رئيس التحرير
عصام كامل

عقار (سوفالدي) و"الكوسة" يا وزير الصحة!!


أتابع باهتمام كل ما يكتب عن العقار الجديد المعالج لفيروس "سي" ( سوفالدي) لاعتبارات شخصية وذكريات مريرة لا داعي لسردها الآن.. فحسب ما هو معلن من الدكتور عادل عدوي وزير الصحة والسكان أن العقار الجديد سيصل مصر أول سبتمبر المقبل وأن هناك 227 ألف جرعة ستعمل في علاج 70 ألف مريض في المرحلة الأولى وأن هناك مراكز تم تخصيصها في القاهرة وعدد من المحافظات الأخرى لتقديم العلاج على المرضى بهذا العقار الجديد.


كل هذا كلام إعلامي جميل ويجعلني أشعر بالتفاؤل ولكن ما توقفت عنده هو اصرار وتأكيد الوزير على الإعلان بأن هناك قواعد صارمة سيتم تطبيقها من أجل وصول العلاج للحالات التي تستحق دون تمييز بين حالة أو أخرى.. هنا بصراحة بدأت أقلق لأنني أعلم تماما الثقافة التي نسير عليها منذ آلاف السنين وهي ثقافة ( الكوسة) أو بمعنى أدق (الواسطة).. فهل سيتم بالفعل تطبيق هذه القواعد على الجميع دون أي استثناءات أم ستعمل (الكوسة) على وقوع الظلم في العلاج على الفقراء ومحدودي الدخل كما هو معمول به في كل المجالات وليس الصحة فقط!!

عندما تكون الكمية التي ستصل أقل بكثير من عدد المرضى فهذا معناه بوادر وجود أزمة ويجب دق ناقوس الخطر مبكرا حول هذا الموضوع.. فكل من هو مصاب بهذا المرض بدأ يبحث منذ فترة عن (الكوسة) حتى ينال الملف الخاص به الأولوية في العلاج.. وعندما يعلم مريض أن آخر نجح في الحصول على الموافقة للحصول على العقار من خلال (الواسطة) فستكون مصيبة كبرى وربما يتم استغلالها بشكل سيئ من البعض.

أرجو من سيادة الوزير وكافة الجهات السيادية في الدولة التركيز من الآن على ضرورة توصيل رسالة طمأنة لكل المرضى بفيروس (سي) بأن القواعد التي تم الإعلان عنها سيتم العمل بها بكل صرامة ولن يكون هناك تمييز بين مريض أو آخر.. فالمريض الذي وصل إلى مرحلة حرجة هو الأكثر احتياجا للعلاج بهذا العقار بغض النظر عن وظيفته أو مكانته أو حالته المادية.. هذا هو المنطق الذي يجب أن نقتنع به ناهيك عن اللجان الطبية المتخصصة التي تستطيع فرز الحالات الطالبة للعلاج بهذا العقار واختيار من يستحق وفقا للمعايير التي تم الإعلان عنها.

يا سيادة وزير الصحة.. يجب أن تتابع هذا الموضوع بنفسك وبكل دقة ولا تتهاون مع كل من يتم اكتشاف تلاعبه في تفضيل مريض عن آخر.

يا سيادة الوزير.. إعلانك بأن هناك 150 ألف مريض في مصر سنويا يدخلون في قائمة مرضى فيروس ( سي ) كارثة بكل المقاييس ولذلك يجب أن يكون هناك خطط مستقبلية واضحة لتقليص هذا العدد.

يا سيادة الوزير.. ضميرك المهني قبل موقعك السياسي ستحاسب عليه أمام الله سبحانه وتعالي.. فلا تسمح لـ "الكوسة" بأن تتلقى ( دعوة ) قاتلة من ( مريض فقير ) يحتاج بشدة إلى العقار الجديد حصل عليها بدلا منه وبـ"الكوسة" ( مريض مقتدر ) يمكن أن يؤجل علاجه لمرحلة لاحقة.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية..
Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية