شوقي علام: دار الإفتاء ليست بمعزل عن الشعب.. للجامعة والمسجد والكنيسة دور في التوعية.. هناك جذور اقتصادية واجتماعية وثقافية للتطرف الديني.. الفتوى صناعة ومهنة لا تتوافر في أي شخص
الإفتاء ليست بمعزل عن هموم الشعب المصري
قال الدكتور شوقي علام "مفتي الجمهورية"، إن دار الإفتاء ليست بمعزل عن هموم الشعب المصري، وأن الفتاوى الصادرة عنها تعد ترجمة حقيقية للحراك الذي يحدث في المجتمع المصري بكافة شرائحه، مؤكدًا أنَّ سبيل الخروج من حالة البلبلة الناجمة عن فتاوى غير المتأهلين هو تبصير جماهير المستفتين بثقافة الاستفتاء الصحيحة، والرجوع إلى الشروط التي حددها الشرع فيمن يتصدى للفتوى، مشددًا على أن الفتوى دين وعلى كل طالب فتوى أن يبذل الجهد في التحري والتدقيق فيمن يأخذ عنه الدين والفتوى.
أهم الشروط لمن يتصدر للفتوى
وأشار مفتي الجمهورية في بيان له اليوم الجمعة، إلى أن من أهم الشروط التي ذكرها العلماء فيمن يتصدر للفتوى امتلاكه للعلم الشرعي، وهو ما يعبَّر عنه في واقعنا الـمعاصر بـ"التخصص"، مشددًا أن التخصص يعني أن يكون من يتعرض للإفتاء قد دَرَس الفقه والأصول، وإتقانه لمهارات الفتوى التي تتمثل في الوصل بين الواقع والمصادر الشرعية.
وأوضح المفتي أن إدراك الواقع بعوالمه المختلفة يعد أحد العناصر الأساسية التي يقوم بها المفتي للإدلاء بالفتوى سواء الواقع السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي فلا بد أن يكون مدركًا لهذا الأمر وإلا فلا يصح له أن يفتي دون إدراك ومعرفة دقيقة بالواقع.
الفتوى ليست مجرد معارف وإنما صناعة ومهنة
وأضاف المفتي أن من أهم الأشياء التي يمكن أن نحصن بها الفتوى هو أن نعرف أن الفتوى ليست مجرد معارف وإنما صناعة ومهنة، مشيرًا أن ذلك يقتضي أن يتوفر فيمن يقوم بها التعليم والتدريب والتربية لأن أهل المهنة هم الذين يضعون معايير هذه المهنة وكل مهنة لها خصائصها التي تتميز بها عن غيرها من المهن ولها المهارات التي لابد أن تتوفر فيمن يقومون بها.
التطرف الديني
وحول ظاهرة " التطرف الدينى " الذي يدفع ببعض الشباب إلى انتهاج العنف أكد فضيلة المفتي أن هناك جذورًا اقتصادية واجتماعية وثقافية للتطرف الدينى الذي يتشكل في ظل الفقر والبطالة وفى الأحياء العشوائية، وهى بيئة لا توفر ضرورات الحياة لمن يعيش فيها، ولا توفر له التعليم الكافى أو النسق الأخلاقى المناسب، مما يسهل اصطياده وتلقينه أفكارًا خطيرة تنسب إلى الدين، والدين منها براء مثل تكفير المجتمع وتبرير العنف، موضحًا أن الدراسات العلمية أكدت أن التنمية الشاملة هي المدخل الحقيقى لتصفية الفكر المتطرف، وأن توفير فرص العمل وضرورات الحياة تهيئ المجتمع للقدرة على محاصرة الفكر المتطرف.
واستطرد مفتي الجمهورية أن هذه المعالجة الاقتصادية والاجتماعية تظل قاصرة عن احتواء الظاهرة ما لم يكملها جهد ثقافى لنشر الوعي الديني للشباب والفئات المهمشة وتغذية وجدانهم بالقيم الدينية الصحيحة.
وأكد المفتي، أن وسائل الإعلام تلعب دورًا لا يستهان به في هذا الصدد لتعريف الناس بما يعيشه المجتمع من مشكلات وأسبابها، وكيفية علاجها، وتقديم المثل والقدوة الحسنة للناس، وشرح الدين على نحو صحيح يساعد الناس على السلوك القويم مضيفًا أننا لا يجب أن ننسى دور المدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة في القيام بدور أساسى في التربية والتنشئة بهذه القيم وبالفهم المستنير للدين.