رئيس التحرير
عصام كامل

مأساة يجسدها الطفل "يوسف" أحد الناجين من حادث شرم الشيخ.. ألقته والدته من نافذة الحافلة.. فقد والديه وأخوته الثلاثة.. خاله يهدئ من روعه ويطمئنه الجميع بخير.. نقله إلى معهد ناصر بالقاهرة

الطفل  يوسف  أثناء
الطفل " يوسف " أثناء تواجده بمستشفى شرم الشيخ الدولي

حكاية مأساوية بألوان مختلفة، وطعم واحد مر المذاق، تتجسد في الطفل يوسف وليد لطفي 7 سنوات أحد الناجين من حادث تصادم الحافلتين الذي وقع أمس الأول على بعد 50 كم باتجاه مدينة شرم الشيخ، وأسفر عن عشرات القتلى والمصابين.


شاء القدر أن يكون للصغير عمرا بعدما قذفته والدته من نافذة الحافلة التي كانت تستقلها هي ووالده وأخوته الثلاثة وخاله وزوجته خوفا عليه أن يلقى مصيرهم المحتوم.

خرج يوسف من نافذة الحافلة وهو في حالة هستيرية وسط الظلام الحالك المحيط بمنطقة الحادث ووجهه تكسوه علامات الفزع والرعب.

هرول الصغير بحثا عن والديه وحاول اختراق الحافلة لينقذ أسرته وإذا بأحد الناجين يسرع تجاهه ليمسك به ويمنعه من دخول الحافلة وظل يوسف منهمرا في بكائه حتى جاءت سيارات الإسعاف ونقلته والمصابين إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي.

ظل يوسف داخل مستشفى شرم الشيخ الدولي يسأل كل من يفتح عليه الباب عن أسرته ولا أحد يعرف الجواب وظل يوسف على هذا الحال حتى الصباح لا يكف عن السؤال عن أسرته، وإذا بخال يوسف ويدع أحمد يوسف عاصم أحد الناجين من الحافلة يدخل عليه بعدما عرف أن يوسف موجود معه بالمستشفى ليهدأ من روعه مطمئنا يوسف أن الجميع بخير ولم يستطع خاله أن يخبره بمصير والديه وأخوته الثلاثة الذين لقوا جميعا مصرعهم ولم ينج سوى يوسف وخاله فقط.

وبعدما عرف ذويهما ما حدث للحافلة التي كانوا يستقلونها عبر وسائل الإعلامة حضروا إلى المستشفى مسرعين لاستلام جثث ذويهم، كما طالبوا المسؤلين بالسماح لهم بتحويل يوسف وخاله إلى معهد ناصر ليكونا بالقرب من مقر سكنهم ولا يشتتوا أنفسهم ما بين مستشفى شرم الشيخ الدولي ودفن ضحاياهم.

وبالفعل تم تحويل يوسف وخاله إلى معهد ناصر كما تم استلام جثث أسرته.

الجريدة الرسمية