عن "القيادة الشعبية" لمصر !
قبل أن تنجلي حقيقة ومصير العقيد "صبري ياسين" الذي لعب دورا في التصدي للإخوان ولجماعات سياسية مختلفة ترتبط بالأمريكان والتمويل الأجنبي وما إذا كان اسمًا مستعارا أو حقيقيًا ومدى ارتباطه فعلا بجمعية المحاربين القدماء بباريس.. والذي اختفي تماما بين شائعات الاعتزال أو الاكتئاب أو التقاعد عن العمل "الفيس بوكي" لاستقرار الأمور في مصر إلى الوفاة وغيرها من الشائعات..
نقول: قبل أن يرد العقيد صبري ياسين بنفسه على ما يطوله وقد أثار جدلا واسعًا واشتبك في عشرات المعارك.. ظهرت على الفيس بوك صفحة أخرى تثير جدلا أكبر..عنوانها هو "القيادة الشعبية for egypt "..وهي في اعتقادنا ترتبط بجهاز مهم أو قيادة مشتركة لعدد من الأجهزة أو على الأقل..هي صفحة لمجموعة من قيادات سابقة فيها رأت أن تلعب دورا على مواقع التواصل الاجتماعي..لتواجه بنفسها الإخوان وغيرهم من أصحاب الارتباطات الأمريكية، وتؤدي دورا ما في هامش التقاعد..وأن تنزل إلى الساحة نفسها التي يستحوذ عليها الإخوان - أو كانوا - ويصنعون منها الرأي العام ويوجهونه بالاشتراك مع جماعات أخرى أجادت لعبة المواقع الاجتماعية مبكرا..!
على كل حال..أيا كان من وراءها..الصفحة تتميز بغزارة معلوماتية كبيرة جدا..وأحيانا كثيرة تسبق الأحداث المهمة بإشارات مباشرة أو غير مباشرة..كما أنها تجيد كتابة بياناتها وموضوعاتها في صياغة صحفية جيدة جدا، بما يؤكد الاهتمام بها من القائمين عليها..وهي تقف بالمرصاد لكل من يقترب من الجيش أو الشرطة وكل مؤسسات الدولة المصرية..وأحيانا تنتقد مظاهر معينة ومسئوليها كما فعلت في أزمة الكهرباء.
وقبل فترة.. وقد نشرت الصفحة - مشكورة - عددًا من مقالاتنا ذات البعدين السياسي والإستراتيجي..إلا أنها أدارت أيضا حوارًا مع أعضائها الذين تجاوزوا العشرين ألفًا.. فقلنا رأينا فيها وبصراحة..سلبًا وإيجابا..سلبا رأينا عدم التفرقة - أحيانا - بين الانحياز لنظام ما والانحياز للوطن..واستخدام لغة أجنبية في عنوانها..وكان الاختبار جيدا في تقبل النقد بسعة صدر وأفق كبيرين..وإيجابيا قلنا الانحياز الذي لا مثيل له للأمة العربية وإدراك التعريف الصحيح للأمن القومي العربي..وغزارة المعلومات..والقوة في مواجهة المواقف الأمريكية!
السؤال الآن: من يقف وراء هذه الصفحة ؟ ومن أين تأتى بمعلوماتها الغزيرة المهمة ؟ هل تتصل بالرئاسة ؟ ومن أين تدير شئونها وأغلب ما يصدر عنها معاد للولايات المتحدة الأمريكية المهيمنة بأجهزتها على المواقع الاجتماعية؟ وإلي متي ستستمر؟ وكيف تحمي نفسها من الاختراق أو المتابعة من جهات أخرى ؟ وإن كانت تتبع أجهزة معينة..فكيف تتوقف عند رصيد جماهيري بسيط ومحدود نسبيًا مقارنة بدورها ؟ وماذا لو أغلقت ؟ كيف ستزاول نشاطها من جديد ؟
على كل حال.. نراها أسئلة مهمة..وأغلب الظن أن الفيس بوك تحول إلى ساحة موازية لما يجري في الواقع..وإن صدقت بعض توقعاتنا فإن الدولة المصرية - الدولة وليست الحكومة - استفاقت متأخرا جدا..لكنها استفاقت على كل حال ونزلت ميدان الحرب الإلكترونية الاجتماعية وبما يزيدها سخونة واشتعالا..و...وألغازًا!!