الدواعش.. والتجربة السينمائية !!
تعيش عصبة الدواعش ومن هم على شاكلتهم واقعًا تخيليًا مفترضًا يتمنون لو عاشوا فيه، فتحت تأثير عقدة التفوق العربى القرشى القديم تصوروا أن الإسلام عربى قرشى في الأصل والشكل والمضمون؛ ولذلك اتخذوا من مفاهيم الغلظة العربية والقسوة الجاهلية قدوة لهم، فكان فهمهم للإسلام مشتقًا من تلك الغلظة والقسوة، الأمر الذي أعجزهم عن معايشة الواقع وممارسة التعارف البشرى والمشاركة الإنسانية نتيجة هذا الإعجاب المفرط لهذا الاستعلاء القرشى القديم.
ومن الطرائف المضحكة أنهم تلبسوا ملابس تاريخية ديكورية يظنون أنها تنتمى لتلك الحقبة العربية القديمة، فهم يقولون بحرمة التشبه بأزياء كفار اليوم الذين هم كل من ليس منهم ! فكان لابد لهم من تقليد ملابس المسلمين الأوائل قبل كفر كل الناس بعدهم، وربما لم يجدوا مرجعًا لهم غير الملابس التي ظهرت في الأفلام السينمائية الساذجة التي عرضت زمن فجر الإسلام الأول!
ولكن الملاحظ أنهم تلبسوا أزياء كفار قريش السوداء دون الملابس البيضاء التي اختارها مخرجونا الظرفاء للمسلمين !! وكأنها تشف مفهومهم القاتم الحالك عن الدين وحبهم وانتماءهم القرشى الجاهلى، فرأينا أميرهم يظهر كأبى سفيان بن حرب، في ملبسه وعمامته السوداء وهيئته الفيلمية السينمائية !
وكذلك أرسلوا لحاهم الكثة دون تهذيب مثل كفار قريش لزوم التخويف والترويع !، ومن أجل استكمال الشكل القرشى القديم أمعنوا في خطف النساء والبنات كجوارٍ وسبايا، وأنشأوا سوقًا لبيعهن على قارعة الطريق ليقف النخاس ملوحًا بسيفه ومن ورائه المخطوفات المسكينات منتقبات بقماش حريرى يشف الوجه حتى يعاين الزبون حلاوة البضاعة !، ولكن فاتهم أن فقهاءهم الأقدمين حددوا عورة الجارية مابين الصرة والركبة ! فخالفوهم مرغمين لاختلاف الزمان والأحوال والأحاسيس !!
وأنا أزعم أنهم يقضون لياليهم أمام دخان ورائحة اللحم المشوى استكمالًا للصورة المنشودة ! إنهم يَحِنون إلى حياة كفار قريش وغلظتهم أو.. رائحتهم التي كانوا يفتخرون بها، مع الاعتذار لمخرجنا المحبوب حسام الدين مصطفى !