمها... بشويش طبعا... عم أمين السيكيوريتي الجميل قاعد على باب العمارة كالعادة...سلمت عليه كالعادة... لأ لأ مش كالعادة... المرة دي كانت مختلفة... المرة دي بصيت في وشه وإبتسمت وقلت له صباح الفل يا عم أمين يا جميل... قبل كده كنت بأقول له صباح الخير وأنا باصص بعيني المنهمكة في اتجاه اللا شىء اللي قاعد هناك على الركن في المسقبل عجبتني... هأكمل صباح الفل واصل مشغول (أحيانا) البشويش..