سقوط حلف «رابعة»
آخر ما كان يتوقعه أطراف الحلف المعادي لمصر «الإخوان- تركيا - قطر - أمريكا»؛ أن تمر ذكرى فض اعتصام ميدان رابعة دون أن تشهد انتفاضة شعبية ضد النظام الذي أنقذ البلاد من حكم الإخوان.
راهن أطراف الحلف غير المقدس على التأييد الشعبي الذي سيحصلون عليه، بعد أن مهدوا الأرض بالهجوم الممنهج على الدولة المصرية، مستخدمين أسلحة المال والإعلام والمنابر الدولية.
والأمر المؤكد أن مخابرات دولية شاركت في وضع الخطوط العريضة للمؤامرة، بعد أن ثبت لها أن مصر جادة في تحقيق الاستقلال وتنفيذ خارطة الطريق دون أن تلفت لمحاولات تعطيلها، وما جرى في ذكرى فض اعتصام رابعة، مجرد حلقة من حلقات المؤامرة.. ولن تكون الحلقة الأخيرة.
شاركت منظمة «هيومان رايتس ووتس» في تهيئة الرأي العام لتقبل أعمال التخريب والقتل التي أعلنت الجماعة عن القيام بها في ذكرى فض الاعتصام، وزعمت أن عملية فض رابعة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في يوم واحد، وأن أعمال القتل ترقى إلى مصاف الجرائم غير الإنسانية، وقد تصدت منظمات مصرية حقوقية للرد على بيان المنظمة التي عمدت إلى اتخاذ مواقف عدائية من ثورة ٣٠ يونيو.. ولم تترك فرصة ذكرى الفض تمر دون أن تواصل حملاتها المتعاطفة مع الإخوان والمعادين لإرادة المصريين.
وكان دور قطر في المؤامرة تمويل أعضاء الجماعة في الداخل؛ ما يمكنهم من الحصول على السلاح وتجنيد البلطجية، وعلي صعيد مخاطبة الرأي العام العالمي أقامت قطر العديد من المؤتمرات في الدول الأوربية تستهدف جذب تعاطف الرأي العام مع الإخوان، وما تقوم به قناة الجزيرة من حملات إعلامية معادية لمصر لا يحتاج إلى تعقيب وقد برز هذا العداء في البرامج التحريضية التي أعدت بمناسبة ذكرى فض رابعة، والاستعانة برموز معادية لمصر سواء من السياسيين المرتزقة أو رجال الدين الموالين للإخوان في دعوة الشعب المصري للثورة وإراقة الدماء.. وكأن المطلوب أن تتحول مصر إلى ساحة للقتال بين المصريين.. تمهيدًا لإسقاط الدولة وتقسيمها.
ولا يبدو حتى الآن أن قطر ستتراجع عن مواقفها المعادية أو أن تنفذ الاتفاقات التي تمت مع باقي دول الخليج والتي تقضي بعدم التدخل في سياسات الدول الأخرى، مستندة إلى الدعم الأمريكي لها، وملتزمة بالدور المعد لها من المخابرات الأمريكية.
وجاء دور القرضاوي في المؤامرة بدعوة المصريين إلى الثورة وقتل كل من يؤيد الانقلاب!
وبينما لم ينزعج القرضاوي وهو يشاهد عبر الفضائيات «حرب الإبادة» التي تستهدف أبناء فلسطين في غزة الذين يستشهدون برصاص الإسرائيليين، أبدى انزعاجه الشديد لعدم تجاوب المصريين معه لإسقاط النظام الذي اختاره الشعب عبر انتخابات حرة شهد العالم أجمع بنزاهتها.
أفتى القرضاوي بأنه لا يجوز لأحد عدم الخروج في ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة لإسقاط النظام حتى لو لقي الموت.
ولم يستجب لنداء القرضاوي الذي أذاعته الجزيرة عدة مرات.. ونقلته - للأسف - قنوات مصرية استخفت بتأثيره على البسطاء.. سوى أعداد محدودة من أعضاء الجماعة ومناصريها.
وأستطيع القول إن أعضاء حلف رابعة فشلوا في تحقيق أهدافهم، رغم الخسائر البشرية والمادية والجرائم التي ارتكبها الإخوان..