بديع: لا يغرّكم حلمُنا!
كنتُ أعانى "فراغا قاتلا"، فأمسكتُ بصديقى الأنتيم "هاتفى المحمول"، وظللتُ أعبث به حتى وصلتُ إلى قائمة بأغان قديمة أحتفظ بها منذ فترة، وقمتُ بتشغيل أغنية "الدنيا ربيع والجو بديع، قفل لى على كل المواضيع، قفل قفل قفل"، للراحلة "سعاد حسنى"، فقفز إلى ذهنى اسم مرشد الجماعة "بديع"، فبحثتُ فى قوائم الأسماء فوجدته ووجدت رقم أحد هواتفه، فقررت محاولة الاتصال به وبعد محاولات عدة جاءنى صوته ممتعضا، ودار بيننا هذا الحوار:
-المرشد: آلو؟
-أنا: آلو..إنت عم الحاج المرشد؟
-المرشد: من أنت؟
-أنا: مواطن..
-المرشد: لا أعرف أحدا بهذا الاسم!
-أنا: أعلم ذلك.
-المرشد: وماذا تريد؟
-أنا: شرف الحديث مع فضيلتك!
-المرشد: ولكن ليس لدىّ وقت لمثلك!
-أنا: أعلم ذلك جيدا.
-المرشد: تعلم ماذا؟
-أنا: أعلم أن وقت فضيلتك مشغول دائما بالتفكير فى خدمة الوطن، والارتقاء بشأنه.
-المرشد: هذا ليس صحيحا..
-أنا: لماذا؟
-المرشد: لأنه لا وطن فى الإسلام، هكذا تعملنا من مؤسس جماعتنا، رضى الله عنه!
-أنا: تريد أن تقول إن حب الأوطان ليس من أخلاقيات الإسلام.
-المرشد: هذا صحيح، الوطن لا يشغلنا، طظ فى الوطن، واللى يحبه، واللى يدافع عنه.
-أنا: كيف هذا يا فضيلة المرشد؟
-المرشد: هذه هى الحقيقة التى يتعامى عنها الجهلاء أمثالك!
-أنا: شكرا على حُسن أدبك وعظيم خلقك!
-المرشد: أنا المرشد، ومن حقى أن أشتمك، وأشتم أى مصرى، هذا شرف لكم يا أوغاد!
-أنا: مثلك لا يُغضب منه، فأنا لستُ أعظم شأنا من الوطن الذى شتمته منذ قليل، ولا من قادة الجيوش، التى أهنتهم ولاتزال تهينهم.
-المرشد: بارك الله فيك يا بُنىَ، هذه هى أخلاق المسلمين التى يجب أن يتخلق بها عموم المصريين، الذين ساءت أخلاقهم بعد الثورة وغرّهم حلمنا!
-أنا: ولماذا هذا التعميم؟
-المرشد: هذه هى الحقيقة، المصريون يعتقدون حلمنا ضعفا، فيثيرون الفوضى ويتطاولون على أسيادهم من الإخوان، ولكننا لن نحتمل كثيرا، فنحن قادرون على طحن الشعب وسحقه، ثم إدخاله النار يوم القيامة.
-أنا: أعتذر عن عدم إتمام المكالمة، فقد نفد رصيدكم.