حادث جنوب سيناء ليس الأخير.. مصر تتفوق في معدلات القتلى بحوادث الطرق.. وخبراء: تأهيل العامل البشري وإصلاح منظومة إصدار التراخيص أهم خطوات العلاج.. الكاشف: نعاني إرهابا من نوع جديد اسمه الطرق

قتيل وأربعة مصابين كل ساعة بسبب حوادث الطرق، هذا ما خلصت إليه منظمة الصحة العالمية التي صنفت مصر الأولى عالميًا في حوادث الطرق طبقًا لتقرير صدر أوائل العام 2013 قال إن حصيلة حوادث الطرق بمصر 12 ألف قتيل و40 ألف مصاب سنويًا، ليأتي حادث جنوب سيناء الذي أدي إلى مقتل 33 شخصا بينهم 4 أكياس أشلاء مؤكدا لتلك النتائج.

ولم تتفوق مصر فقط في معدل الحوادث، وإنما أيضا بتجاوز المعدل العالمي لعدد القتلي، حيث يبلغ المعدل العالمي لقتلى حوادث الطرق لكل 10 آلاف مركبة، ما بين 10 و12، لكنه يصل في مصر إلى 25، أي ضعف المعدل العالمي، وأيضا يبلغ عدد قتلي حوادث الطرق لكل 100 كم في مصر 131 قتيلا، في حين أن المعدل العالمي يتراوح ما بين 4 و20 قتيلًا، أي أن المعدل في مصر يزيد 30 ضعفا على المعدل العالمي، وأيضا فإن مؤشر قسوة الحادث يوضح أن مصر يحدث بها 22 قتيلًا لكل 100 مصاب، في حين أن المعدل العالمي 3 قتلي لكل 100 مصاب.

إرهاب جديد
يقول عادل الكاشف رئيس الجمعية المصرية للطرق وسلامة المرور إن مصر تعاني إرهابا جديدا من نوع خاص يسمي إرهاب الطرق، مطالبًا الدولة بمحاربته أسوة بمحاربة الإرهاب.

وعدد الكاشف قتلي عدد من الحوادث قائلًا إن حادث جنوب سيناء أسفر عن 33 قتيلا، فيما تسبب حادث في بني سويف في مقتل 15 شخصا أمس، بينما لقي 5 مصرعهم في حادث منذ أسبوع على الطريق الدائري، مشددًا على أن ضحايا حوادث الطرق هذا العام فاقت أعداد القتلي في العمليات الإرهابية.

العنصر البشرى
وأضاف الكاشف أن حوادث الطرق في مصر ترجع في 80% منها للعنصر البشري، وللمركبة في 12 – 18%، مشيرًا إلى ضرورة إصلاح منظومة المرور من خلال إصلاح منظومة إجراءات منح رخصة القيادة، مشددًا على أن الدولة تعتبر شريكا متضامنا في أي حادث يكون سببه العنصر البشري لأنها هي من منحته رخصة القيادة.

وأوضح الكاشف ضرورة أن يكون الكشف الطبي على السائق حقيقي، وليس كشفا وهميا لتسديد الخانات، بالإضافة إلى تقليل مدة سريان الرخصة لأن مدة 10 سنوات هي مدة كافية للإصابة بأمراض مثل السكر والضغط وهو ما يؤثر على كفاءة السائق.

وشدد الكاشف على أن الفحص الفني للمركبات ليس من خلال إدارة المرور وإنما من مراكز صيانة معتمدة تعطي الشهادة بأن المركبة يمكنها السير على الطرق السريعة، بالإضافة إلى تعديل أجور العاملين بمنظومة المرور للقضاء على الرشوة.

النقل الثقيل
فيما قال د. أسامة عقيل أستاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة عين شمس إن السؤال الذي لابد أن يوجه للمسئولين لماذا لا يريدون حل أزمة حوادث الطرق في مصر.
وأضاف عقيل أنه نادي على مدى 25 سنة بفصل الطرق وجعل سيارات النقل في طريق خاص بها مشيرًا إلى أن 50 % من الحوادث تقع بسبب سيارات النقل.